خبر أطفال غزة يتحدون الموت في الأنفاق لكسب الرزق

الساعة 09:49 م|15 يوليو 2009

أطفال غزة يتحدون الموت في الأنفاق لكسب الرزق

فلسطين اليوم- أ ف ب

يتحدى الأطفال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة الموت والأخطار في عملية حفر الأنفاق لكسب رزقهم. وقال أنور (15 عاما) إنه لا يجيد القراءة ولا الكتابة، لكنه يستطيع حفر الأنفاق، ويوضح أنه يبحث حاليا عن عمل لأن الطيران الإسرائيلي دمر مكان عمله السابق بالغارات التي استهدفت الأنفاق التي تربط غزة بمصر. وصوته الأجش وشكله الخارجي يغطيان صغر سنه، لكن جسده النحيل يجعل منه مرشحا مثاليا للقيام بعمل خطر.

 

وعلى غرار آلاف الأولاد الآخرين من قطاع غزة المنطقة المحرومة التي مزقتها الحرب، تعتمد عائلة أنور عليه لإعالتها. وهذا النوع من العمل يدر الكثير من الأموال نسبيا، إذ يتمكن الأطفال من كسب ثلاثين دولارا خلال 12 ساعة. ويقول هذا الصبي باعتزاز «لدي ستة أشقاء وانا اعيل العائلة. المدرسة لا تفيد بشيء».

 وردا على سؤال حول الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 1400 فلسطيني في مطلع السنة، يقول إن «اسوأ شيء في هذه الحرب هو أنني أنفقت كل مدخراتي التي جمعتها عبر العمل في الأنفاق». وكانت الطائرات الاسرائيلية قصفت منطقة معبر رفح خلال 22 يوما من المعارك. وقال أنور «يمكن تمرير أي شيء، المواد الغذائية والأحذية والألعاب والبرادات والأفران أو حتى سيارات». وبررت اسرائيل الغارات على الانفاق بالقول إنها تستخدم لتهريب أسلحة لا سيما صواريخ وقذائف هاون. لكن أنور يؤكد أن النفق الذي يعمل فيه لا يستخدم إلا لتمرير البضائع.

ويقول «لا أسلحة أبدا، الحكومة لها أنفاقها الخاصة من اجل ذلك». وقال رجل رفض الكشف عن هويته عند مدخل أحد الأنفاق «لقد قتل ثلاثة أشخاص في الأنفاق هذا الاسبوع». وتغطي الخيام مداخل عشرات هذه الأنفاق. وهناك برج مراقبة مطل على «مدينة الأنفاق هذه» على الحدود المصرية على بعد 200 كلم.

وقال الفلسطيني: فيما كان عمال يكدسون التراب في عربة مربوطة ببكرة كهربائية تعمل عبر مولد «هذا النفق دمر خمس مرات من الجانب المصري». وأفاد تقرير صدر أخيرا من المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات أن أكثر من نصف الفلسطينيين الـ 16 ألفا الذين يعملون في الأنفاق تقل أعمارهم عن 18 عاما. وهناك 30 شخصا من هذه الفئة العمرية من أصل الأشخاص الـ 115 الذين قتلوا في الأنفاق منذ أن فرضت إسرائيل الحصار قبل عامين.