خبر فروانة: مستقبل 345 طفلا اسيرا في سجون الاحتلال مهدد بالضياع

الساعة 09:01 ص|17 يوليو 2009

فروانة: مستقبل 345 طفلا اسيرا في سجون الاحتلال مهدد بالضياع

فلسطين اليوم – غزة

 قال الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، اليوم ، ان مستقبل 345  طفلا قيد الاعتقال في سجون الاحتلال مهدد بالضياع.

 

واشار فراونة في تقرير صادر عنه اليوم، الى ان سلطات الاحتلال اعتقلت عشرات الآلاف من الأطفال منذ العام 1967 ولغاية اليوم، بينهم ( 7800 ) طفلا وطفلة اعتقلوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، ما زال منهم ( 345 ) طفلا دون سن الثامنة عشر رهن الاعتقال حالياً، وموزعين على عدة سجون ومعتقلات، ويشكلون ما نسبته 3.6 % من إجمالي عدد الأسرى الذي يبلغ عددهم قرابة ( 9600 أسير ).

 

وشدد فراونه على ان مستقبل الاطفال المعتقلين في سجون الاحتلال مهدد بالضياع، لما يواجهونه من تعذيب قاسي ومعاملة مهينة، وما يتعرضون له من انتهاكات منتظمة وحرمان متواصل من أبسط حقوقهم، فيما يعاني بعضهم من أمرض مختلفة دون توفير الرعاية الطبية لهم.

 

وقال: 'ان عددا من هؤلاء الأطفال الاسرى سيتجاوزون سن الطفولة بعد أسابيع قليلة، وحينها لا يمكن تصنيفهم كأطفال، وبالتالي يجب مراقبة المتغيرات فيما يتعلق بإعداد الأسرى الأطفال من حيث الاعتقالات والإفرجات وممن سيتجاوزون سن الطفولة، فيما يوجد من بين الأسرى المئات ممن اعتقلوا وهم أطفال وقد تجاوزوا سن الطفولة وهم في السجن، ومنهم من هم معتقلين منذ سنوات طويلة، بل ومنهم من أمضى في السجن أكثر مما أمضى خارجه قبل الاعتقال.

 

واعتبر فروانة أن من حق أطفال فلسطين العيش بسلام وأن يمارسوا حياتهم وطفولتهم  بشكل طبيعي، وأن يتوجهوا لمدارسهم وأن يتلقوا دروسهم على مقاعد الدراسة بعيداً عن الخوف والرهبة، وأن توفر لهم كافة السبل من حياة اجتماعية وعناية صحية وتعليم ورفاهية لضمان النمو الأمثل لهم  وفقاً للاتفاقيات والمعايير الدولية وبشكل خاص اتفاقية الطفل كبقية أطفال العالم.

 

واشار في تقريره  الى الطفل يوسف الزق ( سنة ونصف ) الذي أنجبته والدته الأسيرة فاطمة الزق بتاريخ 17-1-2008 يعتبر الأسير الأصغر في العالم ، حيث يقبع معها في غرف السجن.

 

وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تستند في اعتقالها للأطفال لأي قانون أو حجج أمنية كما تدعي، كما لا تتعامل معهم وفقاً للمواثيق والأعرف الدولية لاسيما اتفاقية الطفل، وإنما هي تهدف من وراء اعتقالهم إلى تحطيم معنوياتهم ونفسياتهم وسلب طفولتهم وتشويه مستقبلهم كجزء من استهدافها للطفولة الفلسطينية بشكل عام، حيث أن أطفال فلسطين من الجنسين كانوا وما زالوا أهدافاً متحركة وثابتة لرصاص الاحتلال، ويجري ملاحقتهم واعتقالهم وتعذيبهم وإصدار الأحكام القاسية بحقهم.

 

وأعرب فروانة عن قلقه من استمرار استهداف الأطفال والزج بهم في سجون ومعتقلات تفتقر للحياة الآدمية، وتعمد إدارة السجون لاستفزازهم وتخويفهم وبث الرعب بينهم من خلال إقتحام غرفهم وأقسامهم مستخدمة الكلاب وقطع التيار الكهربائي، والتعامل معهم إسوة بالأسرى الكبار في التحقيق والتعذيب واصدار الأحكام الجائرة وحرمانهم من مواصلة تعليمهم ، لما لذلك من آثار سلبية وخيمة على نشأتهم وتركيبتهم السيكلوجية وميولهم المستقبلية.

 

وبين أن الكثير من المعتقلين الأطفال لا يتمكنون من متابعة تحصيلهم العلمي بعد خروجهم من الأسر،  لا سيما ممن يقضون شهور طويلة، وبالتالي يضطرون لإعادة السنة الدراسية ، أما إذا طالت فترة الإعتقال وامتدت لسنوات فربما يعيقهم من العودة للدراسة وبالتالي يفقدون حقهم في التعليم، ويتجهون إلى منحى آخر بخلف أحلامهم وتطلعاتهم.

 

كما بيّن فروانة بأن الغالبية العظمى من الأطفال الذي مروا بتجربة الاعتقال قد تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، والعزل ألإنفرادي والإجراءات العقابية المختلفة، وانتزعت الإعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، ومنهم من قدم اعترافات كاذبة وغير صحيحة بهدف التخلص من التعذيب غير المحتمل، ومن ثم قُدموا على أثرها للمحاكم التي لم تراعي طفولتهم، وصدرت بحقهم أحكاماً مختلفة تصل للسجن مدى الحياة.

 

وأكد أن كافة المواثيق والأعراف الدولية، لاسيما اتفاقية حقوق الطفل، قد كفلت الطفل حقوقاً أساسية لا يجوز المساس بها أو مصادرتها تحت أية ظروف، وأهمها عدم حرمان الطفل من حريته وتعرضه للاعتقال العشوائي، أو حرمانه من رعاية والديه وحرمان والديه من الإشراف والعناية بطفلهم وفقاً للمادة التاسعة من اتفاقية الطفل.

 

وطالب فروانة المؤسسات الدولية لاسيما تلك المختصة بشؤون الأطفال وحقوق الإنسان بالتدخل لإجبار  إسرائيل على احترام الإتفاقيات والنصوص المتعلقة بحقوق الأطفال، وضمان عودة الأطفال الفلسطينيين إلى مقاعدهم الدراسية بدلاً من بقائهم في زنازين الاعتقال ، صوناً لطفولتهم وحفاظاً على مستقبلهم المهدد بالضياع.