خبر غزة: ارتفاع حرارة المنازل تدفع المواطنين للسهر في الشوارع

الساعة 05:38 ص|13 يوليو 2009

فلسطين اليوم : غزة / كتب : عيسى سعد الله

ككل عام، ينشغل مواطنو قطاع غزة ليلاً في مثل هذه الأيام من موسم الصيف بالبحث عن نسمات الرياح العابرة لتلمسها وملاحقتها حتى في الشوارع.

ويستلقي المواطنون، وخصوصا كبار السن أمام أبواب منازلهم وعلى عتبات بيوتهم حتى ساعات مبكرة من الفجر، فيما يتخذ آخرون من أسطح منازلهم ملاذا للنوم طيلة فترة الصيف هروبا من حرارة المنازل المرتفعة.

ويقضي الكثير من الشبان يومهم في البحث عن أماكن للسهر والتغلب على ارتفاع درجات الحرارة.

ويتخذ الشبان الذين لا يستطيعون أو لا يهوون الذهاب إلى البحر من الطرق الواسعة مكانا للسهر حتى ساعات الفجر الأولى، رغم معارضة وامتعاض السكان.

ولا يكترث هؤلاء الشبان بضيق بعض الجيران، مؤكدين أن الحر فقط هو ما يدفعهم إلى السهر.

ودعا الشاب محمود مقبل المواطنين إلى تحملهم لأنه ليس أمام هؤلاء الشباب أي خيار آخر.

وأوضح مقبل أنه يعود إلى منزله في الساعة الثالثة فجرا عندما تكون البيوت تخلصت من وطأة الحر الشديد.

وقال إن "المراوح" التقليدية لا تفيد مع ارتفاع حرارة المنازل ما يدفعه إلى البحث عن بديل، مشيرا إلى أن بدايات الصيف الحالي أكثر حرارة من الصيف الماضي.

ويشير صديقه الآخر محيي الدين أبو سلطان المتذمر إلى أنه لا يستطيع يوميا الذهاب إلى شاطئ البحر الذي يبعد 2500 متر عن منزله بسبب التكاليف وانتقاد أهله، لذلك يضطر إلى الجلوس أحيانا في منتصف الطريق ليلا لتلمس نسمات رياح عابرة.

ويعترف أبو سلطان بأفضلية الجلوس على شاطئ البحر لكنه غير مستعد للقيام بذلك يوميا بسبب سوء أوضاعه المادية.

ويضطر هؤلاء الشبان كما يوضح صديقهم الآخر ماجد الحادي إلى الحديث بصوت منخفض جدا حتى لا يثيروا غضب الجيران، مشيرا إلى أن جلساتهم تجمع أكثر من ثمانية في أحيان كثيرة.

ويظل شاطئ البحر وهو المتنفس الوحيد لسكان القطاع المكان المفضل للشبان والمواطنين، لكن الازدحام والتكاليف العالية تحد من قدرة هؤلاء على الذهاب إليه.

الشاب إسماعيل محمود يعزو عدم ذهابه إلى البحر يوميا إلى تجنبه انتقاد الأهل والمواطنين، إضافة إلى تجنبه ما اسماه رقابة بعض الجهات.

وقال إن الذهاب يوميا إلى البحر والسهر حتى ساعات الفجر يعرضه ويعرض كل شخص للمراقبة.

وتفتقد الغالبية العظمى من المنازل في قطاع غزة إلى أجهزة التبريد والتكييف بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة مع إمكانات المواطنين المادية.

وما يزيد من معاناة المواطنين استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل دوري على مختلف المناطق.

وتتميز أجواء القطاع خلال الشهر الحالي والقادم بالحر الشديد المصحوب بارتفاع نسبة الرطوبة.

ويشتكي المواطنون وخصوصا من يسكنون أطراف المدن من عدم وجود مساحات واسعة أو مرافق أو حدائق للسهر على غرار وسط المدينة الذي ينعم بشيء من هذا القبيل.

ويتخذ هؤلاء السكان أحيانا من ساحات الأسواق والملاعب مكانا رغم أنها غير لائقة صحيا.

والأمر يختلف في وسط مدينة غزة التي تتمتع بوجود عدد من المتنزهات الواسعة نسبيا، إذ تعج ساحة الجندي المجهول الشهيرة وسط حي الرمال الراقي بمئات المواطنين الذين ينعمون بأماكن للجلوس واللعب لأطفالهم ويشربون المشروبات المختلفة ويتناولون المرطبات والبوظة من محال فاخرة.