خبر مسؤول أمني فلسطيني : حماية الزوار الأجانب أولوية تحظى باهتمام خاص

الساعة 09:46 ص|17 يوليو 2009

مدير "أمن وحماية الأجانب" بغزة في حوار مع "قدس برس"

مسؤولون أمنيون أجانب ذهلوا من الأداء والكفاءة الأمنية التي نتمتع بها

وفرنا الحماية لـ1200 زائر أجنبي لغزة في آن واحد

مسؤول أمني فلسطيني : حماية الزوار الأجانب أولوية تحظى باهتمام خاص لدى حكومة هنية وأجهزتها

فلسطين اليوم- غزة

أكد النقيب عدنان صرصور، مدير إدارة أمن وحماية الأجانب بجهاز "الأمن والحماية" بقطاع غزة، على أنّ أمن وحماية الأجانب تشكل أولوية أمنية كبيرة للحكومة الفلسطينية بغزة وأجهزتها الأمنية، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يحظى باهتمام خاص لدى حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة إسماعيل هنية، مروراً بكل الأجهزة الأمنية والشخصيات المسؤولة.

 

ولفت صرصور في حوار خاص مع "قدس برس" النظر إلى أنّ إدارته تبذل جهداً كبيراً في المتابعة والتنسيق لتسهيل المهمات الإنسانية والصحفية للزوار الأجانب.

 

وأشار المسؤول الأمني الفلسطيني إلى أنّ إدارة أمن وحماية الأجانب، التي أُنشئت مع تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة، ترحب بأي تنسيق على مستوى الوكالات الأجنبية والمكاتب الرسمية والمؤسسات الخاصة لتأمين وحماية الوفود والشخصيات القادمة إلى غزة، والتي "لا ترمي إلى أي أبعاد سياسية أو استخبارية ضد المواطن الفلسطيني أو الحكومة في غزة"، كما قال.

 

وذكر المسؤول الأمني أنّ إدارته تلقت إشادات من قبل العديد من المسؤولين الأمنيين والشخصيات الرسمية على الأداء والكفاءة التي يتمتع بها العاملون في الجهاز، وتفانيهم في توفير الأمن بصدق وإخلاص، منوِّهاً إلى أنّ أولئك باتوا يثقون بشكل كبير في الإدارة والجهاز وأنّ التنسيق مع الجميع يجري على أعلى المستويات الأمنية.

 

وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها وكالة "قدس برس" في غزة، مع النقيب عدنان صرصور، مدير إدارة أمن وحماية الأجانب في جهاز الأمن والحماية بقطاع غزة ..

 

ـ ما هو موقع الإدارة التي تقودها من أجهزة الأمن الفلسطينية في غزة، وما المهمة الرئيسة الموكلة إليكم؟

 

* إدارة أمن وحماية الأجانب، يعبِّر عنها اسمها، فهي إدارة من أهم إدارات جهاز الأمن والحماية، تعنى بتوفير الأمن والحماية اللازمة للزوّار العرب والأجانب الذين يأتون إلى قطاع غزة في مهمات إنسانية شريفة. تم إنشاء الإدارة عام 2006 مع تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة، أنشأها وقتها وزير الداخلية والأمن الوطني الشيخ الشهيد سعيد صيام الذي استشهد خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. وكان حينها على رأس جهاز الأمن والحماية الأخ الشهيد إسماعيل الجعبري "أبو حمزة"، وقد استشهد خلال الحرب.

 

إدارة أمن وحماية الأجانب تتشكل من شقين؛ الشق الأول "الأمن الخاص" ويرتدي الزي العسكري وهو الذي يقوم بتأمين سير المواكب، والشق الثاني "المرافق الشخصي" ويرتدي الزي المدني، وهو يعنى بأمن الشخصيات بدرجة أولى.

 

ـ هل أنتم إدارة مستقلة في جهاز الأمن والحماية؟ وما هو مستوى تنسيقكم مع الأجهزة الأخرى والشخصيات؟

 

* نعم، نحن إدارة مستقلة، هناك تنسيق كامل بيننا وبين جميع الأجهزة الأمنية العاملة في قطاع غزة؛ الشرطة، الأمن الداخلي، الأمن والحماية، وذلك من أجل تكامل الأدوار لتوفير كل وسائل الأمان للأجانب، وتوفير كافة المعلومات والبيانات التي تسهل مهماتهم.

 

لنا علاقة مباشرة مع جميع الشخصيات الحكومية وغير الحكومية، ومع جميع المؤسسات، وذلك من منطلق العمل الذي نقوم به، لأنّ الجميع له علاقاته الخاصة بالزوار والأجانب الذين يأتون لغزة، الأمر الذي يتطلب منه التنسيق معنا. كما أنّ لنا علاقات مميزة مع مسؤولي أمن الوكالات الأجنبية والوفود الدولية والشخصيات العالمية.

