أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، أن مصر تشارك، بقوة وفعالية، في القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية (بغداد)، ضمن سلسلة القمم العربية.
وقال وزير الخارجية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الرابعة والثلاثين التي ستعقد في بغداد يوم السبت المقبل، إنها قمة مهمة تُعقد في توقيت بالغ الأهمية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستكون بالتأكيد قضية العرب الأولى، لا سيما في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.
وحول الجهود التي تقوم بها مصر لوقف إطلاق النار في غزة وإنجاز صفقة التبادل، قال وزير الخارجية إن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ يقود التحرك الدبلوماسي المصري من خلال اتصالاته المكثفة مع قادة دول العالم، ومن خلال دبلوماسية القمم، بهدف وقف العدوان على قطاع غزة، والدفع نحو الإسراع بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن.
وأضاف أن السيد الرئيس السيسي كان في موسكو مؤخرًا، حيث جرى تناول الملف الفلسطيني خلال المباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن مصر تجري اتصالات مكثفة أيضًا مع الجانب الأوروبي؛ للتحضير للمؤتمر المهم الذي سيُعقد في نيويورك منتصف شهر يونيو القادم، في إطار حل الدولتين، حيث تتولى مصر مع بريطانيا رئاسة إحدى مجموعات العمل ضمن هذه المبادرة.
وأضاف: نبذل كل جهد ممكن مع الأوروبيين للضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار، والعودة إلى المرحلة الثانية من اتفاق 19 يناير، والعمل على الدخول في المفاوضات في إطار هذه المرحلة.
وأكد وزير الخارجية أنه، في المرحلة الأولى من آفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ تمكنا من إطلاق سراح أكثر من 31 رهينة؛ وبالتالي كان هناك نجاحا مؤكدا في تلك المرحلة من وقف إطلاق النار.
وقال عبد العاطي، إن هناك تعاونًا وتنسيقًا وتشاورًا مستمرًا مع الأشقاء العرب والدول الإسلامية، في إطار اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي تضم سبع دول، على رأسها مصر من أجل العمل علي وقف إطلاق النار.
وأشار إلى وجود تحركات مكثفة مصرية مع دول أوروبية رئيسية لدفعها نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا أنه من غير المعقول إعطاء حق الفيتو لدولة معينة ترهن كل عملية السلام لمشيئتها، وترفض أساسًا مبدأ الدولتين.
وأكد أن الجهود المصرية مستمرة، والتنسيق قائم مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى إجرائه مشاورات هاتفية مكثفة مع العديد من وزراء الدول العربية والإسلامية للعمل في هذا الاتجاه.
وأردف، مصر مستمرة في بذل كل جهد ممكن للعمل على وقف حمام الدم، وصيانة وحقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، والعمل على الإسراع في فك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى داخل القطاع، خاصة مع مرور أكثر من 65 يومًا دون دخول شاحنة واحدة تحمل المساعدات الإنسانية والطبية، نتيجة للسياسات الإسرائيلية التعسفية والانتهاك الصارخ للقوانين الدولية.
وأكد أن الجهد المصري مستمر بالتعاون مع الأشقاء في قطر؛ وقد أسفر هذا الجهد عن إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الذي يحمل أيضًا الجنسية الأمريكية، عيدان ألكسندر، وهي خطوة هامة للغاية، ونأمل أن تسهم في توفير مناخ إيجابي يساعد على الدفع نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؛ بما يؤدي إلى استدامة هذا الوقف، والعودة إلى اتفاق 19 يناير 2025 الذي تم التوصل إليه، قبل أن تقوم إسرائيل في مارس الماضي بخرقه وانتهاكه واستئناف عدوانها على قطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية على استمرار الجهود المصرية فيما يتعلق بالدفع في اتجاه وقف إطلاق النار، والدفع نحو إدخال المساعدات.
وقال وزير الخارجية، إن السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال من خلال حصار القطاع واستخدام التجويع كسلاح للعقاب الجماعي، تعتبر خرقا فاضحا لكل القرارات الأممية والمواثيق الدولية، خاصة القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربع التي تفرض مسئوليات محددة على الدولة القائمة بالاحتلال، لا سيما فيما يتعلق بوصول المواد الأساسية، والمواد الغذائية، والطبية إلى الأهالي الخاضعين للاحتلال.
وقال: نبذل جهدًا ضخمًا، ليس فقط من خلال المباحثات وجهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر، وأيضًا من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة، بل هناك كذلك تحركات مكثفة مع الفاعلين الدوليين.
وعن إعادة الإعمار في قطاع غزة، قال وزير الخارجية: نحن بالتأكيد ننتظر، وبمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، سندفع في اتجاه عقد (مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة)؛ لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية التي أقرتها القمة العربية الطارئة في 4 مارس الماضي.
وأضاف: لقد انتهينا من كل الترتيبات، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والوكالات التابعة للأمم المتحدة؛ من أجل الإعداد الجيد والتقدير الدقيق لهذا المؤتمر؛ إلا أن كل ما ننتظره الآن هو التوصل إلى وقف إطلاق النار، حتى يمكن عقد هذا المؤتمر في أجواء إيجابية وموضوعية، تتيح حشد التمويل الإقليمي والدولي لتنفيذ مشروعات التعافي المبكر؛ تمهيدًا لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار وفقًا للخطة المعتمدة.