قال زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض، عضو كابينت الحرب السابق بيني غانتس، اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025، إن "(إسرائيل) تعرضت في 7 أكتوبر 2023 "لغزوات لم تحدث منذ عام 1948"، على حد تعبيره.
وقال غانتس، خلال المؤتمر الدولي السنوي الثامن عشر لمعهد دراسات "الأمن القومي الإسرائيلي": "في 7 أكتوبر تعرضت (إسرائيل) لغزوات لم تحدث منذ عام 1948، ويجب ألا تحدث مرة أخرى".
وفي 1948 أٌقيمت "إسرائيل" على أراضي فلسطينية احتلتها عصابات صهيونية مسلحة، ارتكبت مجازر بحق الشعب الفلسطيني وهجرّت نحو 700 ألف فلسطيني من مناطقهم.
وتابع غانتس: "عندما يظهر تهديد واسع النطاق وهام وفوري، يجب أن نشن حربا استباقية للقضاء عليه"، مضيفة: "للإجابة على السؤال الأساسي وهو كيف حدث هذا؟ كان يجب إنشاء لجنة تحقيق حكومية منذ فترة طويلة".
وزاد: "الكارثة التي حلت بنا شديدة للغاية، بحيث لا يمكن معالجتها عبر تحقيق عسكري داخلي فقط. أتوقع من هذه الحكومة أن تمتلك الشجاعة لتشكيل لجنة تحقيق حكومية على الأقل". وفق قوله.
ويقول قادة المعارضة إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر، كما يرفض تحمل أي مسؤولية شخصية عن الإخفاق، ويتجاهل الدعوات إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وفي ذلك اليوم هاجمت المقاومة الفلسطينية 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة قطاع غزة، إذ قتلت واحتجزت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى".
واعتبر مسؤولون إسرائيليون هذا الهجوم إخفاقاً سياسياً وأمنياً وعسكرياً واستخبارياً، وأجبر مسؤولين عسكريين واستخباراتيين على الاستقالة لفشلهم في توقعه ومواجهته.
ومنذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، في أكتوبر 2023، كان غانتس وزيراً في حكومة الحرب حتى استقالته في يونيو/حزيران 2024؛ جراء خلافات مع نتنياهو.
وقال غانتس: "انضممت إلى حكومة الطوارئ انطلاقاً من شعور مشترك بالمصير وليس الشراكة السياسية".
وتابع: "مؤخراً، اتصلت شخصياً بنتنياهو وأخبرته أننا سندعمه في كل ما يتعلق بإعادة المحتجزين الإسرائيليين إلى ديارهم".
وتقدر "تل أبيب" وجود 63 محتجزاً "إسرائيليا" بقطاع غزة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، يعانون تعذيباً وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي ارتكبت ""، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وبدأ في 19 يناير الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل"، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض بشأن المرحلة التالية قبل انتهاء المرحلة الراهنة.
ومنذ عقود تحتل "إسرائيل" أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها شرقي القدس، على حدود ما قبل حرب 1967.