 

ـ ما هي الآلية التي يتم من خلالها التنسيق لحضور أي وفد أجنبي إلى غزة، وكيف تعدون أنفسكم لذلك؟

 

* الحقيقة، عند اعتزام أي وفد أو شخصية أجنبية القدوم إلى غزة، يتم التنسيق معنا مباشرة عبر الجهة المختصة، وجهات الاختصاص في هذا الأمر أربعة؛ الحكومة (حكومة إسماعيل هنية)  و(المجلس) التشريعي، ووكالة الغوث (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا")، ومكتب الأمم المتحدة، والمؤسسات الخاصة.

 

فمثلاً؛ إذا جاءت الشخصية أو الوفد أو القافلة بالتنسيق مع الحكومة أو التشريعي، كما حدث مع قافلة النائب البريطاني جورج جالاوي أو الأطباء الذين يأتون باستمرار، وكما حدث يوم زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر؛ فإنه يتم إبلاغنا بالزيارة عبر المكتب الإعلامي الحكومي أو مكتب رئيس الوزراء (إسماعيل هنية)، أو اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود ممثلة بالأخ حمدي شعث (رئيس اللجنة) قبل الموعد بـ48 ساعة. ونعدّ العدّة لتكون دائرة الحماية الأولى. وأذكر هنا أنه أثناء جولة الرئيس كارتر للمناطق المهدمة نتيجة الحرب، كانت دائرة الحماية الأولى له من جهاز الأمن والحماية، وأنا بنفسي كنت بينهم.

 

هذا من ناحية، أما بخصوص الشخصية أو الوفد الذي يأتي عن طريق وكالة الغوث، فيتم التنسيق مباشرة مع رجل الأمن "أندرو"، وهو نائب جون جينج (مدير عمليات "الأونروا" بغزة) لشؤون الأمن والحماية، حيث ينسِّق معنا مباشرة لدخول الوفود الرسمية وغير الرسمية. وهناك اجتماعات دورية خاصة وعامة مع المسؤولين في أمن الوكالة لتنسيق الجهود بهذا الخصوص. وأشير هنا إلى أنه عندنا بند واضح معروف عند الجميع، وهو أنّ أي أحد يأتي عن طريق الوكالة (وكالة الغوث) أو غيرها هو مجبر بأن يخضع لأمن وحماية الحكومة حتى لو كان معارضاً لذلك. (ممثل اللجنة الرباعية طوني) بلير مثلاً، كان يرفض بدايةً أن نرافقه، لكنه في النهاية التزم وتمّ الطوع لنا، ورافقناه طيلة رحلته

 

ـ وكيف يتم التنسيق مع مكتب الأمم المتحدة والمؤسسات الخاصة؟

 

* نعم، فيما يتعلق بمكتب الأمم المتحدة، هناك تنسيق كامل بيننا وبينهم، أحياناً يرفضون التنسيق معنا فقط خوفاً من الإعلام، لكنهم بشكل عام يتعاملون بأريحية مع الحكومة (برئاسة إسماعيل هنية) خاصة في موضوع تأمين الوفود والشخصيات التابعة لهم. وهناك اجتماعات مشتركة بيننا عند قدوم أي وفد من طرفهم. وقد كان هناك تنسيق مشترك لدخول وحماية لجنة تقصي الحقائق الأخيرة، وكذلك زيارة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير.

 

وفيما يخصّ المؤسسات الخاصة، مثل مؤسسة "الكود بنك" الأمريكية، فهذه المؤسسات لها وفود وبأعداد كبيرة تقترب من السبعين والمائة (عضو) أحياناً تأتي إلى غزة باستمرار، وهناك مؤسسات الطفل والمرأة لها وفود تأتي باستمرار كذلك، إضافة إلى جمعيات حقوق الإنسان التي تستضيف أجانب وخبراء بشكل دائم، وغيرهم. فهؤلاء معمّم عليهم؛ أنه يُمنع التنسيق لدخول أحد إلاّ بتنسيق مسبق مع إدارة أمن وحماية الأجانب، وهم ملتزمون بذلك، وهناك تعاون وثيق وبنّاء بيننا.

 

ـ كيف تنظر الوفود والشخصيات الأجنبية إلى أدائكم، وهل يسلِّمون لكم أنفسهم طوعاً وهم مطمئنون، أم إجباراً وهم خائفون؟ 

 

* لا أخفي عليك أنّ مرافقي بلير وكارتر وغيرهم ذهلوا من الأداء والإمكانيات التي يتمتع بها جهاز الأمن والحماية بغزة، وأثنوا على عملنا أكثر من مرة. والرئيس كارتر نفسه قدم هدية شخصية لنا بعد موقف أعجبه من قبل أحد أفرادنا، وشكر رئيس الوزراء (إسماعيل هنية) على أداء وتفاني الجهاز في عمله.

