اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إسرائيل بأنها “أصل التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”، مشدداً على أن الاحتلال المستمر هو السبب الجذري لما تشهده المنطقة من فظائع وكوارث متلاحقة. جاء ذلك خلال كلمته، اليوم السبت، في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ51 لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في مدينة جدة السعودية، وفق بيان صادر عن الجامعة.
وقال أبو الغيط إن “المنطقة تمر بمرحلة بالغة الحرج”، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يقف وراء حالة الانفجار المزمنة، مشيراً إلى أن “أنصار إسرائيل وداعميها يتهربون من هذه الحقيقة الساطعة، ويسعون للتغطية عليها، بينما يستمر مجرمو الحرب في تنفيذ مخططات التطهير العرقي وتصفية القضية الفلسطينية كما يتوهمون”.
وأكد الأمين العام أن القضية الفلسطينية ستظل في قلب أولويات العالم العربي والإسلامي، رغم تعقيدات الساحة الدولية وتشعب الأزمات، لافتاً إلى أن “جسامة الأحداث وخطورتها لن تحرف أنظارنا أبداً عن القضية الأم، قضية الشعب الفلسطيني الذي لا يزال حتى اللحظة يواجه الإجرام اليومي للاحتلال”.
وكشف أبو الغيط عن حجم المأساة الجارية في قطاع غزة قائلاً: “في يوم واحد الأسبوع الماضي، قتل 140 فلسطينياً أمام مراكز توزيع الطعام، التي تحولت إلى فخاخ قاتلة، لتزيد من مأساة التجويع المتعمد الذي يُستخدم كسلاح يتناقض مع كل قوانين الحرب والأعراف الإنسانية والمواثيق الأخلاقية”.
كما عبّر عن استيائه من استخدام الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي مؤخراً، والذي منع صدور قرار يطالب بوقف فوري للعدوان على غزة، قائلاً: “ما زال هناك للأسف من يستخدم الفيتو لحماية الاحتلال، ويفسح له المجال لارتكاب المزيد من الجرائم”.
وفي ختام كلمته، شدد أبو الغيط على أن “إنقاذ الشعب الفلسطيني من هذا الإجرام اليومي لم يعد مجرد مطلب سياسي، بل صار واجباً إنسانياً وأخلاقياً ودينياً، قبل أن يكون ضرورة عملية”، محذراً من أن استمرار تغوّل الاحتلال وترك الزمام للمتطرفين “سيجرّ المنطقة بأسرها إلى كارثة محققة، سيدفع ثمنها الأبرياء والأجيال القادمة”.