خبر ليس رفيقا ولا قائدا.. هآرتس

الساعة 08:11 ص|12 يوليو 2009

بقلم: أمير اورن

إن كانت هناك حاجة لدلائل جديدة بان ايهود باراك ليس قائدا، وليس في المقياس المحدود كوزير للدفاع، فقد أمدنا بها في الاسابيع الاخيرة. باراك وقع في ديماغوجية صرفة خلال مناسبة احياء ذكرى ضحايا حرب لبنان الثانية، عندما اثنى على بطولة المقاتلين وشجب اداء المستويين العسكري والسياسي الاعلى. هذه القاعدة يمكن أن تطبق على كل حرب وعملية ومناورة لما في ذلك عملية الطابور المدني (الذي كان اللواء باراك نائب قائده افيغدور بن غال) في حرب 1982 وخصوصا في السلطان يعقوب واغتيال عباس موسوي الذي اثار اعمالا انتقامية في عهد رئيس هيئة الاركان ايهود باراك بعد عقد من الزمان، ومن ثم كارثة تساليم ب وعملية الانقاذ الفاشلة لنحشون فاكسمان. لبنان 2006 لم يكن مختلفا او استثنائيا، ومن المخجل سماع باراك وهو يحاول اعطاء مثل هذا الانطباع.

ضعف قيادته تبرهن مرة اخرى في قضية تعيين نائب رئيس هيئة الاركان. وزير الدفاع الجدي لم يكن ليخضع لنزوات رئيس هيئة الاركان طوال اشهر وانما يلزمه بتعيين الجنرال المرشح لمنصب رئيس هيئة الاركان القادم. دافيد بن غوريون حرص على تعيين نواب رؤساء هيئة الاركان فعليا او اسميا والذين لم يكونوا بالضرورة محببين على قلب رئيس هيئة الاركان، حتى يوازنه ويتيح للمستوى السياسي رقابة على الجيش.

باراك الذي سمح لرئيس هيئة الاركان شاؤول موفاز ابعاد نائبه عوزي ديان خلال جولته السابقة في وزارة الدفاع، خشي من مجابهة غابي اشكنازي واصر فقط على سد طريقه المباشر نحو بنيامين نتنياهو. هذا خلافا للاتفاق الذي مأسس العلاقات بين رئيس الوزراء ليفي اشكول ووزير الدفاع موشيه ديان عشية حرب حزيران، عندما تم فصل المناصب. حينئذ بواسطة رئيس هيئة الاركان السابق ايغال يدين تحدد حق رئيس الوزراء في دعوة رئيس هيئة الاركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وكبار موظفي وزارة الدفاع اليه والحصول على تقارير منهم.

قائد المنطقة الجنوبية يوآف جلانت عرف ان تأييد باراك المعلن له لا يساوي الكثير. وكذلك مركزية جلانت في عملية "الرصاص المصهور". كما بقيت التقاليد الغريبة المتبعة التي تقول ان الجبهة الاهم في القتال لا تعتبر جسرا لديوان رئيس هيئة الاركان بالنسبة لمن قاد هذه الجبهة. من دون نيابة ستكون احتمالات ارتقاء جلانت الى رئاسة هيئة الاركان ضئيلة. خمسة من بين تسعة عشر رئيس هيئة اركان شهدهم الجيش الاسرائيلي (يعقوب دوري، يدين، مردخاي مكلف، حاييم بار ليف، دان حلوتس) لم يكونوا قبل ذلك قادة مناطق، ولكن واحدا فقط وهو مردخاي دور لم يكن نائبا لرئيس هيئة الاركان او رئيس قسم في الهيئة القيادية العسكرية. عندما خاض باراك قائد المنطقة الوسطى ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا المنافسة على منصب رئيس هيئة الاركان في عام 1987، خسر. في آخر 1990 وعندما كان النائب الوحيد لرئيس هيئة الاركان دان شومرون، فاز.

جلانت سيجد صعوبة للوصول الى غايته للموافقة على قيادة القوات البرية، هو قد كان هناك رئيسا للهيئة القيادية كعميد. ابقاءه في الجيش يستوجب تفكيرا خلاقا ابداعيا. على سبيل المثال الارتقاء بمنصب رئيس قسم العمليات واعطاءه صلاحيات قائد المنطقة سابقا ومرتبة مشابهة لنائب رئيس هيئة الاركان كبانٍ للقوة. القانون لا يحدد من هو القائم باعمال رئيس هيئة الاركان في غيابه وهذا قد يكون رئيس قسم العمليات وليس بالضرورة نائب رئيس هيئة الاركان.

من المحظور ترك قضية تعيين الجنرالات وخصوصا اولئك الذين سيتم اختيار رئيس هيئة الاركان القادم من بينهم بيد وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان وحدهما. على الحكومة أن تسمع توصياتهما وبالاضافة الى ذلك الحصول على وجهة نظر لجنة خبراء والتقرير من خلال التصويت. النتائج مصيرية ولذلك تقع المسؤولية على كاهل الحكومة كلها.