خبر أولمرت يتجند للدفاع عن نتنياهو ومواقفه

الساعة 01:38 م|17 يوليو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الجمعة، تجند رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، أيهود أولمرت، إلى جانب رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، وذلك بشأن الموقف من استمرار البناء في المستوطنات، واعتبر أن هذه العملية هي ثانوية، وأن القضايا الرئيسية هي "العملية السياسية، والبرنامج النووي الإيراني، والإرهاب الإسلامي، وخلق حوار حقيقي لتطبيع علاقات إسرائيل مع العالم العربي".

 

كما أكد أولمرت على أنه ما كان بالإمكان عقد مؤتمر أنابولس بدون التفاهمات التي توصل إليها سلفه أرئيل شارون مع جورج بوش بشأن استمرار البناء في المستوطنات. وبحسبه فإنه قد أبلغ الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية بشكل صريح بذلك، وأنه على هذا الأساس عقد مؤتمر أنابولس.

 

وطالب أولمرت في مقاله بوقف الانشغال بمسألة البناء في المستوطنات. وبحسبه يجب توجيه الطاقات إلى مناقشة مواضيع أوسع، على حد قوله. كما ساق في مقاله ما اسماه بالتفاهمات التي تمت صياغتها في عهد حكومة أرئيل شارون والتي تسمح باستمرار البناء، وأنه على أساس استمرار البناء في المستوطنات كان بالإمكان عقد مؤتمر أنابولس.

 

وامتدح أولمرت العلاقات القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بيد أنه كتب أيضا "مع ذلك وبدلا من العملية السياسية فإن موضوع البناء في المستوطنات هو الذي يملي العلاقات بين البلدين، وهذا خطأ لا يخدم العملية مع الفلسطينيين أو علاقات إسرائيل مع العالم العربي، عدا عن كونه ينطوي على إمكانية الإساءة إلى العلاقات بين إسرائيل والأمريكيين".

 

كما كتب أولمرت أن الكونغرس قد أيد في الماضي الرسالة التي صاغها الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، والتي تعترف بالواقع الجديد الذي نشأ في الضفة الغربية، وبضمن ذلك الموافقة على أن تكون الكتل الاستيطانية جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل في أي اتفاق مستقبلي. وكتب أيضا أنه على الرغم من أن المستوطنات هي محط الخلاف بين الأطراف، وأن الولايات المتحدة لم تؤيد إقامتها، إلا أنها اعترفت في بعض الحالات بالواقع الذي نشأ على الأرض خلال الـ40 عاما الأخيرة.

 

أما بشأن التفاهمات مع شارون، فقد كتب أولمرت: "لقد توصل شارون إلى تفاهمات مع الإدارة الأمريكية بشأن الزيادة الطبيعية والبناء كجزء من خارطة الطريق. وتضمنت هذه التفاهمات البنود التالية: لا يتم إقامة مستوطنات جديدة، ولا تخصص أراض أخرى لإقامة مستوطنات، ولا تصادر أراض، ولا تعطى محفزات مالية تشجع الزيادة في المستوطنات، ويتم إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية التي أقيمت بعد آذار/ مارس 2001". وبحسب أولمرت فإن هذه التفاهمات وفرت الأساس للعمل المشترك، ومنحت الاستقرار الضروري للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.

 

ويتابع أولمرت في مقاله أنه تمهيدا لعقد مؤتمر أنابولس فقد أبلغ الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية بشكل صريح بأن إسرائيل ستواصل البناء في المستوطنات بموجب التفاهمات التي تم التوصل إليها مع شارون. كما أكد أنه بدون هذه التفاهمات لم يكن بالإمكان عقد مؤتمر أنابولس. ويخلص إلى أن التركيز على موضوع البناء في المستوطنات لن يكون مجديا.

 

ويدعي أولمرت في مقاله أن الإصرار على تجميد البناء في المستوطنات هو أمر لا يمكن تنفيذه، ولن يؤدي إلى حدوث تقدم. وبحسبه فإن "العملية السياسية التي تتطلب قرارات شجاعة من قادة الطرفين هي الحل". وقال أيضا إن "الإصرار على تجميد البناء في المستوطنات من خلال تجاهل التفاهمات السابقة يحول الأنظار عن العملية السياسية الحقيقية وعن مواجهة المواضيع الإستراتيجية الحقيقية التي يواجهها الشرق الأوسط".

 

وفي نهاية المقال، يكتب أولمرت أنه "يجب إسقاط موضوع البناء في المستوطنات من جدول الأعمال، ومناقشته في أطر سرية، مثلما حصل في الماضي. وأن ذلك من شأنه أن يحسن العلاقات بين الطرفين، ويتيح مواجهة القضايا الملتهبة، وبضمنها العملية السياسية الواسعة، والبرنامج النووي الإيراني، وما أسماه "الإرهاب الإسلامي"، وخلق حوار حقيقي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي".

 

وينهي بالقول:" إن وقت مواجهة هذه القضايا ينقضي، ويجب عدم تبذير الوقت في مناقشة قضايا ليست على رأس سلم الأولويات"، على حد تعبيره.