 

مدير أمن الوكالة (والاونروا) "أندرو" أشاد بالأمن والأمان في غزة، وبأدائنا بشكل خاص، وأبلغنا ثناء مكتب الأمم المتحدة على جهودنا والتنسيق بيننا. كما أنّ كثيراً من مكاتب التنسيق الدولية ومنها مسؤولو التنسيق الأمني الخاص بالرئيس كارتر والنائب جالاوي وعضو الكونغرس الأمريكي جون كيري وأوغلو (أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي) وغيرهم؛ قالوا لنا إنّ ما رأوه على أرض الواقع في غزة من أمن وأمان غير الذي يسمعون عنه عبر وسائل الإعلام، ويقولون دائماً إنّ مستوى التعامل الأمني مع حكومة "حماس" عالٍ جداً ولم نكن نلمس مثله من قبل الحكومات السابقة في غزة، ولا نلمس مثله الآن في الضفة الغربية أو حتى في دول راقية. بل وإن "درجة الخطورة"، حسب ما قال بعضهم، "على وفودنا في الضفة الغربية أعلى منها في غزة".

 

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ فإنّ الأمن في غزة مسؤولية نتحمّلها، ولا نسمح بأي تجاوز أمني من أي كان. وحماية هؤلاء الزوّار أساس مهمتنا في إدارة أمن وحماية الأجانب. لربما كانوا يهابون التعامل معنا في البدايات، ولكن الآن كلهم ثقة بأدائنا، ويسلِّمون أنفسهم لنا طواعية دون إكراه، بل ويطلبون ذلك بإلحاح، ويأمنون جانبنا، ويعرفون منهجنا في التعامل معهم.

 

ـ هل تلقيتم أي إشادات أو شهادات رسمية مقابل أداءكم الأمني مع الزوار الأجانب؟

 

* تكفي الشهادات التي تحدثت معك عنها، ولكن، نعم، تلقينا العديد من الدروع، والهدايا، وشهادات التقدير، والشكر الشفوي؛ ونعتزّ بكل ذلك.

 

ـ ما الهدف الأسمى الذي تسعون له في إدارة أمن وحماية الأجانب، وهل تشكل لكم هذه المهمة أولوية؟

 

* نحن حكومة وسطية لا تشدّد لدينا كبعض الحركات والتنظيمات الأخرى، كما أنه ليس لدينا تسيُّب على الإطلاق. نعطي الأجانب لوائح بالقوانين والمبادئ العامة الواجب الالتزام بها عند دخولهم غزة، مبادئ تخصّ اللباس والتحرّكات واللقاءات وغيرها.

 

نرحِّب بأي دولة أو وفد أو شخص يريد زيارة قطاع غزة طالما أنّ هدفه من الزيارة هدف شريف وإنساني ولا يرمي لأبعاد سياسية أو استخبارية أخرى ضد الحكومة، بل ونتمنى من الكلّ أن يأتي ويرى الأمن والأمان والحضارة التي يعيشها قطاع غزة.

 

أمن الأجانب والزوّار فعلاً يشكل أولوية لدينا، والدليل حياة الأجانب المريحة في غزة، وعدم تسجيل أي حالة تحرش أمني ضدهم كما كان يحصل في زمن الحكومات السابقة أو كما يحصل حتى في بعض الدول كأمريكا والكيان الصهيوني. وهناك حرية كاملة للأجانب بالتحرّك، والفرق بيننا وبين من قبلنا واضح وضوح الشمس؛ الحكومة الآن مهتمة اهتماماً صادقاً بتوفير الأمن للزائرين عرباً كانوا أم أجانب، وهناك اهتمام خاص من دولة رئيس الوزراء (في حكومة الوحدة الوطنية المقالة) إسماعيل هنية بهذه المسألة.

 

ـ مررتم بعد الحرب بتحدٍّ كبير جراء الأعداد الهائلة من الزوار العرب والأجانب، كيف تعاملتم مع تلك الفترة؟

 

* جهد كبير ولا يُنسى. في الشهر الذي تلا الحرب مباشرة، كان يتواجد في غزة أكثر من 1200 أجنبي في وقت واحد. شكَّل هذا الأمر ضغطاً كبيراً على الإدارة والجهاز لن يمرّ له مثيل. وكان سبقه، خلال الحرب، استشهاد عدد كبير من جنود ومسؤولي الجهاز. إلاّ أنّ هذه المحنة مرّت بسلام، وكانت هناك سيطرة كاملة على كافة الأمور. وكانت تجري عملية متابعة للجميع، وتنسيق متواصل، ومعرفة وتدقيق لأماكن إقامتهم، ومعرفة الجهات التي يتعاملون معها، وغير ذلك.