خبر مرض غريب لطفل فلسطيني.. ينتظر « تصريح » لفك غموضه

الساعة 07:41 ص|16 يوليو 2009

 

مرض غريب لطفل فلسطيني.. ينتظر "تصريح" لفك غموضه

فلسطين اليوم- جنين

لم يشفع للطفل أنس حمزة غالب جرادات مرضه الغامض ولا عمره الذي لم يتجاوز العامين، في حصول والديه على 'تصريح' خاص من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل إدخاله إلى مستشفى 'المقاصد' في مدينة القدس المحتلة لتلقي العلاج.

 

الطفل جرادات من بلدة السيلة الحارثية بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية، ولد مع مرض غريب عجز الأطباء عن تشخصه منذ ولادته حتى يومنا هذا، وتتلخص أعراض مرضه بارتفاع حرارة جسده بين الفترة والأخرى إلى (41) درجة مئوية بشكل مفاجئ، وارتفاع في كريات الدم البيضاء، وعدم زيادة الوزن، الأمر الذي يشكل خطورة على حياته.

 

والد الطفل المكلوم لم يترك عيادة متخصصة أو طبيبا إلا وعرض عليه حالة طفله للعلاج، لكن محاولات الأطباء الذين زارهم فشلت في تشخيص الحالة ومعرفة المرض، فأحدهم يقول انه لا يعاني من شيء وحالته الصحية جيدة، وآخر شخص حالته بـ'الثلاسيميا'، وثالث المح بأنه يعاني من مرض خبيث في الدم، ورابع قال انه مصاب بفقر الدم ونقص مناعة.

 

مرض الطفل جرادات الغامض، خلق حالة من القلق والشعور المستمر بالتوتر لدى والديه، فمن جهة لم يستطع حتى الآن أي طبيب تشخيص حالته المرضية ووضع برنامج لعلاجه، ومن جهة ثانية فإن حالته الصحية في تراجع مستمر أمام أعينهم في الوقت الذي لا يستطيعون أن يفعلوا له شيئاً.

 

سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ترفض منح والدي الطفل أو احد من أقربائهما 'تصريحا' للدخول إلى إسرائيل، متذرعة بحجة 'المنع الأمني'، في الوقت الذي أجمع فيه الأطباء المشرفين على حالة ولده الصحية، على ضرورة إدخاله إلى مستشفى 'المقاصد' في مدينة القدس، لعمل فحوصات خاصة لا تجرى إلى هناك، من أجل المساعدة في تشخيص حالته المرضية تمهيدا لعلاجه.

 

والد الطفل جرادات أسير سابق أمضى في سجون الاحتلال ما يزيد عن ثلاث سنوات، وهو من أصحاب الدخل المحدود، ويعمل في محل لبيع الأدوات الكهربائية في بلدة السيلة الحارثية، ومعيل لثلاثة أطفال.

 

وعن حالته الصحية، يقول والد الطفل: إن أعراض المرض بدأت تظهر لدى أنس بعد ستة شهور من ولادته، فكانت يصاب بنوبات 'حمى' وترتفع درجة حرارة جسمه بشكل كبير وكانت تصل أحيانا إلى (41) درجه، ويعاني من فقدان الشهية، وعدم زيادة في الوزن، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على حياته.

 

وأضاف: بعد أن تكررت هذه الحالة بشكل متواصل لتصيبه مرتين على الأقل في الأسبوع، توجهت إلى أكثر من طبيب متخصص في جنين إلا أنني لم احصل على إجابة حول ما هية المرض وأسبابه، نصحني البعض بالتوجه إلى طبيب في مدينة نابلس فذهبت لكن النتيجة لم تتغير، واصلت رحلة التشخيص إلى رام الله ولم يتغير شيء.

 

واستدرك قائلا: هذه الحالة استمرت على مدار عام ونصف، لم اترك خلالها عيادة أو طببا متخصصا إلا وعرضت عليه حالة طفلي، إلا أنني لم احصل على إجابة شافية لحالته أو علاج لمرضه، ففي كل مره ازور فيها طبيبا فإنني احصل على إجابة مختلفة عن تلك التي حصلت عليها من طبيب آخر.

