خبر في يوم القصف.. هآرتس

الساعة 11:26 ص|16 يوليو 2009

بقلم: عاموس هارئيل

لنفترض ان المستشار السياسي المصاب بالجزع من الارض المحروقة التي تركتها الحكومات السابقة من ورائها، يصل في احد الايام الى استنتاج بأن اسرائيل لا تمتلك خيارا الا شن هجوم جوي على ايران. ولنفترض للحظة ان شخصية اخرى مقربة من القيادة تبدأ بالتحدث في الدوائر المغلقة عن تطلعها لرؤية طائرات الاف – 16 وهي تنطلق من رمات دافيد محلقة نحو الشرق البعيد. ولنفترض ان رئيس الوزراء سيضطر لحسم المسألة الاكثر مصيرية خلال عام او اثنين:- هل يبادر الى ضرب المنشآت النووية الايرانية ام يؤخر قراره بعد ان تفشل كل المساعي الدولية لايقاف المشروع الايراني؟

القضية المركزية، في هذه الحالة ستكون:- مع من يتشاور رئيس الوزراء قبل اقدامه على القرار المصيري. في المجال السياسي يتحدث الوزراء باعجاب حول عمق الجدية التي تجري فيها مداولات طاقم الستة (نتنياهو، باراك، ليبرمان، موشيه يعلون، دان مريدور وبني بيغن) هذا الطاقم استطاع تغطية كل المسائل المركزية خلال الاشهر الست الماضية، يبدو ان سابقة الثاني عشر من تموز 2006 عندما انجرت حكومة اولمرت الى حرب لبنان الثانية من دون ان تجري حتى نقاشا مسبقا واحدا حول تعقيدات الساحة الشمالية – لن تتكرر.

الوضع في القيادة الامنية مغاير في جوهره. الجهات الاستخبارية في الغرب تتوقع وصول ايران للقدرة على اقامة منشأة نووية. (ولكن ليس رأسا متفجرا بعد) بين (2010) و (2011). في هذه الفترة تحديدا وخلال اقل من عام قد يتبدل اغلبية رؤساء الاذرع الامنية الاسرائيلية. في ايار (2010) سيغادر رئيس الشاباك يوفال ديسكين وفي الصيف القادم سيغادر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" الجنرال عاموس يدلين. في اواخر (2010) ستنتهي فترة خدمة رئيس الموساد مئير دغان ان لم يحظ بسنة تاسعة. رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي سيغادر بدوره في شباط (2011).

هناك في هذه المرة ظاهرة ايجاد خليفة في كل هذه الاذرع. في الموساد والشاباك يتحدثون عن انزال مرشحين من الخارج وربما من الجيش. المتنافسون الثلاثة على خلافة اشكنازي سيصلون الى خط النهاية مع تجربة اقل من تلك التي كانت لدى من سبقوهم. نائب رئيس هيئة الاركان بني غينتس يحصل الان على منصب قيادي هام لاول مرة. اللواء غادي ايزنكوت كان في منصب قيادي اعلى كرئيس لقسم العمليات لمدة سنة اندلعت حرب لبنان خلالها. اللواء يوآف غلانت الذي اصر على البقاء في منطقة الجنوب لم يخدم في المستوى القيادي الاعلى ولا مرة.

لن يصل اي واحد منهم مثلا الى قيادة الاركان مع تجربة سابقة كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية خلافا لرؤساء هيئة الاركان السابقين:- باراك وتساحاك ويعلون (الذين كانوا نوابا لرئيس هيئة الاركان قبل تعيينهم).

تعيين غينتس في الاسبوع الماضي عبر عن كل مميزات اجراءات الاختيار المتبعة:- مفاوضات مطولة بين وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان وتسوية في اللحظة الاخيرة – من دون اية رقابة خارجية كانت. من المحتمل بالتأكيد ان يكون غينتس المرشح الاكثر ملاءمة من الجميع لمنصب رئيس هيئة الاركان من القادم ولكن من المهم التساؤل عن المحكات والمحطات التي ستتأكد من ملاءمته. يستدل على مدى اهمية دور رئيس هيئة الاركان من سلوك الضابطين الاخيرين اللذان شغلا المنصب في المعركتين الاخيرتين. اشكنازي قبل عملية "الرصاص المصهور" وخلالها كان طرفا متزنا ودافعا للاعتدال وكبح جزءا من مغامرات المستوى السياسي المبالغ فيها. سلفه دان حلوتس ذكرنا من خلال محاضرته في هذا الاسبوع في جامعة تل ابيب بدوره المثير للقلق في لبنان:- ثقة ذاتية عالية جدا وايمان مطلق بعدالة طريقه وانعدام استعدادية للاعتراف بالاخطاء.