خبر مائة يوم، صفر من الانجازات.. هآرتس

الساعة 08:13 ص|12 يوليو 2009

بقلم: جدعون ليفي

التجهم عاد للحظة الى وجه داليا ايتسيك، فلدينا الان معارضة كفاحية مقاتلة: كتلة كديما اعلنت عن حملة. بعض اصحاب الافكار من احد مكاتب الدعاية ابتدعوا ملصقا جذابا: "بيبي مائة يوم. صفر من الانجازات". بعد مائة يوم من سبات المعارضة الكبيرة التي لا توجد لها اية انجازات، تعود كتلة كديما للانقضاض. ايتسيك التي تقاتل في الطرق عللت ذلك: "نحن نجد انفسنا فجأة في شجار شارع مع الامريكيين بدلا من دق المسامير التي تؤكد بان الفلسطينيين رافضون للسلام".

ضربة اخرى. والى جانب عدد من الشتائم في قضية طبع بنيامين نتنياهو وشخصيته، "قابل للابتزاز،"قابل للضغط و قابل للانكماش"، هذا ما يوجد للمعارضة لتقوله في يوم عيدها مع انتهاء "ايام التسامح" مع الحكومة. ما زال من المبكر القول ان كانت المائة يوم لحكومة نتنياهو قد تمخضت عن صفر من الانجازات: ولكن من الممكن ان نقول بصورة مؤكدة ان هذا الامر ينطبق اضعاف مضاعفة على معارضة تسيبي لفني وداليا ايتسيك المبجلتان.

كان يا مكان في قديم الزمان معارضة. خلال ثلاثين عاما تقريبا قام استاذ لفني السياسي مناحيم بيغن بهز البلاد هزا. التعويضات من المانيا، الكيبوتسات، الهستدروت، الاجحاف الطائفي، كل ذلك كان مداسا تحت ارجل المعارضة.

حركة حيروت اقترحت على الناس حينئذ طريقا بديلا وواضحا ومتميزا وبلور بيغن جمهور انصار كبير صرخ الى عنان السماء بحناجر قوية في الميادين والساحات الى أن نضج الانقلاب في الحكم. حزب العمل ايضا كان معارضة حقيقية طوال عدة سنوات واقترح بديلا سياسيا واقتصاديا وتسوية اقليمية او وظيفية، خيارا اردنيا او اشتراكية في ايامنا، الى أن سقطت عليه وعلينا لعنة حكومات الوحدة. ومنذ ذلك الحين وحتى الان حوالي نصف يوبيل من السنين، فقدت اسرائيل معارضتها حتى وان كان هناك من يحملون اللقب. للحكم ولدوا. وللحكومة كرسوا. كل احزاب الحكم التي نزلت للمعارضة للحظة فقدت نهجها هناك ان كان لها نهج اصلا. والان لدينا معارضة من الجيل الثالث: واسمها كديما.

ليس لدى حزب كديما ما يقدمه. هناك شك كبير ان كان لحزب اللاجئين هذا في اي وقت من الاوقات امر حقيقي يعرضه على الناس باستثناء ارئيل شارون، ولكن في المعارضة المواجهة لنتنياهو اختفى نهج هذا الحزب وغاب صوته تماما. لاءات نتنياهو هي لاءات لفني: لا لحق العودة، لا لرفع الحصار، لا لحماس. السلام لن يقوم مع مثل هذه اللاءات. كما أن "نعم" هي ذات النعم. بامكان لفني ان تهاجم نتنياهو حتى الغد لتبنيه نهج الدولتين التي تنادي به ولكن بصورة متأخرة، ولكن هذا ليس بديلا. بامكانها أن تنتقد قابليته للضغط ولكنها هي نفس الميزة التي دفعته للموافقة على صيغتها أخيرا. هي لا تقترح بديلا باستثناء الابتسام في وجه واشنطن، الامر الوحيد الذي كانت ستنجح فيه اكثر من نتنياهو.  لفني كانت ستنجح في مغامزة براك اوباما وقيادة الامريكيين بالخداع وربما كانت ستنجح في اقناعهم بقبول نهج الكذب التي تدعيه ايتسيك، بان الفلسطينيين هم الرافضون للسلام. فماذا إذن؟ في هذه الحالة كنا سندخل لاربع سنوات من المفاوضات العقيمة التي لا تقود الى اي مكان. أولم يحدث ذلك في حكومة كديما السابقة. "شجار الشارع" الذي يدور بين نتنياهو والامريكيين بالتحديد قد يقود الى اكثر من مجرد "عملية سلام" اخرى للفني والتي لم تتحلَ بالشجاعة الكافية حتى تقول موقفها الواضح في قضية تجميد المستوطنات.

كان على كديما أن يبلور نهجا بديلا وان يجتذب جمهورا كبيرا من حوله. ذات يوم سيقود انهاء الاحتلال قائد كنتنياهو او لفني او ايهود باراك. هذا القائد لن يكون من اليسار الراديكالي. هذا ما حدث في الاتحاد السوفييتي، في جنوب افريقيا. من الممكن البدء في هذه الخطوة من مقاعد المعارضة. ان كانت لفني تعتقد فعلا بان الوقت ينفد فمن واجبها أن تكون اول المستيقظين. كان عليها ان تستغل كل منبر حتى تطلق صرخاتها الصافية الواضحة، ملتقية مع الاسرائيليين، العرب والفلسطينيين لاثارة جدال شعبي بعد أن مات والشروع في قيادة الجمهور. كان عليها أن تقول الحقيقة حول الاحتلال وفرص السلام للاسرائيليين. هذه الغاية تحتاج الى اكثر من ظهور في زوايا النميمة في جنازة "ميفتول" وتوجيه اللسعات الى نتنياهو ("فلتكن رجلا ولتتراجع") وحتى في صياغة ملصقات تكرارية. بعد صفر من الانجازات، خذي مائة يوم اخرى يا لفني ولتستيقظي وتطرحي البديل وتكافحي من اجله.