كشف مسؤول أمني "إسرائيلي" كبير، اليوم الاثنين5/5/2025م، تفاصيل عملية "مركبات جدعون" الذي وافق عليها الكابينت الاسرائيلي (المجلس الوزاري الأمني-السياسي) في اجتماعه مساء أمس.
وبحسب المسؤول، فإن عملية "مركبات جدعون"، التي تهدف إلى حسم حركة حماس في غزة وإخضاعها وتحرير جميع المختطفين، تمت المصادقة عليها بالإجماع يوم أمس في المجلس الوزاري الأمني-السياسي.
وأضاف:" وفقًا للخطة التي وضعها رئيس الأركان وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قِبل وزير الدفاع ورئيس الوزراء، سيعزز الجيش الإسرائيلي قواته وسيتحرك بقوة من أجل حسم حماس عسكريًا وتدمير قدراتها القتالية والحكمية، مع خلق ضغط شديد من أجل إطلاق سراح جميع المختطفين".
وتابع :" سيُمنح غطاء حماية قوي للقوات المناورة من البر والجو والبحر، من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المباني المهددة"، مبيناً أن عنصر مركزي في الخطة هو إخلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى المناطق الجنوبية من القطاع، مع فصلهم عن عناصر حماس – من أجل تمكين الجيش من حرية عمل عملياتية.
واردف :" على خلاف الماضي، سيبقى الجيش الإسرائيلي في كل منطقة يتم السيطرة عليها، لمنع عودة الإرهاب، وسيتم التعامل مع كل منطقة يتم "تطهيرها" وفق نموذج رفح، حيث تم تحييد جميع التهديدات وتحويلها إلى جزء من منطقة الأمان".
وأوضح المسؤول "الإسرائيلي"، أن الحصار الإنساني سيستمر فقط في وقت لاحق، بعد بدء العمليات القتالية والإخلاء الواسع للسكان إلى الجنوب، ستُنفّذ خطة إنسانية كما عُرضت يوم أمس من قِبل الجيش وصادق عليها المجلس الوزاري. هذه الخطة ستُميّز بين المساعدات وحماس، من خلال تشغيل شركات مدنية وتحديد مناطق سيتم تأمينها من قِبل الجيش، بما في ذلك إقامة منطقة معزولة في رفح، جنوب محور "مورغ"، حيث سيتم فحص الداخلين من قِبل الجيش لمنع وجود عناصر حماس.
وبين أن الاستعدادات للقوات قبل بدء المناورة ستتيح "نافذة فرصة" حتى نهاية زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، لتنفيذ صفقة تبادل مختطفين وفق "نموذج ويتكوف"، لافتا إلى أن "إسرائيل" في أي تسوية مؤقتة أو دائمة، لن تخلي المنطقة الأمنية حول غزة، والمخصصة لحماية التجمعات السكانية ومنع تهريب السلاح لحماس، وفق قوله.
وأشار في حال عدم التوصل إلى صفقة مختطفين، ستبدأ عملية "مركبات جدعون" بقوة كبيرة ولن تتوقف حتى تحقيق جميع أهدافها، مبيناً أن خطة الانتقال الطوعي لسكان غزة، وخاصة أولئك الذين سيتم تجميعهم في الجنوب خارج سيطرة حماس، ستكون جزءًا من أهداف العملية.
"مركبات جدعون" (بالعبرية: מרכבות גדעון)، اسم العملية "الإسرائيلية" الجديدة في غزة التي صادق عليها الكابينت ولهذا الاسم دلالات دينية وتاريخية وعسكرية مقصودة، سنوضحها كما يلي:
المعنى الرمزي لـ"مركبات جدعون":
1. جدعون: هو شخصية توراتية من سبط منسّى، عُرف بأنه قاد مجموعة صغيرة من المقاتلين وانتصر على جيش المديانيين الأكبر عدداً عبر حيلة وخطة عسكرية ذكية، بحسب النص التوراتي (سفر القضاة). في اللاهوت العسكري الصهيوني، يُمثل جدعون رمزاً للنصر من موقع ضعف أو قلة عدد، والاعتماد على "الشرعية الإلهية" في القتال.
2. المركبات: تشير إلى مركبات القتال الحربية القديمة، وهي رمز للقوة والتحرك السريع والانقضاض. وفي السياق الحديث، قد تشير إلى الدبابات أو التقدم التكنولوجي العسكري.
الخلفية التاريخية:
سبق وأن أطلقت إسرائيل على إحدى عملياتها في النكبة عام 1948 اسم "عملية جدعون"، والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان (بيسان الفلسطينية) وطرد سكانها الفلسطينيين. إطلاق اسم "مركبات جدعون" اليوم قد يشير إلى صدى تاريخي مع عمليات الطرد والهيمنة السابقة، ما يعزز الطابع الاستعماري-الإحلالي للاسم.
الخلاصة:
"مركبات جدعون" هو اسم اختير بعناية ليعطي شرعية دينية وتاريخية للعملية، ويوحي بالقوة والعزيمة في القتال، وفي الوقت نفسه يلمّح إلى نَفَسٍ استعماري قديم متجدد، حيث يُعاد استخدام شخصيات توراتية لإضفاء قداسة على العنف العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.