خبر « يديعوت » تنشر تحقيقاً عن أنفاق القطاع بعنـوان: « أبناء غزة بين الخطر ولقمة العيش! »

الساعة 12:46 م|14 يوليو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

"أنور" يبلغ من العمر (15 عاماً) تحول إلى عاطل عن العمل عندما انهار النفق الذي كان يعمل فيه، بفعل القصف الإسرائيلي.. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يُعتبر أنور شاباً أمّياً، ونقلت عنه قوله: "لا فائدة من التعليم الآن، وأنا أُجيد العمل في الأنفاق".

ونوهت الصحيفة العبرية إلى أن الأولاد في هذا العمر بإمكانهم أن يحصلوا على مرتب 30 دولاراً لكل فترة 12 ساعة عمل في الأنفاق.

فقد قال أنور: "لي 6 من الأخوة وأنا العائل الوحيد للعائلة، نحن نحضر إلى هنا كل شيء يخطر ببالك، حتى السيارات إذا تم تفكيكها نستطيع أن نُحضرها".

وأكد أن النفق الذي كان يعمل به، لم يُدخلوا من خلاله أي وسيلة قتالية، مشدداً على أن اليهود هم أعداءٌ له وأنه ليس خائفاً منهم.

وبحسب تحقيق قام به المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات، فإن حوالى 16 ألف شخصاً يعملون في الأنفاق، وأكثر من نصفهم هم من صغار السن، مشيراً إلى أن 115 توفوا في العامين الأخيرين، بينهم 30 من صغار السن.

وبحسب القانون الفلسطيني يُمنع منعاً باتاً تشغيل من هم دون السادسة عشرة في مثل هذا العمل.

أمّا أسامة (14 عاماً) فقد قال: "لقد كنت بداخل أحد الأنفاق، وفجأة قام المصريون بإطلاق الغاز بداخله، فقُتِل 3 وأُصيب 18 بحالة اختناق، تم معالجتهم فيما بعد، وقررت بعدها عدم العودة للعمل في الأنفاق، ولكن موت أبي أجبرني على العودة مرة أخرى".

ويُفيد أحد محققي مركز حقوق الإنسان في غزة أن الأولاد هناك يستعملون "حبوب ترامال" لكي يشعروا بالسعادة ونسيان الواقع الأليم الذي يعيشونه.

وقال: "عندما نقول للأهل أنه يجب أن يعيش الولد حياته الطبيعية ينظرون إلينا وكأننا لسنا واقعيين، أو جئنا من القمر، ولكن حقيقة الأمر إذا استمر الحصار على غزة فإن الوضع سيزداد سوءا، وسيستمر الأولاد حديثي السن في العمل في الأنفاق، مع أن حفرها يدر الأموال الكثيرة على العاملين".