خبر ردود فعل متباينة في أوساط « فتح » حول ما رشح عن نية عباس تأجيل جولة الحوار المقبلة

الساعة 06:54 ص|15 يوليو 2009

فلسطين اليوم : غزة والوكالات

تضاربت الأنباء التي ترددت مؤخراً بشأن رغبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تأجيل جولة الحوار الوطني السابعة المفترض عقدها في القاهرة في 25 الحالي إلى ما بعد المؤتمر السادس لحركة "فتح" والمزمع عقده في مدينة بيت لحم في الرابع من شهر آب المقبل، وقد أثارت هذه الأنباء ردود فعل متباينة ومتناقضة وسط حركة "فتح".

ففي الوقت الذي أكد فيه عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عبدالله أبو سمهدانة أن هناك توجهاً لدى حركته ونية لدى الرئيس عباس بتأجيل جلسة الحوار إلى ما بعد المؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، نفى النائب عن الحركة ذاتها أشرف جمعة صحة هذه الأنباء.

وقال أبو سمهدانة: "يشكل المؤتمر السادس أولوية لحركة "فتح" تتقدم أولوية اهتمامها بالحوار الفلسطيني الذي ظل يراوح مكانه منذ عامين، فالإعداد لهذا المؤتمر استدعى انشغال عدد من قيادات الحركة المشاركين في الحوار خصوصاً وأن هذا المؤتمر سيفرز قيادات جديدة منتخبة ستكون مشاركتها في الحوار أكثر فاعلية".

وأضاف: "صحيح أن هناك نية لدى الرئيس بتأجيل جلسة الحوار إلى ما بعد المؤتمر السادس الذي سيشارك فيه نحو 1600 عضو من الحركة، كما أن قيادة حركة "فتح" ترغب بتأجيل الحوار".

من جهته نفى جمعة صحة ما أثير حول تأجيل جلسة الحوار مستنداً بذلك بقوله "الرئيس أبو مازن من أحرص الأشخاص على نجاح الحوار، حيث يؤكد كثيراً انه يجب نجاح الحوار مهما كانت التنازلات والظروف ومن هنا نستخلص أن كلام الرئيس عباس كان واضحاً في هذه المسألة ويؤيده الجميع في ذلك".

وأوضح أن حركة "فتح" لم تبلغ أي جهة بأنها لا تريد إنجاح الحوار، بل العكس هو صحيح، فعقب زيارة الوفد الأمني المصري كانت التصريحات واضحة بهذا الشأن رغم وجود تباينات وعقبات، وعدم إحراز تقدم بالمعنى الحقيقي، لكن هناك رغبة حقيقة أن يتم إنجاح الحوار.

وفتحت أنباء تأجيل الحوار الباب على مصراعيه أمام حركة "حماس" لتتهم حركة "فتح" بالتهرب من استحقاقات الحوار الوطني، إذ اعتبر القيادي في "حماس" و النائب عنها في المجلس التشريعي مشير المصري طلب الرئيس عباس تأجيل الجولة السابعة من الحوار إلى ما بعد مؤتمر فتح السادس "تهرباً من استحقاقات الحوار واستجابة لضغوط أميركية وإسرائيلية".

وقال: "المطلوب من "فتح" هو الارتهان للموقف الفلسطيني وليس الأميركي والإسرائيلي، وضرورة تغليب المصالح العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الضيقة".

وأكد أن حركته تقدر عالياً مواعيد عقد الحوار الوطني وهي مستعدة للأي لقاء في أي وقت قريب وفي أي مكان بهدف للتوصل إلى اتفاق مصالحة ينهي حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.

واتهم المصري حركة "فتح" بأنها ضربت بعرض الحائط كل الجهود المبذولة لإنجاح الحوار من خلال إصرارها – بحسبه- على التعنت في القضية الأمنية وعدم الإفراج عن المعتقلين السياسيين من سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وإصرارها على ضرورة قبول "حماس" بشروط اللجنة الرباعية.

وأوضح أن توفر النوايا الصادقة من قبل حركة "فتح" تجاه الحوار سيؤدي فعلاً لنجاحه واستعادة الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن "فتح" كانت بين جولات الحوار تسعى لإفشالها من خلال زيادة حدة الاعتقالات والملاحقات في الضفة.

وأكد النائب عن "حماس" في التشريعي أن ملف الاعتقال السياسي يشكل عقبة أساسية أمام التوصل لاتفاق مصالحة، لافتاً إلى أن التوصل لاتفاق مصالحة مرتبط بمدى تعاطي حركة "فتح" مع الجهود المصرية والتزامها بما تم التوصل إليه خلال لقاءات الوفد الأمني المصري مع الفصائل الفلسطينية مؤخراً.