خبر الشيخ سلامة: تجريف القبور في مقبرة مأمن الله عمل إجرامي

الساعة 03:16 م|18 يوليو 2009

فلسطين اليوم: غزة

استنكر الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك  وزير الأوقاف والشئون الدينية السابق قيام سلطات الاحتلال الصهيونية بالاعتداء على مقبرة  مأمن الله ، حيث قامت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بهدم أكثر من ثلاثمائة وخمسين قبراً ، وتحطيم شواهد عشرات القبور الأخرى في المقبرة وجمع هياكلها العظمية ودفنها في قبر جماعي ، وذلك من أجل إقامة ما يسمى بـ " متحف التسامح " على أرض المقبرة ، حيث تم رصد أكثر من مائتي مليون دولار لإقامة هذا المتحف .

وطالب سلامة بوقف عمليات الهدم فورا، معتبرًا أن إزالة القبور حرام شرعا وأن الهدف من هدمها هو طمس الهوية الوطنية والعربية والإسلامية التي تمتاز بها مدينة القدس، موضحاً أن هذه ليست المرة الأولى التي تعتدي فيها  سلطات الاحتلال على المقابر الإسلامية ، حيث تم تحويل عدد من المقابر الإسلامية إلى حظائر للأبقار والأغنام.

وحمل الدكتور سلامة، في بيان صحفي، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا العمل ،  لأن هذا العمل سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها، مؤكداً أن المساس بالمقدسات الإسلامية هو مساس بعقيدة جميع المسلمين في العالم، ويتنافى والشرائع السماوية، وكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.

وبين سلامة أن أرض المقبرة وقف إسلامي صحيح، وهي من أعظم مقابر المسلمين وأقدمها في بيت المقدس حيث تعود إلى الفتح الإسلامي، وتحتوي على قبور بعض الصحابة الكرام ، وكذلك على سبعين ألف من الشهداء ، منهم أحد مساعدي القائد صلاح الدين الأيوبي واسمه عيسى بن محمد الهكاري المتوفي سنة 585هـ وفق 1189م ، وفي أواخر الحكم العثماني وبالتحديد في  سنة 1318هـ  أحيطت المقبرة بسور، وذلك في زمن السلطان عبد الحميد، ومن المعلوم أن  مساحة المقبرة  تقرب  من مئتي ألف متر مربع (مائتي دونم ) ،  وقد سجلت المقبرة في سجلات دائرة الأراضي " الطابو " سنة 1938م ،   ، واستصدر بها وثيقة تسجيل أراضي" كاشون طابو" فهي وقف صحيح مضبوط.

كما استنكر الشيخ سلامة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في بلدية القدس والذي يتضمن هدم مئات المنازل للسكان الفلسطينيين بحجة إعادة تنظيم الأحياء العربية في المدينة المقدسة ، حيث إنهم يقومون بهدم المنازل في حي البستان في سلوان ومنطقة رأس العمود وحي الشيخ جراح وغير ذلك.

وشدد سلامة على عروبة مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية، معبرا عن قلقه الشديد من استمرار الاعتداءات والمخططات الإسرائيلية على المقدسات الدينية والمعالم التاريخية والأملاك الوقفية في فلسطين عامة وفي مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة.

وناشد الشيخ سلامة جميع الأطراف الدولية والمحلية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والمؤسسات التي تختص بالمحافظة على الأماكن الأثرية والتاريخية والدينية في العالم بضرورة التصدي والتدخل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت البشر والشجر والحجر والمقدسات والمقابر الإسلامية في فلسطين.