قائمة الموقع

أزمة غاز الطهي تُجفف حلق الغزيين في شهر رمضان

2025-03-09T10:30:00+02:00
ه
فلسطين اليوم

كان لزاماً على المواطن أبو محمد الريفي، أن يعود لبيته المهدم على عجلة من أمره، بعد أداء صلاة العصر مباشرةً حتى يشعل النار لزوجته لتعينها على إعداد وجبة الإفطار اليومية، بعد أن نفد غاز الطهي من بيتهم. 

الريفي الذي يسكن بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، لم يحصل على غاز الطهي منذ شهر، الأمر الذي أدى لنفاذ الكمية المتوافرة لديه، فيضطر بشكل يومي ومنذ بدء شهر رمضان لإشعال النار وطهي الطعام عليه. 

يقول الريفي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " لا يوجد لدينا خيارات فكل الخيارات مرة، فنحن لا نستطيع شراء كيلو الغاز بـ100 أو 150 شيكل، لكن يمكننا شراء الحطب حيث يتوفر بأسعار أقل"، مطالباً العالم كله للتحرك من أجل نصرة أهل غزة الذين يعانون من ويلات الحرب منذ 16 شهر.

فسكان غزة، وبعد أن تمكنوا خلال الفترة الماضية من القدرة على تعبئة الغاز بشكل منتظم لعدة شهور فقط، عادوا للحرمان مجدداً والمعاناة، بعد قرار الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاق المعابر وعدم إدخال الوقود للقطاع. 

وتدفع أزمة الوقود ومشتقاته المواطنين للاعتماد على الوسائل البدائية في إعداد وجبات الطعام اليومي، بإشعال النار من أخشاب ركام المنازل المدمرة مع شح الأخشاب في القطاع. 

بائع الحطب أكرم سالم، يشير إلى أن الاقبال عاد بقوة لشراء الحطب ، حيث يفتقر المواطنون للغاز الذي بدأ يشح في منازلهم، فزاد الطلب على الخشب خاصةً خلال شهر رمضان، ليتمكن الناس من اشعال النيران، حيث يبلغ سعر كيلو الخشب المشاطيح في الوقت الحالي 2.5 شيكل، في حين وصل سعره في الوقت الذي كان فيه الغاز متوفراً شيكل واحد فقط.

حياة مع وقف التنفيذ

وعلى الرغم من صعوبة عمله خلال شهر رمضان مبارك، إلا أن سالم ووفق حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلا أنه هناك اقبال على الشراء بشكل يومي، فكما يقول :مصائب قوم عند قوم فوائد، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي قد يزيد أزمة المواطنين صعوبة.

أم العبد عفانة، تقول لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنها تضطر للحصول على طعامها من التكية التي توزع الطعام بجانب بيتها، حيث تساعدها هذه الطريقة على الحصول على طعامها في ظل الوضع المادي الصعب التي تعانيه عائلتها، وفي توفير الغاز الذي بدأ يشح في منزلها نظراً لمنع إدخاله.

تضيف عفانة: حياتنا باتت صعبة، ويمكن تسميتها حياة مع وقف التنفيذ، فلا يوجد مقومات للحياة في قطاع غزة، فالخضروات المتواجدة أسعارها غالية، فيما حرم الغزيون من المجمدات واللحوم في رمضان، ولم يتبق لهم سوى الأرز والعدس التي جفت أمعائهم من تناولها خلال الحرب.

ومع استمرار الإغلاق، يرتفع سعر كيلو الغاز ليصل لـ100 شيكل - 150 شيكل، في حين وصلت عبر الاقتصاد ثمن تعبئة اسطوانة الغاز بوزن 8 كيلو، إلى 60 شيكل، فيما كان ثمن الاسطوانة بوزن 12 كيلو قبل الحرب على غزة يصل إلى 65 شيكلاً. 

ويستمر الاحتلال في منعه دخول المساعدات إلى القطاع لليوم الثامن على التوالي، ما تسبب في أزمة غذاء وشح كبير في المستهلكات الأساسية.  

وتستخدم إسرائيل، وقف المساعدات كورقة ابتزاز وضغط، في محاولة للتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي كان من المفترض البدء بها في الثالث من شباط/فبراير الماضي.  

ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، يتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، ويزيد من معاناة أكثر من مليونيْ فلسطيني يعيشون أصلًا أوضاعًا معيشية مأساوية، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية والتي استمرت 15 شهرًا. 

المخابز توقفت عن العمل 

وتستمر الأزمة في التفاقم لتصل للمخابز، حيث أعلن رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة عبد الناصر العجرمي، أن جميع المخابز العاملة بـ"غاز الطهي" في خانيونس جنوب قطاع غزة توقفت عن العمل.  

وأوضح العجرمي، أن مخابز خانيونس عددها 5 مخابز، منها مخبزان آليان والبقية نصف آلية، مبيناً أن كمية السولار المتبقية لتشغيل بقية المخابز تكاد تكفي لمدة أسبوعين فقط، كما أن المخازن شبه فارغة، ولا تحتوي على كميات كافية من السولار أو المواد الغذائية.  

وشدد العجرمي على أن استمرار الحصار يهدد بتجويع سكان قطاع غزة، مما يستوجب تحركًا سريعًا. 

 

 
 

اخبار ذات صلة