خبر بعد ستة أشهر على حرب غزة.. شهادات مزورة لجنود إسرائيليين حول مساعدة الجرحى

الساعة 05:26 ص|19 يوليو 2009

فلسطين اليوم - القدس المحتلة

كشفت جماعة ضغط موالية لإسرائيل عن مجموعة شهادات لجنود إسرائيليين قاتلوا في الحرب على غزة الشتاء الماضي وذلك في إطار حملة علاقات عامة تهدف إلى دحض اتهامات بحدوث انتهاكات إسرائيلية واسعة النطاق خلال تلك الحرب.

 

وأطلقت منظمة "ستاند وذ أس" / قف معنا / التي لديها مكاتب معظمها في الولايات المتحدة لكن لديها مكتب في إسرائيل وآخر في أستراليا موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت يحوي روايات مصورة ل14 جنديا إسرائيليا يدلون بشهادات إيجابية إزاء سلوك القوات الإسرائيلية بما فيها كيفية قيام الجنود الإسرائيليين بمساعدة الجرحى الفلسطينيين.

 

وفي بيان أرسل للصحفيين قالت المنظمة إنها كانت ترد على تقرير نشر في وقت سابق من هذا الأسبوع من قبل منظمة "بريكنج ذي سايلانس" الحقوقية الإسرائيلية التي تقول إن انتهاكات إسرائيلية صارخة ارتكبت خلال الهجوم على غزة في كانون الثاني / يناير .2009

 

وضم تقرير "بريكنج ذي سايلانس" روايات لنحو 30 جنديا إسرائيليا قالوا إن الجيش الإسرائيلي استخدم قوة نارية "جنونية" لحماية قواتها في تجاهل تام للمدنيين الفلسطينيين واستخدموا القوة لإجبار هؤلاء المدنيين على أن يكونوا "دروعا بشرية" ونفذوا تدميرا غير مبرر خلال الحرب التي استمرت 22 يوما.

 

وقالت نينا 24 عاما مسعفة في شهادة مصورة بثت على الموقع الإليكتروني لمنظمة "ستاند وذ أس" "أتذكر بضع حالات لم نقم خلالها بنقل جنودنا من منطقة القتال في سيارات الإسعاف وطائرات الهليكوبتر التابعة للجيش الإسرائيلي بل كانوا مدنيين فلسطينيين، أطفال ونساء ورجال من جميع الفئات - نقلناهم إلى المستشفيات في إسرائيل لتلقي العلاج الطبي هنا ".

 

وفي حين تقول "بريكنج ذي سايلانس" إن الروايات التي نشرتها تظهر انتهاكات واسعة النطاق فإن الجيش يؤكد أن هذه حالات فردية لجنود مقصرين وسوف تجرى التحقيقات اللازمة بشأنها.

 

ويقول الجيش إنه بذل قصاري جهده للحيلولة دون مقتل مدنيين بينما كان يقاتل في منطقة مكتظة بالسكان بما في ذلك إصدار تحذيرات مسبقة عن الضربات الجوية في منشورات أسقطت من الجو وخلال مكالمات هاتفية مع أصحاب المنازل المجاورة كان يجريها ضباط إسرائيليون يتحدثون العربية.

 

لكن من بين أخطر الانتهاكات للقانون الدولي التي وصفها تقرير "بريكنج ذا سايلانس" كان استمرار الجيش الإسرائيلي في استخدام ممارسة عرفت سابقا ب"إجراء الجار" والتي كانت حظرتها أيضا المحكمة العليا في إسرائيل.

 

وخلال هذه الممارسة يستخدم الجنود الإسرائيليون المدنيين الفلسطينيين غالبا من الجيران "دروعا بشرية" من خلال مطالبتهم بدخول المنازل والبحث فيها عن أي مسلحين يتحصنون داخلها.

 

وتقرير "بريكينج ذي سايلانس" هو أحدث تقرير ينتقد بشدة سلوك إسرائيل خلال حرب غزة التي قتل فيها أكثر من الف و 417 فلسطيني معظمهم من المدنيين و 13 إسرائيليا معظمهم من الجنود. غير أن تقارير أخرى صدرت في الآونة الأخيرة من بينها تقرير "هيومان رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية تقوم أساسا على روايات فلسطينية.

 

لكن جماعة الضغط الموالية لإسرائيل، التي نشرت شهادات مضادة رسمية خاصة بها، اتهمت تقرير "بريكنج ذي سايلانس" بأنه "ينتهك قواعد التقرير الجاد من أي نوع".

 

وقال مايكل ديكسون مدير مكتب "ستاند وذ أس" في إسرائيل في إشارة لمنظمة "بريكنج ذي سايلانس"إنها مجموعة ذات آراء متطرفة لها أجندة سياسية جمعت شهادات مجهولة غالبيتها مبنية على شائعات ".

 

وقالت المديرة الدولية للمنظمة روز روزشتاين "أنشأنا هذا الموقع لأنه يتم استخدام ادعاءات متفرقة من جنود إسرائيليين "مناوئين للحرب" لتشويه سمعة الجيش الإسرائيلي".

 

وأضافت أن الجنود ال30 يمثلون فقط جزءا ضئيلا من الآلاف الذين خدموا في حرب غزة.

 

وبعد مرور ستة أشهر على حرب غزة فإن معركة العلاقات العامة أصبحت الآن في اوجها وذروتها .