خبر « هنية » لـ حركة « فتح »:« هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل فنحن وأنتم في مركب وأرض واحدة »

الساعة 10:36 ص|13 يوليو 2009

"هنية" لـ حركة "فتح":"هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل فنحن وأنتم في مركب وأرض واحدة"

فلسطين اليوم- وكالات

اعتبر إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة اليوم الاثنين، أن دعم حكومته لبرنامج المقاومة، وتشكيلها حاضنة وغطاء له هو "إبداع سياسي"، للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية بعد التحرر من الاحتلال.

 

وأكد هنية، في تصريحات صحفية على أن الحوار هو الخيار الوحيد لحل الخلافات الداخلية، معرباً في الوقت ذاته عن أمله في أن تكون المصالحة قائمة على قاعدة حفظ الحقوق والثوابت الفلسطينية.

 

وقال هنية:"إن المقاومة ليست مجرد بندقية أو عبوة ناسفة، وإنما فكر وثقافة وهوية، ونحن لم نخلط ما بين المراحل ونعي جيداً أننا لازلنا في مرحلة تحرر وطني، ولكن ندير حكومة تحمي وتدافع عن برنامج وخيار المقاومة، للوصول إلى إقامة الدولة بعد التحرر والانعتاق من ظلم الاحتلال، وندير الآن جملة هذه العلاقات المتقاطعة بسلاسة حيث نحاول تحقيق مصالح المواطنين وإدارة حياتهم اليومية دون الوقوع في خطر التنازل السياسي عن الحقوق، بل تشكل حكومتنا حاضنة وغطاء للمشروع المقاوم".

 

وفي رده على سؤال: هل أنتم نادمون على دخولكم الانتخابات وتشكيل الحكومة؟ قال هنية: لا شك أن هذين موقعين مختلفين عما كانت عليه الحركة في السابق سواء في المجلس التشريعي أو الحكومة، ونحن نسمع بين الفينة والأخرى من يقول أنتم حركة مقاومة ما علاقتكم بالعمل السياسي وغيرها من هذه الأقوال، ونقول أن هذه الأسئلة بين أمرين: الأول محب للحركة حريص عليها يظن في انتقالنا للعمل الحكومي أننا قد نترك المقاومة وقد نفقد البوصلة.

 

واستدرك:"لكن نؤكد للجميع أننا ندرك جيداً طبيعة المرحلة فلازلنا في مرحلة تحرر وطني غير أن علينا في الوقت ذاته أعباء إدارة المجتمع والدفاع عن حقوقه سياسياً وقد نجحنا في التكامل ما بين الأمرين حتى في ظل الحصار واستطعنا توفير الغطاء السياسي والرسمي لبرنامج المقاومة ووقف مسلسل التنازلات عن حقوق شعبنا وبالتالي كان انتقالنا طبيعي في ظل اختيار جماهير شعبنا لبرنامجنا بهذه الأغلبية".

وأضاف: "أما الثاني فيتحدث بهذا المنطق من أجل انتقاد الحركة وإظهارها وكأنها تخلت عن برامجها أو إدانة مواقفها السياسية فنقول أننا في المقاومة أو الحكم لا نغير جلدنا ولا نبدل مواقفنا".

 

وحول رؤية هنية لمستقبل العلاقات الوطنية؛ أكد أن الخيار الأمثل أمام الكل الوطني هو التوحد في خندق الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. قائلاً: "صحيح أن هناك مشارب فكرية متعددة ورؤى سياسية مختلفة، ولكن لا يجب أن يكون هناك خلاف حول الحق الفلسطيني أو حول الهدف الفلسطيني النهائي، وبما أننا نعيش على أرض واحدة فقدرنا هو العمل المشترك والتعايش ما بين البرامج المختلفة بحيث نعمل جميعاً كفريق واحد من أجل إحراز تقدم على المستوى الوطني ككل أمام التخندق الحزبي الصهيوني".

 

وأضاف: "أن الفُرقة السياسية لن تزيدنا إلا ضعفاً وتعطي الاحتلال نقاط قوة في مواجهتنا على قاعدة الاستعمار القديمة الجديدة- فرّق تسد- وكلنا أمل أن نحقق المصالحة التي يتمناها شعبنا على قاعدة الحفاظ على ثوابت شعبنا وحقوقه الوطنية وترسيخ خيارات شعبنا بما فيها خيار المقاومة".

 

وأكد أنهم مؤمنون أن "الحوار هو الطريق الوحيد لكل خلافاتنا الداخلية وهو السبيل لإنهاء هذه الحالة من الانقسام"، مؤكدا أنهم بذلوا كل جهد ممكن لإنجاح الحوار منذ جولته الأولى.

 

وأوضح أن المشكلة الأساسية في عدم التوصل إلى اتفاق تنبع من قضيتين؛ الأولى الارتهان للموقف الخارجي والضغوط الدولية، سواء ما يتعلق بقضية شروط الرباعية أو المعتقلين السياسيين، أما النقطة الثانية وهي منطلقات الحل حيث تعتبر حركة فتح أن المشكلة هي في غزة وفي ما حدث عام 2007 وتريد العودة إلى غزة وليس إنهاء الانقسام بين الضفة والقطاع، وهو منطلق لا يؤدي للتوصل إلى حلول، ولكن المنطق السليم أن هناك اشكالات قائمة قبل وبعد 14/6/2007 بحاجة إلى حل حتى لا يتكرر ما حدث وتحصين المجتمع الفلسطيني ونظامه السياسي على قاعدة قبول الآخر والإيمان بالعمل المشترك". حسب قوله.

 

ووجه هنية رسالة إلى حركة "فتح" قال فيها: "نقول لهم هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل، نحن وأنتم في مركب واحد وأرض واحدة هي فلسطين، يرفع الله ويقدم من يشاء ويؤخر من يشاء، عدونا مشترك لنعمل معاً في مواجهته ونتحرك في سياق متصل لاستعادة حقوقنا وإقامة دولتنا".

وأضاف: "ونقول لهم (حركة فتح)، لقد آمنا منذ البدء أن لا حل إلا بالحوار وتعايش البرامج المختلفة ما دام وجهتها واحدة وبوصلتها معرّفة تجاه القدس والأقصى وحقوق شعبنا، أما الاستقواء بالخارج وتغليب أي مصلحة على مصلحة شعبنا فلن تجدي نفعا، والمكر السيئ لا يحيق إلا  بأهله، واعلموا أن قوتنا في وحدتنا على كلمة سواء من أجل فلسطين الوطن والقضية، والمراهنة على غير ذلك مقامرة بمصالح شعبنا وحقوقه ونتائجها معروفة سلفاً بالخسارة".

 

 وتابع هنية: "كما نأمل لحركة فتح الوحدة وأن تنهي خلافاتها وتأتي بموقف موحد يحافظ على الجذور والأسس التي انطلقت عليها كحركة مقاومة وتحرر وطني وليس حركة تتجاذبها الأنواء والتيارات تجاه هذا المعسكر أو ذاك".