 

وأشار جرادات إلى أن عدد من الأطباء الذين يزورهم لتشخص حالة أنس اجمعوا انه بحاجة لإجراء فحوصات خاصة في مستشفى 'المقاصد' في مدينة القدس أو في أي مستشفى داخل إسرائيل، حيث يمكن على ضوئها تشخيص حالته الصحية والتعرف على مرضه.

 

وقال: منذ ذلك الوقت حاولت أنا وزوجتي أكثر من عشرين مره لإصدار التصاريح اللازمة لدخول مدينة القدس، إلا أن سلطات الاحتلال كانت في كل مرة ترفض منحنا هذه التصاريح بذريعة 'المنع الأمني'.

 

وأضاف: لم اترك جهة إلا وتوجهت إليها، حيث قدمت شكوى للجنة الدولية للصليب الأحمر، والارتباط المدني الفلسطيني، وأرفقت كافة التقارير والأوراق الثبوتية التي تشير إلى حالة طفلي المرضية، إلا إن رد سلطات الاحتلال كان دائما الرفض لنفس السبب.

 

ويقول بحسرة: شعوري المستمر بالتقصير تجاه طفلي المريض جعلني أكرس معظم وقتي للبحث والسؤال عن طبيب يستطيع تقديم العلاج له، فكلما سمعت عن طبيب جيد في جنين أو رام الله أو نابلس أسرعت إلى زيارته، مما زاد من تعقيد الأمور بالنسبة لي، فمن جهة لم أعد قادراً على تغطية مصاريف 'كشفيات' الأطباء وتغطية تكاليف المواصلات من جنين والى المحافظات الأخرى، ومن جهة أخرى لا استطيع أن أقف متفرجا على طفلي وحالته الصحية في تدهور مستمر.

 

وحول حصوله على المساعدة لعلاج طفله، قال جرادات أن وزارة الصحة تقوم بتغطية 90% من الأدوية التي يحصل عليها طفله للتخفيف من أعراض المرض ، كما أنها وقرت له 'طعما' لتخفيف أعراض المرض، حيث تجاوب معه في المرة الأولى، إلا أن حرارته عادة للارتفاع من جديد كما من قبل.

 

فلسطين والدة الطفل أنس، بكت بحرقة وهي تصف حالة ابنها الذي لم يتجاوز العامين من عمره، ورفعت يديها للسماء متضرعة لله عز وجل ليمن على طفلها بالشفاء، بعد أن ضاقت بها السبل، للبحث عن العلاج الشافي لحالته الصحية.

 

وتقول بحرقة: لا تمر لحظة دون أن اشعر بالحزن والأسى لحالة طفلي، بالرغم من أن الله رزقني بثلاثة أطفال قبله وهم أصحاء بحمد لله، إلا أنني اشعر بالقهر والعجز عندما انظر إليه واراه يتألم وينين، في الوقت الذي لا استطيع أن افعل له شيئا غير الدعاء له بالشفاء.

 

وأضافت: لا يمكن لأحد أن يتخيل طعم المرارة التي أعيشها، ففي كل صباح استيقظ من نومي واهرع إلى فراش انس لأطمئن عليه واجري قياسا لدرجة حرارة جسده، فليس هناك وقت محدد أو إنذار مسبق لارتفاعها بشكل كبير لتشكل خطرا حقيقيا على حياته.

 

وتابعت: حالة طفلي تشعرني بالقلق المستمر، فوضعه الصحي يحتاج إلى متابعة مستمرة فلا استطيع أن اتركه للحظة، لدرجة أن هذا الوضع تسبب بإهمالي أحيانا لزوجي وأطفالي، فحالة أنس الصحية تستدعي مني التواجد إلى جانبه على مدار الساعة تقريبا.

 

لم يبق لوالدي الطفل أنس إلا الدعاء لله عزّ وجل من اجل شفاء ولدهما، ومطالبة الجهات المختصة في السلطة الوطنية بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإصدار تصريح لهما، يمكنهما من الدخول إلى مدينة القدس والوصول إلى مستشفى 'المقاصد' لإجراء الفحوصات الطبية للازمة لطفليهما