قائمة الموقع

أحمد منصور: حكاية مشهد حطم الروح وكسر حواجز الإنسانية

2025-04-14T09:11:00+03:00
أحمد منصور
فلسطين اليوم

منذ بداية الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة، لم تستطع إسرائيل أن تخفي حقيقتها الإجرامية، بل تثبت في كل قصف وتدمير ونسف وتجريف ومجزرة ترتكبها أنها تنتهك كل الأعراف الإنسانية، وأنها لا تعرف سوى لغة الدم والقتل، وعندما قتلت الصحفي أحمد منصور حرقاً أمام أعين العالم أجمع كانت تثبت بشكل قاطع أنها مجرمة إلى أبعد الحدود..

أحمد (35 عاماً) الذي لم يكن سوى إنسان وأب وصديق وزميل قبل أن يكون صحفي، لم يكن يعرف أن العالم أجمع سيحكي قصته ويتحدث عن صورته والمشاهد التي انتشرت له، فكان كل همه أن يعود لأطفاله كل مساء بخير بعد أن ينتهي من عمله الصحفي، لكن مأساته تعدت حرق الأجساد لقتل الروح وكسر حواجز الإنسانية وتحطيم القواعد الأخلاقية.

صور أحمد ومشاهده المؤلمة غزت مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت حزناً كبيراً، لاحتراقه أمام العالم الذي لم يحرك ساكناً، عندما قصفت إسرائيل، خيمة للصحفيين في خانيونس جنوب قطاع غزة، لتثبت للعالم أن "إسرائيل" ليست دولة ترتكب جرائم ضد الإنسانية. إسرائيل هي في ذاتها جريمة ضد الإنسانية.

وقد أظهرت المشاهد لحظة التهام النيران جسد الصحفي منصور الذي بدا عاجزاً عن فعل أي شيء، فيما استشهد الزميل الصحفي حلمي الفقعاوي على الفور ومواطن آخر، أما أحمد فقد نقل على إثر إصابته البالغة للمستشفى، لكنه استشهد متأثراً بإصابته الخطيرة، بعد يومين.

استُشهد أحمد حرقًا في 8 أبريل 2025، إثر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت خيمة تؤوي صحفيين في مستشفى ناصر في خانيونس، كان حديث العالم أجمع لنظراً لتوثيق  عدسات الكاميرات مشاهد حرقه، ليصبح رمزًا لتضحيات الصحفيين الفلسطينيين في سبيل نقل الحقيقة.

أحمد منصور كان أبًا لثلاثة أطفال: وسام (10 سنوات)، شام (8 سنوات)، وسلام (12 شهرًا)، الذي وُلد خلال فترة الحرب، مما يعكس التحديات التي واجهها كأب وصحفي في زمن الحرب.

كان يعمل محررًا صحفيًا في وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، إذ إنه كان صوتًا للواقع الفلسطيني، ينقل الأحداث بصدق وشجاعة، حيث حصل على دبلوم في الصحافة الإلكترونية من جامعة الأقصى، وأكمل سنة تخصص في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى دراسته في مجال التعليم الأساسي بجامعة القدس المفتوحة.

أحمد على بشاعة مشاهد استشهاده، لم يكن وحده من قتلته إسرائيل خلال الحرب، فقد ارتقى 211 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

 

اخبار ذات صلة