خبر تراجع اهتمام المواطنين بمتابعة الحوار الوطني وتوقعات بإعلان فشله

الساعة 05:48 ص|13 يوليو 2009

فلسطين اليوم-غزة

بدا واضحاً أن شعوراً بالإحباط وخيبة الأمل بات يلازم كل مواطن بعد أن حل السابع من تموز دون أن يوقع المتحاورون اتفاق مصالحة لطالما حلم الفلسطينيون في تحقيقه.

كما بات واضحاً أيضاً أن التأجيل المتواصل للحوار ما هو إلا إعلان مبطن عن فشله، ما أثار الكثير من التساؤلات حول إن كان الخامس والعشرون من تموز الجاري سيكون حاسماً كما قيل سابقاً أم أن جولات من الحوار ستعقد بعد هذا التاريخ.

ولعل أكثر ما زاد إحباط الفلسطينيين وانصرافهم عن متابعة ملف الحوار عبر وسائل الإعلام معرفتهم بأن القضايا التي ما زالت عالقة في حوارات القاهرة هي الأمن والحكومة والانتخابات، وهي قضايا بتفصيلاتها لا تعني عامة الناس، ولا تقدم لهم خلاصاً مما هم فيه، بقدر ما تعني الفصيلين المتخاصمين، ومدى سعي كل منهما لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية، تتيح لهما بسط نفوذهما وسيطرتهما على الأرض.

متابعة الكرة أهم من الحوار

وأكد العديد من المواطنين أن موضوع الحوار الوطني لم يعد يعني لهم شيئاً، وانشغالهم بمتابعته تراجع إلى حد كبير، لأنهم أصبحوا يدركون أنه بات حوارا عبثيا لا فائدة منه.

يقول المواطن محمد ربيع: عندما بدأت الحوارات في شهر شباط الماضي كان جل اهتمامنا منصبا على متابعتها، وكنا نخصص وقتا طويلا لمتابعة نشرات الأخبار لمعرفة ماذا حدث في القاهرة، لكن هذا الاهتمام بدأ يتراجع تدريجيا إلى أن وصل إلى أدنى درجة ممكنة.

وأشار ربيع إلى أن متابعة مباراة كرة قدم أو مسلسل تلفزيوني أو أي برنامج آخر أصبح بالنسبة له أهم من متابعة ما يجري في القاهرة من حوارات عبثية، على حد تعبيره.

إلى أين؟

أما المواطن "أبو رمزي" فبدأ حديثه موجهاً سؤالاً للمتحاورين في القاهرة مفاده، إلى أين أنتم ذاهبون بنا، وأين أنتم من الوطن وأين الوطن منكم؟

وقال "أبو رمزي" الذي فضل عدم ذكر اسمه إن الحوار الوطني بات محكوماً بأجندات خارجية، والمتحاورون في القاهرة لا يمتلكون من أمرهم شيئاً.

وأوضح أن الحوارات الجارية في القاهرة لن تثمر عن نتائج إيجابية ولن تنته بتوقيع اتفاق، وفي حال حدث ووقع هذا الاتفاق فلن يدوم طويلا وسيكون مصيره كما حدث مع اتفاق مكة.

وأشار إلى أن إنهاء الانقسام بحاجة إلى أمر من اثنين، إما أن يتخلص الطرفان من هيمنة وسيطرة الأطراف الخارجية ويكون القرار على مائدة الحوار فلسطينيا خالصا ونابعا من مصالح الشعب والقضية، وإما أن تحدث تغيرات إقليمية كبيرة يضعف فيها نفوذ أحد الأطراف.

وأوضح "أبو رمزي" أن التأجيل المتواصل والمتكرر للحوار أشعره بالإحباط وخيبة الأمل، لدرجة أن أهمية خبر يتناول موضوع الحوار لا يزيد بالنسبة له عن أهمية خبر حول حدوث زلزال أو فيضان في اليابان أو أميركا الجنوبية.

يوم مشؤوم

أما عبد الرؤوف بربخ القيادي المحلي في حركة فتح فأكد أن اليوم الذي تعقد فيه جلسات الحوار في القاهرة مشؤوم بالنسبة له ولأمثاله من قادة الحركة في القطاع.

فكما اعتادوا تشن قبيل هذا اليوم حملات اعتقال واسعة عادة ما تطاله وتطال كوادر آخرين، وكأنهم يؤخذون كرهائن للمساومة عليهم على طاولة الحوار، على حد تعبيره.

وقال بربخ "عندما يقترب موعد انعقاد جلسة جدية من الحوارات، نجهز أنفسنا للاعتقال ومداهمة منازلنا".

ودعا بربخ المتحاورين لحسم مواقفهم، فإذا كانوا يرغبون في توقيع اتفاق فليوقعوه وينتهي الأمر، وإذا كانوا لا يرغبون في توقيعه فليعلنوا فشل الحوار وليتحمل كل طرف مسؤولية ذلك.

وكان أشرف جمعة، النائب عن كتلة "فتح" البرلمانية وعضوها في حوارات القاهرة قال خلال مداخلة قدمها في حوار مفتوح عقد في محافظة رفح قبل عدة أيام "إن أسئلة عديدة ومكالمات تلفونية بالجملة كان يتلقاها من قبل مواطنين مع بدء جلسات الحوار قبل عدة أشهر، للاستفسار منه عما حققوه من تقدم، ورغبة في معرفة موعد توقيع الاتفاق، لكن الآن عدد هذه المكالمات تراجع إلى درجة كبيرة، وأصبحت شبه معدودة"، مؤكدا أن هذا دليل واضح على يأس وإحباط المواطنين.