خبر فراش موبوء .. يديعوت

الساعة 08:40 ص|14 يوليو 2009

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

أعلن القاضي موشيه دروري أنه ما كان ليغير مليمتر واحدا من قرار اعفاء الطالب الديني بلا اثم، الذي داس عاملة خزانة من أصل اثيوبي. "لا يوجد عندي حتى أقل ريب، ولم أكن لاغير حتى ميلمتر من أصغر حرف كتبته"، قال. ولماذا يغير قرارا كاملا حقا؟ ان كل تغيير قد يمس بالكمال النادر الذي بلغه القاضي. يذكر هذا بعضنا (لا القاضي دروري بطبيعة الامر) بأقوال الحاخام يشوع بن – مريام: "أقول لكم انه تزول السماء والارض ولا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من التوراة". والقاضي دروري غير مستعد ايضا لازالة حتى حرف واحدا او نقطة واحدة من كلامه، مما عرفه هو نفسه بتواضع أنه "واحد من قرارات الحكم الاهم التي صدرت... فكل ما كتب فيه صحيح حق".

اليكم مثالا على الحقيقة من الاقوال التي يبين بها القاضي لماذا أعفى الطالب الديني الدائس باعتذار ضعيف، من الحنجرة الى الخارج. "ان حادثة حياتها التأسيسية، التي تم بها قبولها نهائيا في المجتمع الاسرائيلي، كمساوية بين متساوين"، يكتب سيادة القاضي، "هي المداولة أمامي". اليكم التأليف بين التواضع والقدرة على رؤية أعماق نفس الغير.

وبعد ذلك يكتب: "بدأت كلامها بتردد، وباحساس بأنها غير معتد بها، وأن شخصا ذا سيارة (المتهم) عاملها معاملة كلب. وقد بدأت تعلم بالتدريج أن القاضي يصغي الى كل حرف من كلامها، وان المحامين يتوجهون اليها بأدب، وأن من أصابها يعتذر لها... أدركت التحسن الكبير لمكانتها الاجتماعية بين بدء المداولة ونهايتها".

شخص ذو سيارة يدوس من تعد كلبا. من تعد مثل كلب يؤتى بها الى المحكمة مع صاحب السيارة والقاضي من أعلى مقعده يتفضل على من تعد كلبا ويصغي اليها. والمحامون يتوجهون اليها بأدب. هذا الاجراء المهذب هو أكثر من تعويض لمن تعد مثل كلب؛ انه الحادثة المؤسسة في حياتها، حادثة أفضت الى تحسين كبير لمكانتها الاجتماعية.

لم تعد توجد حاجة الى مضايقة صاحب السيارة بقضيتها المليمترية، او الى عقاب من أصابها لا سمح الله. لقد طلب العفو. لقد اعتادت أمي دائما على ان تقول أن طلب العفو لا يصلح العالم لكن ما الذي تفهمه أمي. فالقاضي دروري يفهم، وفي رؤيته الحادة لما يولد، أصبح يرى الطالب الديني صاحب السيارة قاضيا زميلا. ولا يحل للمحكمة أن تضر بالحياة المهنية لزميل ولمكانته. فقد يكون لذلك اضرار حقيقي بسلطان القانون.

ليس واضحا فقط لماذا لم يطلب الى من تعد مثل كلب ان تدفع الى صاحب السيارة (المتهم) عن تحسين مكانتها العظيم. فانه لا يحظى الانسان في كل يوم (حتى لو كان يعد مثل كلب) بتحول عجيب كهذا لقيمته الذاتية وقيمته الاجتماعية.

أكثر القاضي دروري من الاقتباس من المصادر. ربما يمكن أن نضيف مصدرا واحدا آخر، يكشف فيه القاضي عن فهم عميق للمكاسب التي تستفيدها الضحية من المخالفة القانونية: "اليعزر عبد ابراهيم أتى سادوم. جرحوه وحضر امام القاضي. قالوا له: أعط من سفك دمك أجرته".

لكن سدوم خربت بغضب الله عليها، لكنني على ثقة من أنهم لو سألوا القاضي في سدوم لاعلن بأنه "لا يوجد عنده أقل ريب". إن التجربة التي جربها اليعزر كانت الحادثة التي تم قبوله فيها نهائيا في المجتمع في سدوم. بدأ اليعزر مثل من تعد مثل كلب، المحاكمة مع احساس بأن الناس يريدون المس به، وانهاها مع ادراك أن مس به، حتى لو لم يقصد ذلك بالضبط، خدمه خدمة عظيمة. كل تغيير لقرار الحكم ولو بسنتيمتر واحد، سيكون بمنزلة فراش سدوم، كما يعلن القاضي.