خبر القرضاوي: لم أستثن أحدا من الدفاع عن فلسطين

الساعة 01:34 م|15 يوليو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

نفى الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما جاء في أحد عناوين صحيفة مصرية من أنه استثنى الدول الموقعة على اتفاقيات ومعاهدات مع إسرائيل من واجب الدفاع عن فلسطين في إطار عرضها لكتابه "فقه الجهاد".

وقال القرضاوي بلهجة حازمة: "هذا كلام عار عن الصحة، ومناقض لكل ما ورد في كتاب فقه الجهاد الذي عرضته الصحيفة، بل وينسف فكرة الكتاب من الأساس، فأنا لم أستثن أحدا من الدفاع عن فلسطين".

جاء ذلك في حوار أجرته إسلام أون لاين مع العلامة القرضاوي سينشر الأسبوع القادم على موقع مدارك (بوابة الثقافة والفكر الإسلامي بموقع إسلام أون لاين).

وكانت صحيفة "المصري اليوم" بتاريخ الأحد 5-7-2009، وأثناء عرضها الحلقة السابعة من كتاب فقه الجهاد للقرضاوي قد أوردت في أحد عناوينها "فريضة تحرير فلسطين تقع على أهلها أولا ثم المسلمين جميعا.. ما عدا الدول الموقعة على اتفاقيات مع إسرائيل".

وقد أثار الأمر لغطا كبيرا على المستوى الفقهي، وعارض كثير من العلماء ما نسبته الصحيفة للقرضاوي، مؤكدين أن العدو إذا اغتصب شبرا من أرض المسلمين أصبح الجهاد فريضة على جميع المسلمين فرض عين لا كفاية، ولا يصح تجاه ذلك عقد اتفاقيات دائمة قبل الاتفاق على استرجاع الأرض المغتصبة.

وفي معرض بيانه لما كتبه قال القرضاوي: "العبارة التي وردت في كتابي هي: "الواجب على المسلمين اليوم الجهاد لتحرير فلسطين بالتضامن وهم مسئولون أمام الله وأمام التاريخ والأجيال عن ذلك، وقد يستثنى من ذلك البلاد التي عقدت اتفاقيات مع إسرائيل فتعد بالنسبة إليها دار هدنة أو موادعة، وإن كنا نرى أن القضية لا تتجزأ، ولا يسوغ فيها الاتفاق المنفرد أو الصلح المنفرد؛ لأنه يعود على القضية الكلية بالضرر".

وتابع: "وهذه عبارة لا لبس فيها؛ لأنني قررت في البداية أن الدفاع عن فلسطين واجب ومسئولية جميع المسلمين متضامنين، ونقلت تصور البعض عن تلك الدول التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل من أنهم يتخيلون استثناءهم من هذا الواجب، حين قلت: "وقد يستثنى من ذلك..." واستدركت عليهم برأيي حين قلت: "وإن كنا نرى أن القضية لا تتجزأ، ولا يسوغ فيها الاتفاق المنفرد أو الصلح المنفرد؛ لأنه يعود على القضية الكلية بالضرر..".

وقال القرضاوي: "وقد أوردت الجريدة العبارة كاملة صحيحة في متن عرضها لتلك الحلقة، لكن العنوان الذي صنعته وأبرزته هو ما أدى إلى اللبس، وهو على نسق "لا تقربوا الصلاة"؛ حيث اقتطع جزءا من سياق عام وأورده على أنه رأي خاص بي، وهو ليس صحيحا".

وعن الاتفاقيات مع إسرائيل ومدى إلزامها للدول الإسلامية الموقعة عليها أوضح القرضاوي إلزام الاتفاقيات بطبيعتها وجوهرها العام، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أن الصراع الإسلامي الإسرائيلي حالة خاصة لا يمكن سحب الحكم العام عليها.

ولفت إلى أن الفتوى في هذا الأمر تعتمد على تصور الواقع ومعرفته، مشيرا إلى أن مناقشات دارت بينه قديما وبين عدد من علماء الأمة على رأسهم العلامة السعودي عبد العزيز بن باز حول الصلح مع إسرائيل، توضح خلاصة ما تم إقراره في هذا الأمر.

وقال: "سهوا لم نضمن كتب فقه الجهاد تلك المناقشات، لكننا بإذن الله تعالى سنضعها حتما في الطبعة الثانية منه".

يذكر أن كلا من مصر والأردن قد وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل عامي 1979 و1994 على الترتيب، بموجبها التزمت الدولتان العربيتان بعدم الدخول في حرب مع إسرائيل إلا إذا اعتدت عليهما، وفي الوقت نفسه تواصل إسرائيل سياستها العدوانية تجاه الفلسطينيين.