خبر عقاب جماعي مرفوض..هآرتس

الساعة 11:10 ص|17 يوليو 2009

بقلم: أسرة التحرير

رئيس بلدية القدس، نير بركات يعرض نفسه كزعيم علماني جاء لينقذ عاصمة اسرائيل من السيطرة الاصولية ويمنحها طابعا تعدديا ومنفتحا. ولكن بيانه عن وقف خدمات البلدية لحيي غيئولا ومئة شعاريم، ردا على اعمال الشغب العنيفة لقسم من سكانهما، هو خطوة عقاب جماعي يؤدي الى اشعال زائد للخواطر العاصفة اصلا في المدينة.

منذ عدة اسابيع وباراك يتصدى "للطائفة الاصولية" – جماعات وبلاط الحاخامين الذين يرفضون الدولة الصهيونية ويقاطعون مؤسساتها. في محاولة لمراكمة النقاط في الشارع الاصولي، خرجت الطائفة الاصولية في صراع ضد فتح موقف سيارات سفرة في ميدان البلدية في السبوت، وحظيت باسناد من أهم الحاخامين والمفتين الاصوليين. بركات وقف ضدهم وعن حق، لم يستسلم للمظاهرات، وابقى موقف السيارات مفتوحا.

الاحتجاج ضد موقف السيارات هدىء، وكذا الصراع ضد مسيرة المثليين في القدس لم يتطور. وعندها وجدت ذريعة جديدة لنزاع الاصوليين ضد السلطات: "اعتقال ام من احد الاحياء الاصولية للاشتباه بانها نكلت بطفلها الصغير وجوعته. وعلقت في الاحياء الاصولية مناشير حادة اللهجة ضد الشرطة وخدمات الرفاه وذاعت شائعات بان الصغير كان ضحية تجربة طبية وان الشرطة استغلت زيارة الام الى مكتب الرفاه كي تكمن لها وتعتقلها.

هذه المرة انزلق الصراع الى عنف مكشوف، تضمن اعمال شغب والحاق ضرر بمكاتب الرفاه البلدية، احراق حاويات قمامة والاضرار بمعدات الصرف الصحي ومظاهرات عنيفة بمئات السكان الاصوليين.

ورد بركات ببيان يوقف فيه الخدمات البلدية للحيين الاصوليين مئة شعاريم وغيئولا حيث وقعت اعمال الشغب. وعلل قراره بالحاجة الى حماية عاملي البلدية من التنكيلات في اعقاب الاضرار بمكاتب الرفاه. ولكن بيانه المتسرع كان خطأ. في الحيين يسكن عشرات الاف السكان، قلة صغيرة منهم فقط شاركت في اعمال العنف. لا يوجد أي مبرر لمعاقبة عشرات الالاف بسبب خطيئة قلة.

يمكن فهم التخوف على سلامة عاملي الرفاه والصحة، ولكن الحل ليس العقاب الجماعي للطائفة الاصولية. يمكن حراسة مكاتب الرفاه ويمكن الامتناع عن اخلاء القمامة في ساعات واماكن تعقد فيها مظاهرات. ولكن اعلان حرب بلدية على جمهور بأكمله لا يؤدي الا الى اشتعال الخواطر ويدفع الاصوليين في القدس الى موقف "إما هم أو نحن" تجاه السلطات. كل ذلك في الوقت الذي لم يحظَ فيه الصراع العنيف ضد قضية التنكيل باسناد من الحاخامين ولا حتى من حاخامي الاجنحة المتطرفة، خلافا لقضية موقف السيارات.

توجد أهمية عليا للحفاظ على التعددية الاجتماعية والثقافية في القدس – كي لا تصبح عاصمة اسرائيل بؤرة فقر واستفزاز ضد السلطة والرسمية. هذه مهمة رئيس البلدية، ولكن عليه ان يؤدي دورا مهدئا وموحدا وان يتذكر بانه يخدم ايضا الجماهير التي لم تنتخبه وتعارض طريقه. فرض القانون مهم ويجب الاصرار عليه ولكن لا يجب اتخاذ سياسة زعرنة مضادة تمالىء الجمهور.