قائمة الموقع

واشنطن بوست: على "إسرائيل" أن تكمل المهمة في إيران بنفسها

2025-06-21T19:15:00+03:00
فلسطين اليوم

اعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن تدمير البرنامج النووي الإيراني هدف يجب أن يتشارك فيه معظم دول العالم، مشيرة في افتتاحيتها إلى أن دولاً في المنطقة وخارجها تدعم –سرًا أو علنًا– الحملة الإسرائيلية الرامية إلى تقويض القدرات النووية الإيرانية، رغم خطورة تداعيات هذه العمليات على الاستقرار الإقليمي.

 

وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى أكثر من مجرد دعم ضمني، بل يريد مشاركة أميركية مباشرة، لا سيما عبر استخدام قنبلة خارقة للتحصينات القادرة على اختراق منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، والتي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، إلى جانب قاذفات الشبح المتطورة من طراز “بي-2” التي يمكنها تنفيذ مثل هذه المهام.

 

ورغم الموقف المتردد الذي أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب –والذي وصفته الصحيفة بأنه “يتأرجح بين الحربي والدبلوماسي”– بشأن احتمال توجيه ضربة مباشرة إلى إيران في الأسابيع المقبلة، ترى واشنطن بوست أن من الأفضل أن تترك الولايات المتحدة لإسرائيل مهمة إتمام هذه المواجهة، باعتبار أنها هي من بدأتها، وليس واشنطن.

 

وتطرّقت الصحيفة إلى تفاصيل قرار نتنياهو شنّ هجوم جوي على أهداف إيرانية، رغم مطالبات ترامب بوقف أي حديث عن تصعيد عسكري لإعطاء مساحة للمساعي الدبلوماسية، مما دفع إيران إلى الرد بإلغاء الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية مع واشنطن، ما يعقّد أي احتمال لتسوية سلمية في المدى القريب.

 

واقترحت الصحيفة بدائل أمام إسرائيل دون الحاجة لتدخل أميركي مباشر، منها استخدام ترسانتها من القنابل الصغيرة الخارقة للتحصينات لتدمير مداخل منشأة “فوردو” أو البنية التحتية المحيطة بها، أو تنفيذ عملية عسكرية نوعية عبر قوات خاصة. ورغم أن مثل هذه الخيارات محفوفة بالمخاطر، إلا أن انهيار الدفاعات الجوية الإيرانية والفوضى داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية تجعلها أكثر قابلية للتنفيذ.

 

وذهبت واشنطن بوست إلى أن السماح لإسرائيل بإتمام العملية بمفردها قد يكون في مصلحة واشنطن على المدى الطويل، إذ يعيد لإسرائيل قوة الردع الإقليمي التي تآكلت بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، كما يجنّب الولايات المتحدة خطر الانجرار إلى حرب واسعة قد تؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز واستهداف القواعد الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط.

 

وفي هذا السياق، رأت الصحيفة أن إبقاء واشنطن على مسافة من الصراع قد يفسح المجال لترامب –أو أي إدارة أميركية قادمة– لإبرام تسوية دبلوماسية مع طهران دون أن تُصنَّف الولايات المتحدة كطرف معادٍ عسكريًا، مما قد يُثني إيران عن إعادة بناء برنامجها النووي في حال تعرّض للتدمير.

 

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بتحذير من سيناريو فشل الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيران النووية، واعتبرته السيناريو الأسوأ، إذ يمنح طهران فرصة لاستكمال تطوير أسلحتها النووية، ما سيمنحها حصانة استراتيجية ضد أي اعتداءات مستقبلية، ويُخلّ بالتوازن الأمني في المنطقة لعقود قادمة.

اخبار ذات صلة