خبر اوباما هبط.. معاريف

الساعة 11:32 ص|13 يوليو 2009

بقلم: شموئيل روزنر

هاكم معطيات كفيلة بان تفاجىء من لا يزال يعيش تحت الانطباع الهائل لانتخابات 2008 في أمريكا، من لا يزال ينظر الى الرئيس براك اوباما بخليط من الذهول والاعجاب، من لا يزال يعتقد بان نجم الروك السياسي هذا هو الامر الاكثر اعجابا الذي رأته امريكا منذ الكثير من السنين. هاكم معطيات كفيلة بان تذكر، بان العالم السياسي هو مكان متقلب.

هل اوباما شعبي؟ نعم. هو شعبي جدا. بالضبط مثلما كان جورج بوش قبل ثماني سنوات، في شهر تموز من العام 2001 بعد نصف سنة تقريبا من تسلمه مهام منصبه.

في واقع الامر ليس بالضبط. محبو اوباما ممن يبحثون عن المواساة، لعلهم يجدونها في نسبة واحد في المائة تفصل بين بوش نموذج 2001 واوباما نموذج 2009. 59 في المائة تأييد سجل لاوباما في الاسبوع الاول من تموز الاول له كرئيس، فيما ان لبوش سجل في تموز الاول له 58 في المائة.

كما أن هناك مؤشر آخر على أن الاحتفال انتهى. موجة الانفعال التي وفرت الوقود للاشهر الاولى من حياة الادارة انطفأت، والواقع اليومي، القاتم، وكذا حركة البندول السياسي، بدأت تعطي مؤشراتها. الرئيس اوباما بعث توقعات عديدة، ولكنه حتى الان لم يحل أي مشكلة: الاقتصاد لا يزال يعرج، كوريا الشمالية تكشر عن وجهها، زيارته الى روسيا كانت فاترة. هذا الاسبوع سيدير معركة على اختيار مرشحيه الى المحكمة العليا ويبدو أنه سينتصر فيها. وهذا سيوفر له انجازا يمكنه أن يلوح به. ولكن هذا ليس انجازا بالحجم الذي يبحث عنه.

اوباما يريد أن ينجح حيث فشل بيل كلينتون ويحدث ثورة في التأمين الصحي الامريكي. هذا كفيل بان يكون مشكلة: نسبة التأييد لخطته متدنية منذ الان بالقياس الى الناخبين الذين ايدوا خطة بيل وهيلاري كلينتون في 1993. نسبة المعارضين لخطته أعلى الان من نسبة المعارضين لخطة كلينتون اياها. وكلينتون، كما يذكر، فشل. بعد سنتين من انتخابه تلقى ايضا صفعة رنانة من الناخبين، في شكل تحول جمهوري في الكونغرس. الرئيس القائم لا يريد تكرارا لهذا السيناريو. سبب آخر للنظر بقلق الى وضع البطالة في دول المنطقة التي تسمى "حزام الصدأ".

قبل بضعة ايام نشرت جامعة كوينيبياك، المعروفة بمصداقيتها في هذا المجال، استطلاعا اجتذب الانتباه. فقد اشار الى وضع الحزب الديمقراطي في ولاية اوهايو يتدهور. في الافق المقترب، حتى وان كان لا يزال بعيدا، الحملة الانتخابية للعام 2010 والتفوق المحفوظ للديمقراطيين في السنوات الاخيرة، منذ الانتصار الكبير والواضح للعام 2006، يتقلص. في الاستطلاعات القطرية وان كان لا يزال يدور الحديث عن تفوق بمعدل 9 في المائة (مقابل 13 في المائة في الاشهر السابقة)، في اوهايو، ميشيغين فيسكونسين وبنسلفانيا الانباء اكثر اثارة للقلق: ربما من هناك سيبدأ الانتعاش الذي يأملون به في الحزب الجمهوري. أربعة حكام ديمقراطيون يحكمون في هذه الولايات، والجمهوريون يحاولون تقليص قوتهم – في ميشيغين توجد مؤشرات بانهم ينجحون حقا، في اوهايو الفارق يتقلص الى 5 في المائة فقط. حاكم فيسكونسين يتنافس للولاية الثالثة، ويحتمل أن هذه المرة يكون عرضة للاصابة بقدر أكبر.

هذه التفاصيل الصغيرة، السباقات الخفية عن ناظر معظم المواطنين – ذاك الذي لا يتابع بدقة تلويات السياسة في مرحلة مبكرة من السباق السياسي التالي في امريكا. خفية ولكن هامة لانهم في البيت الابيض يتابعونها بعناية، وبقدر من القلق. نائب الرئيس، جو بايدن سيرسل الى اوهايو قريبا بعدة مهرجانات. كما سيأتي مسؤولون كبار آخرون، لتحسين وضع العناية بالناخبين. وببطء، بالتدريج ستؤثر مثل هذه التطورات ايضا على سلم اولويات الرئيس وحزبه في الكونغرس. عناية متعاظمة ستوجه لتلك المناطق التي سيجر فشل السياسة فيها الى عقاب في صناديق الاقتراع. اسرائيل ليست بالضرورة احداها.