قائمة الموقع

غزة بلا دواء.. صمت المستودعات يُنذر بموت آلاف المرضى

2025-04-22T13:41:00+03:00
مرضى الفشل الكلوي في غزة بخطر.. والصحة تناشد بتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية (1).JPG
فلسطين اليوم

بدت مستودعات الأدوية بوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة شبه خالية، في مشهد يعكس عمق الكارثة الصحية نتيجة النقص الحادّ في الأدوية والمستلزمات الطبية، بفعل الحصار الإسرائيلي المشدّد وإغلاق المعابر منذ نحو شهرَين.

عند مدخل أحد المستودعات يقف عامل التوزيع فارغ اليدين، لا صناديق تصل، ولا سيارات إمداد تُفرغ حمولتها، فيما داخله الرفوفُ شبه خالية، وأدراج الأدوية موصدة على الفراغ. هذا المشهد يُظهر عمق الأزمة الصحية التي يمرّ فيها قطاع غزة، جرّاء إغلاق "إسرائيل" للمعابر منذ 2 مارس/آذار أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

وحذّرت وزارة الصحة من أنّ استمرار هذا الوضع ينذر بانهيار كامل للمنظومة الصحية، ويعرض حياة آلاف المرضى، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، لخطر الموت المحقّق، في ظلّ عجز القطاع الصحي عن تقديم الحدّ الأدنى من الرعاية المطلوبة.

عجز كبير بالأدوية في غزة

الطبيب علاء حِلِّس، مدير عام الرعاية الصيدلانية بالوزارة، يقول: إن "أكثر من 37% من قائمة الأدوية الأساسية غير متوفرة في مخازن وزارة الصحة، إلى جانب نقص يتجاوز 59% في قائمة المستهلكات الطبية اللازمة لكل الخدمات الصحية".

 ويضيف د. حلس، أن "هذا العجز يؤثر مباشرةً على التخصصات والخدمات الطبية كافة، من بينها علاج السرطان وأمراض الدم"، مبيناً أن أكثر من 54% من الأدوية المخصصة لهذه الأمراض غير متوفرة. ويشير إلى "أن أكثر من 24% من الأدوية اللازمة لمرضى غسيل الكلى غير متوفرة، فيما يشهد القطاع عجزاً بنسبة 23% من قائمة المواد اللازمة للعمليات الجراحية والعناية الفائقة".

ويؤكد، أن الرعاية الأولية في المشافي والمراكز الصحية التي تعمل في قطاع غزة تفتقر إلى نحو 40% من الأدوية اللازمة لها، ويأتي التدهور الصحي والإنساني في قطاع غزة بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي متواصل على مختلف مناطق قطاع غزة، متسبباً بعشرات القتلى والجرحى يومياً.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 ويقول الطبيب حِلِّس إن وزارته "تقدم تقارير مفصّلة حول الواقع الدوائي في القطاع إلى الجهات الدولية العاملة في غزة كافّة، ومنها منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسات أخرى في محاولة للحد من العجز"، كما ناشدت الوزارة "المؤسسات المعنية مراراً لتوفير الأصناف الدوائية أو تقليص الفجوة"، وفق حلس الذي يؤكد أن استمرار إغلاق المعابر سيزيد من تدهور الوضع الدوائي ويضاعف معاناة المرضى.

وتحاصر "إسرائيل" غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالى 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة، جراء إغلاق "تل أبيب" المعابر في وجه المساعدات الإنسانية.

ويحذّر حِلِّس من أنه في حال استمرار الوضع على حاله فإن المعاناة ستكون أكبر "وسيواجه كثير من المرضى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان الحياة، وسط ألم المرض وقلق الأسر التي لا تملك وسيلة لإنقاذ أحبّائها"، وحول ما إذا كانت هناك وسائل أخرى لدى الوزارة لتقليل خطر، يشير الطبيب الفلسطيني إلى أنهم يعملون على بدائل علاجية في محاولة للتعامل مع الأزمة، ويستدرك قائلاً "هذا الحلّ لا يسير مع كل الحالات"، مضيفاً أن "تغيير العلاج المخصّص للمريض قد يعرّض حياته للخطر ويؤثر على جودة الخدمة الصحية مباشرةً".

والأربعاء، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، من خطر وقوع وفيات جماعية في أي لحظة، "بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية وانتشار الأمراض".

 وقال المكتب إنه يحذر "من دخول الوضع الإنساني في القطاع مرحلة الانهيار الإنساني الكامل، بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكانه منذ أكثر من ستة أشهر".

وأكد أن القطاع "يعيش كارثة إنسانية حقيقية ومجاعة واضحة المعالم، يُهدد فيها الجوع حياة السكان المدنيين مباشرةً، وفي مقدمتهم أكثر من مليون ومئة ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، نظراً لغياب الغذاء وشُح المياه وتدهور المنظومة الصحية على نحوٍ شبه كامل، وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة".

وفي 9 إبريل/نيسان الجاري حذرت وكالة أونروا من اقتراب قطاع غزة من مرحلة "الجوع الشديد للغاية" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل، ومشارفة ما تبقى من الإمدادات الأساسية على النفاد.

 وقالت مديرة الإعلام والتواصل لدى "أونروا" جولييت توما، إنّ الرضع والأطفال في قطاع غزة "ينامون جائعين" في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد كلياً.

تأتي هذه المرحلة الجديدة من المجاعة، في وقت لم يتعافَ فيه أصلاً فلسطينيو القطاع من موجة سابقة من الحرب، إذ عمدت إسرائيل خلال عام ونصف العام من الإبادة إلى تَقتير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، ما حرم مئات الآلاف من العائلات الفقيرة من الحصول على حصصها الغذائية المجانية.

 وبحسب بيانات البنك الدولي فإنّ الإبادة التي ترتكبها إسرائيل حولت جميع فلسطينيي غزة إلى فقراء، ما يعني أنهم عاجزون عن توفير أدنى مقومات الحياة لعائلاتهم من أغذية ومياه.

المصدر: "الأناضول".

 

اخبار ذات صلة