في تصعيد جديد ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية “بال تل”، اليوم السبت، عن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، نتيجة استهداف مباشر للبنية التحتية الحيوية من قبل قوات الاحتلال.
وأوضحت الشركة في بيان صحفي أن الانقطاع نجم عن تضرر أحد المسارات الرئيسية المغذية للمنطقة، جراء العدوان المستمر، مؤكدة أن الحلول الفنية البديلة باتت مستنفدة بالكامل، ما يُنذر بانقطاع شامل وطويل الأمد للخدمات إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية على شبكات الاتصالات.
وأضافت “بال تل” أن طواقمها الفنية تواصل العمل منذ أكثر من 48 ساعة لإصلاح الأعطال الناجمة عن القصف، إلا أن تكرار استهداف المسارات في مناطق مختلفة يُعيق عمليات الصيانة ويُفاقم من الأزمة.
ويُعد هذا الانقطاع هو الأحدث في سلسلة انقطاعات شهدها قطاع غزة منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث استخدمت إسرائيل استهداف شبكات الاتصالات كجزء من تكتيكاتها الحربية، سواء من خلال القصف المباشر للبنية التحتية أو عبر منع دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تبقي محطات الاتصالات قيد العمل.
ويأتي هذا التطور في ظل مواصلة قوات الاحتلال عدوانها لليوم الـ624 تواليًا، من خلال تنفيذ المجازر بحق المدنيين، واستهداف طالبي المساعدات، والتضييق الخانق عبر الحصار والتجويع، مع استهداف ممنهج للبنية التحتية المدنية، من بينها المستشفيات، المدارس، شبكات المياه، والاتصالات.
ويحذر مراقبون من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت يعزل السكان عن العالم الخارجي، ويُعطل عمليات الإنقاذ والإغاثة والتوثيق، ما يفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة الذي بات يعاني من أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث.