خبر عربي لا يطرد يهوديا .. هآرتس

الساعة 08:48 ص|14 يوليو 2009

بقلم: عكيفا الدار

خيرة الادمغة اليهودية في امريكا تجد صعوبة في ايجاد الصيغة السحرية التي سترسخ المستوطنات في قلوب انصار اسرائيل، ناهيك عن منتقديها. مرشد جديد توزعه قيادة "المشروع الاسرائيلي" – منظمة يهودية امريكية تنشط بتوجيهات من حكومة اسرائيل وتشكل رأس حربة الاعلام الاسرائيلي في الولايات المتحدة – يدل بشيء ما على الارباك السائد في اوساط تلك القيادة في كل ما يتعلق بالمستوطنات. هذه الوثيقة المثيرة للاهتمام توصي بالتخلص من ثلاثة ادعاءات تقليدية كانت شائعة طوال سنوات على لسان الاعلاميين الاسرائيليين واليهود: هو يقول ان الجمهور اليهودي حتى يخشى من الادعاءات الدينية التي ترتكز على اقتباسات توراتية. الادعاء بان ارض المستوطنات "تعود" (المزدوجين وردا في المصدر) تعود لاسرائيل، ليست مقبولة على الناس لانن اسرائيل الرسمية نفسها تعتبر المناطق "خلافية" (وليست محتلة) والادعاء بان العرب يستخدمون المستوطنات لمراكمة النقاط – كل هذا لا ينجح في تبرير سياسات اسرائيل.

قيادة "المشروع" تعترف بان الرأي العام بما في ذلك انصار اسرائيل يتحفظ من المستوطنات. هم رغما عنهم يتشبثون بادعاء أمني هذياني ابتعد عنه الجنرال متقاعد بوغي يعلون حتى: المستوطنات ضرورية لامن اسرائيل. هم يقترحون القول للمستمعين بان المستوطنات لم تبنى بصورة صدفية وانما في مناطق حساسة حتى تكون منطقة عازلة بينن اسرائيل وجيرانها العرب (الاردن). من الممكن الاضافة بأنها تشكل محطات انذار ناجعة (بما في ذلك مراكز الامومة والطفولة؟). وان لم يكن ذلك كافيا فهم يوصون بتوظيف صواريخ القسام كدليل راسخ على ما يحدث عندما تقوم اسرائيل بالجلاء عن المستوطنات (اطفال الروضات بغوش قطيف دافعوا عن اقرانهم في سديروت او عن الجنود الذين يحرسونهم؟)

ولكن ورقة الجوكر وبلا شك هي مصطلح "التطهير العرقي". عندما يكون الدفاع ضعيفا – يتوجب الانتقال للهجوم. المرشد للاعلام الاسرائيلي الخارجي يوصي بحرارة بالشكوى المريرة ضد فكرة ان تكون منطقة معينة نظيفة من اليهود. ولماذا يمكن لاسرائيل ان تحتوي بل وان تمنح حقوقا متساوية للاقلية العربية بينما يتوجب ان تكون المناطق الفلسطينية نظيفة من اليهود؟ لسوء الحظ، لا يقترح المرشد على الاعلاميين ردا على من سمع اقتراح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس طاقم المفاوضات ابو العلاء اللذين وجها الدعوة لمستوطني اريئيل ومعاليه ادوميم بالبقاء في منازلهم والعيش بسلام ومساواة كأقلية يهودية في فلسطين.

خسارة ان احدا من مستشاري رئيس الوزراء الكثيرين لم ينتبه لهذا الاقتراح الفلسطيني السخي. ربما كان يتنازل عن الاستخدام الرخيص لمصطلح التطهير العرقي المزعوم كما جاء في المحادثة التي اجراها في الاسبوع الماضي مع وزير الخارجية الالماني فرانك وولتر شتاينماير.

جزء ملموس من يهود الولايات المتحدة سيتنازلون عن مجمل نصائح "المشروع الاسرائيلي" المذكورة. قيادة الطائفة الاصلاحية في الولايات المتحدة وفي كندا، هذه المنظمة التي يشارك في عضويتها اكثر من مليون يهودي، قررت في الشهر الماضي تبني مطلب الرئيس براك اوباما بايقاف البناء في المستوطنات وتفكيك البؤر الاستيطانية فورا. هذه المنظمة عبرت في بيان رسمي عن القلق من فشل حكومة اسرائيل بالالتزام بتعهداتها في هذه القضايا.

طرق حمراء

بمناسبة التطرق للنمو الطبيعي، هناك تساؤل حول كيفية قيام نتنياهو بتوضيح البند 5 من خطة تحسين الشوارع في كتاب الميزانية الجديد الذي اصدرته وزارة المواصلات، لنظيره براك اوباما رئيس الولايات المتحدة: "تطوير الشارع رقم 1 بين ميشور ادوميم وشارع السامرة الجيد وكذلك بين مفترق الزيتون ومفترق الكوكاكولا (منحدر التلة الفرنسية في شرقي القدس) بقيمة 280 مليون شيكل". لندع قضية استثمار الحكومة اكثر من ربع مليار شيكل على طرق قليلة الحركة نسبيا والتي لا يزيد طولها معا على سبعة كيلومترات، في الوقت الذي لا يتوفر فيه المال لتوسيع طرق حمراء على شاكلة طريق بيت شيمش الذي حصد في آخر الاسبوع الماضي ستة قتلى جددا. ولكن كيف ستفسر اسرائيل قرار فرض الحقائق الجديدة في قلب المناطق التي وافقت بنفسها على البحث في مستقبلها؟

من الذي سيصدق ان اسرائيل تأتي بأياد نظيفة الى طاولة المفاوضات، في الوقت الذي تضع فيه يدها على قطعة أرض جديدة؟ هناك من سيوضح بالتأكيد ان كل ذلك يجري لاسباب تتعلق بالسلامة على الطرق وأحيانا نقوم نحن ايضا حتى بالسماح للفلسطينيين باستخدام هذه الطرقات. في الحالة السابقة (صفقة ميغرون – آدم) حيث اتضح فيها ان الامور تجري في المستوطنات كالمعتاد ليس فقط خلال المفاوضات حول التسوية مع الفلسطينيين، وانما ايضا في ذرورة المفاوضات مع الولايات المتحدة حول النمو الطبيعي – استشاطت واشنطن غضبا. التقرير الذي نشرته "معاريف" حول الموافقة الامريكية المزعومة باستكمال بناء 2500 وحدة استيطانية في المفاوضات صب الزيت على النار.

بطل عند التقاعد

بعض الدبلوماسيين الاوروبيين يتساءلون عما حدث لخافيير سولانا المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي. طوال السنوات المديدة التي يشغل فيها السياسي الاسباني هذا المنصب الهام، حرص على الحفاظ على مستوى بروز منخفض بالنسبة للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. حتى عندما كانت أرجله تقف في الشرق، كان قلبه بعيدا في الغرب – في البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية. سولانا حول الاتحاد الاوروبي خلال سنوات بوش الثمانية في كل ما يتعلق بالصراع الى تابع للامريكيين. ليس واضحا ما الذي دفعه فجأة لاخذ زمام المبادرة والاقتراح بأن تقوم الامم المتحدة بتحديد موعد محدد لاقامة الدولة الفلسطينية حتى من دون موافقة اسرائيل. ربما كانت هذه الرياح الجديدة التي تهب من البيت الابيض، وربما تقاعده الوشيك، او كلاهما معا.