خبر أخطاء المستشار.. يديعوت

الساعة 08:15 ص|12 يوليو 2009

بقلم: دوف فايسغلاس

"حكومة نتنياهو ورثت ارضا محروقة"، في كل ما يتعلق بمعالجة التهديد النووي الايراني. هذا ما قاله مستشار الامن القومي د. عوزي اراد في مقابلة صحفية جرت معه في آخر الاسبوع.

اراد هو شخص ذكي يعرف بلا شك ان مصطلح "الارض المحروقة" العسكري يعني  قيام الجيش المنسحب بحرق تجمعات سكانية وحقول وبنى تحتية خلال انسحابه حتى لا يضع العدو يده عليها. وحتى ان لم يقصد اراد القول بان الحكومات السابقة قد هدمت عن وعي وقصد قدرات المعالجة الاسرائيلية ومخاطر الذرة الايرانية، فانه يقول ضمنيا انها لم تفعل اي شيء حقيقي لمنع الكارثة الجارية.

واين كان اراد نفسه عندما تم التفريط بامن اسرائيل على هذا النحو؟ في عام 2003 كان مستشارا لمدة قصيرة لوزير الخارجية نتنياهو. منذ ذلك الحين والى ان تم تعيينه في المنصب الحالي، كان مستشارا للجنة الخارجية والامن في الكنيست. لهذه اللجنة معلومات كثيرة جارية حول استعدادية اسرائيل للتهديد الايراني. ولماذا تحتاج اللجنة مستشارا محنكا ومجربا ان لم يكن من اجل رفع صوته في ظل الكارثة الوشيكة؟

انا على قناعة تقريبا بان رئيس الوزراء لا يشاطر مستشاره وجهة نظره. نتنياهو كان مطلعا على اسرار اغلبية التطورات وشارك في قسم من المشاورات الهامة وتقييمات الوضع والمداولات في القضية الايرانية منذ العام 2003 عندما كان وزيرا للخارجية في فترة قصيرة وبعد ذلك في حكومة شارون الثانية كوزير للمالية وعضو في المجلس الامني المصغر.

وبعد ذلك ايضا كعضو في لجنة الخارجية والامن وكرئيس للمعارضة حظي بمعلومات كاملة ومتزامنة بالاساس حول مجريات المسألة الايرانية سواء من رئيس الوزراء اولمرت أو من قادة الاذرع الامنية. أنا واثق بانه لو شعر نتنياهو بنهج "سياسة الارض المحروقة" خلال الفرار او رأى امام عينيه "اخفاقا كبيرا" كما يدعي مستشاره لفعل كل ما في وسعه لمنع هذا الخلل واصلاحه.

الموساد ورئيسه مئير دغان يتحملون اغلبية المسؤولية عن معالجة الازمة النووية الايرانية. نتنياهو مدد فترة رئاسة  دغان لسنة اخرى في الاونة الاخيرة، وخلال ذلك صدر ثناء كبير ومحق لطريقة اداء دغان لمنصبه خلال السنوات السبع التي مرت. فهل هكذا يتعاملون مع مسؤول كبير ضالع في "الاخفاق"؟ ذلك لانه لو كان نتنياهو يفكر مثل اراد لاستحق دغان اقالة مشينة وليس لتمديد فترة رئاسته للموساد.

اراد سيجد في ارشيفات مكتبه كل الوثائق التي تتعلق بما فعلته حكومة شارون والحكومة التي تلتها في قضية الذرة الايرانية وهو كبير. خلال كل زيارة يقوم بها مسؤولون اجانب لاسرائيل وخلال كل لقاء سياسي في ارجاء العالم طرح الخطر النووي الايراني. تدل على ذلك الاف الصفحات الصادرة عن الجهات الاستخبارية والامنية ومداولات التقييم والاعداد وتوثيق اللقاءات الحافلة بالادلة والتقييمات الاستخبارية التي طرحت من اجل اطلاع قادة العالم عليها.

وان كان خافيير سولانا المسؤول عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي قد قطع في العمل السياسي الدولي مسافات اكبر من وزيرة الخارجية الاسرائيلية في قضية الذرة الايرانية فان ذلك لامر جيد: الهدف السياسي هو تحريك العالم ضد ايران وليس وضع اسرائيل على رأس الجبهة. المعركة العالمية ضد تسلح ايران خلافا لما يعتقد اراد لا يمكن ان تجري من اعالي مبنى الوزارة في شارع كابلن 2 في القدس.

ان أخذنا بالحسبان شح انجازات الحكومة التي يقدم اراد لها المشورة والنصح فان بعض الدقة وقليلا من التواضع سيقابلان بالتقدير والاحترام.