خبر بين موشيه ديان وباراك .. اسرائيل اليوم

الساعة 08:45 ص|14 يوليو 2009

بقلم: يوسي بيلن

أتذكر مبلغ غضبنا آنذاك، في 1977، لانضمام موشيه ديان الى حكومة مناحيم بيغن. فقد كان ديان من حركة العمل، وابنا لعضو كنيست من حزب مباي، من اشياع بن غوريون. كان بيغن في نظرنا تجسيدا للقطب الاخر. عرفنا ان موشيه ديان خائب الامل جدا. فقد جعلته حرب يوم الغفران شخصا مختلفا. لقد أقل اتيان الجلسات الحزبية وحتى عندما أتى – جلس في المقاعد الخلفية من قاعة "هأوهل" (الخيمة) التي تمت فيها جلسات مركز الحزب. لم يشارك في النقاشات، وقام بأقل قدر مطلوب من عضو كنيست.

افترض انه لو وجدت حاجة الى انتخابات تمهيدية لدخول قائمة الحزب للكنيست، لما اجهد ديان ابن الثانية والستين نفسه في المنافسة في محله. لكن لما كانت تلك لجنة تنظيمية قررت تأليف المشاركين، فقد عبر ديان عن موافقته على ان تشتمل القائمة عليه.

لم يشارك تقريبا في المعركة الانتخابية في 1977، بالرغم من ان صديقه ومقربه شمعون بيرس انتخب لرئاسة الحزب وكان مرشحه لرئاسة الحكومة. بعبارة اخرى كان من احسان موشيه ديان آنذاك انه بقي حيا. عرفنا كل ذلك. لكن كان يوجد فرق بين هذا وبين ترك الحزب بعد أيام غير كثيرة من الانتخابات، وأخذ سلطته والانتقال الى الطرف الثاني. لم نصدق حقا ان يحدث لنا هذا، ولم نصرف عنه سوط ألسنتنا بعبارات شديدة لا تستطيع الطابعة كتابتها.

بمنظار تاريخي عمل بيغن عملا عبقريا بأن نجح في الاتيان بديان ليتولى عنده وزارة الخارجية، الى ان ديان كان له في الواقع تأثير لا يستهان به في مسار السلام مع مصر. ما يبقى منه في الذاكرة هو أنه صانع السلام في كامب ديفيد لا الشريك في كارثة يوم الغفران. استمتع الجميع بما تم. تغلب حزب العمل على الغضب واستعاد لنفسه 15 نائبا في الانتخابات التي تلت ذلك من غير ديان هذه المرة.

لماذا أعود الى حكاية ديان؟ لانني رأيت نهاية الاسبوع الاستطلاع الذي يعرض باراك على انه اكثر الاشخاص شعبية في الحكومة والاكثر ملاءمة لمنصبه، في حين ان حزبه قد خسر ثلاثة نواب اخرين ووجد نفسه وراء الليكود وكاديما واسرائيل بيتنا وشاس.

قد يجب ان يكون ما فعله ديان قدوة لباراك. نتنياهو محتاج الى براك وزيرا للدفاع. سيكون له أكثرية ائتلافية من غير حزب العمل ايضا، وحزب العمل سيؤيد اصلا كل اجراء سياسي يأتي بالسلام أو يقربه في نظره. باراك مستمتع جدا بمنصب وزير الدفاع، ومما يجمع عليه الجمهور أنه يقوم بعمله باخلاص. خسر حزب العمل في هذه الحكومة بقايا تميزه وقد أصبح مقسوما تماما: فأربعة من اعضائه في الكنيست يؤدون عملهم مثل حزب معارضة معاد وينتظرون في كل يوم عضو كنيست خامسا للاعتزال. قد ينهي حزب العمل ولايته محطما على الصخور حقا.

ربما يمكن اجراء وداع غير غاضب بين باراك وحزبه. يظل باراك في حكومة نتنياهو ويساعده في تقديم مسارات سياسية، ويسرح حزبه الى المعارضة لكي يصبح من هناك كلب حراسة السلام، وحقوق الانسان، والمساواة لعرب اسرائيل وغير ذلك. في المعارضة سيعمل العمل الى جانب كاديما وميرتس.

اذا لم يحدث هذا فقد نرى في استطلاعات الرأي المقبلة باراك يقوى شخصيا ويقود حزبه الى الهاوية. اذا لم يكن هذا نصرا قاتلا فلست أعلم ما هو النصر القاتل.