قائمة الموقع

الصحفيون الإيطاليون ينددون بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين في غزة

2025-06-22T20:35:00+03:00
فلسطين اليوم

في مشهد عبّر عن تضامنٍ إنساني ومهني نادر في عواصم الغرب، نظّم العشرات من الصحفيين والعاملين في القطاع الإعلامي في إيطاليا، مساء اليوم الأحد، وقفة احتجاجية في ساحة بورتا سان جيوفاني بالعاصمة الإيطالية روما، استنكارًا للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، وتنديدًا بما وصفوه بـ”صمت أوروبا المخجل” حيال ما يجري في قطاع غزة.

 

وحمل المشاركون صور الصحفيين الشهداء الذين ارتقوا خلال حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، مطالبين باحترام القانون الدولي الإنساني، وبتحرك فعلي من جانب الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي لوقف المجازر بحق الإعلاميين والمدنيين الفلسطينيين، والسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

 

226 صحفيًا شهيدًا: حصيلة غير مسبوقة

 

وخلال الوقفة، أصدر الصحفيون المشاركون بيانًا وصفوا فيه ما يجري في غزة بـ”الإبادة الجماعية المفتوحة على الهواء”، مؤكدين أن عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الحرب الحالية بلغ 226 شهيدًا، وهي حصيلة تفوق ما شهدته كبرى النزاعات في القرن العشرين.

 

وأكد البيان أن هؤلاء الصحفيين “نقلوا الحقيقة للعالم رغم محاولات الاحتلال التعتيم الإعلامي ومنع دخول الصحافة الدولية”، مشيرين إلى أن ما يحدث هو “تصفية ممنهجة للصوت الحر”، في ظل رفض إسرائيل منح تصاريح دخول للمراسلين الأجانب، واستهدافها المباشر للصحفيين المحليين وعائلاتهم.

 

لا للإفلات من العقاب.. ولا لصمت المؤسسات

 

وأعلن الصحفيون رفضهم لما سموه ازدواجية المعايير في التغطية الإعلامية الأوروبية، حيث يُمنع استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” عند الحديث عن ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، بينما يُستخدم بحرية في نزاعات أخرى، مما يُفقد الإعلام صدقيته ويكرّس خضوعه لاعتبارات سياسية على حساب الحقيقة.

 

وطالبوا وسائل الإعلام الإيطالية والأوروبية بـ”استعادة دورها المهني في تسمية الأشياء بمسمياتها”، ودعوا هيئات التحرير والإعلام الرسمي الإيطالي إلى “الخروج من دائرة الصمت”، مشددين أن “الوقت لم يعد يحتمل المزيد من المجاملة، فالمجزرة مستمرة، والتاريخ لا يرحم المتواطئين بالصمت”.

 

دعوات لتحرّك إيطالي وأوروبي عاجل

 

وحمّل المشاركون في الوقفة الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي مسؤوليات قانونية وأخلاقية، بموجب التزاماتهم الدولية في حماية حقوق الإنسان وحرية الصحافة، داعين إلى اتخاذ إجراءات فعلية لوقف الإبادة المستمرة بحق سكان قطاع غزة، وتحديدًا الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.

 

كما طالبوا إسرائيل باحترام الحق في التغطية الإعلامية، وفتح المجال أمام الصحافة الدولية لدخول القطاع المحاصر، معتبرين أن رفض ذلك “يشكل انتهاكًا سافرًا للحق في الحصول على المعلومات وخرقًا للمبادئ الديمقراطية الأساسية”.

 

رمزية المشهد.. وأصوات ترتفع من قلب أوروبا

 

وجاءت الوقفة بالتزامن مع تصاعد الدعوات الشعبية والنقابية في أوروبا لمقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها بسبب جرائمها في غزة، لا سيما في ظل تصاعد التقارير الأممية التي تُحذر من كارثة إنسانية شاملة، وانهيار البنية الإعلامية في القطاع بفعل القصف المستمر، والاستهداف الممنهج لمقرات ومراسلي المؤسسات الإعلامية.

 

ويرى مراقبون أن هذه الوقفة في قلب العاصمة الإيطالية تحمل رسالة رمزية مزدوجة: أولاً تضامنًا إنسانيًا ومهنيًا مع الصحفيين الفلسطينيين، وثانيًا احتجاجًا على صمت حكومات أوروبا تجاه ما أصبح يُنظر إليه على نطاق واسع كـ”جريمة موثقة ومستمرة على مرأى العالم”.

 

وقد ختم الصحفيون الإيطاليون وقفتهم برفع صور شهداء الإعلام الفلسطيني، وسط شعارات باللغات الإيطالية والإنجليزية والعربية، تطالب بوقف العدوان فورًا، واحترام حرية الصحافة، وترديد هتافات تقول: “الصحافة ليست هدفًا” و”صوت غزة يجب أن يُسمع”.

اخبار ذات صلة