خبر نتنياهو ينتقد بغضب مقابلة أحد الصحفيين لوالده البالغ من العمر 100 عام

الساعة 11:50 م|11 يوليو 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بغضب شديد على نشر موقف والده المسن البروفسور بن تسيون نتنياهو، الذي كشف فيه أن خطاب ابنه في 14 يونيو (حزيران) الماضي في جامعة بار إيلان، بقبول قيام الدولة الفلسطينية هو مجرد كلام، وأن الأهم منه هو الشروط التي وضعها، التي لا يمكن للفلسطينيين أن يقبلوا بها في يوم من الأيام. وقال نتنياهو الابن، إن الصحافي الذي قابل والده تصرف بلا أخلاق، لأنه «استغل رجلا مسنا عمره مائة سنة».

ورد الصحافي على ذلك كاشفا، أن نتنياهو نفسه استغل والده عندما كان ذلك في صالحه.

وكان مراسل القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، وهي قناة تجارية مستقلة، قد توجه إلى والد نتنياهو وهو يميني متشدد، طالبا سماع رأيه في خطاب ابنه، رئيس الوزراء، الذي أبدى فيه الموافقة على قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، شرط أن تكون منزوعة السلاح وأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة يهودية. ودار بينهما الحوار التالي:

* الصحافي: أردت سماع رأيك في قبول ابنك قيام الدولة الفلسطينية.

ـ بن تسيون نتنياهو: دولة فلسطينية؟ لا..لا.. هذا غير ممكن. هرتسل ونوردو (مؤسسا الحركة الصهيونية) لم يعملا من أجل أن تقوم في النهاية دولة فلسطينية. هذه بلاد يهودية وليست للعرب. لم يكن هنا عرب ولا يوجد مكان للعرب.

* الصحافي: ولكن رئيس الحكومة قال ذلك (في خطابه).

ـ بن تسيون نتنياهو: لن يوافقوا على الدولة بالشروط التي طرحها عليهم.

* الصحافي: لو كنت مكانه ألم تكن تقبل بالدولة؟

ـ بن تسيون نتنياهو: لا..

* الصحافي: ولكن ابنك عاد ليؤكد أنه يؤيد الدولة الفلسطينية.

ـ بن تسيون نتنياهو: ابني لا يؤيد. لقد طرح عليهم شروطا لن يقبلوا بها في يوم من الأيام.

* الصحافي: هل هذا ما يعتقده هو أم تعتقده أنت؟

ـ بن تسيون نتنياهو: هذا ما سمعته منه. ليس مني أنا. هو طرح شروطا. وهم لن يوافقوا على أي من شروطه في أي يوم من الأيام.

* الصحافي: أي علامة تعطي لهذه الحكومة؟

ـ بن تسيون نتنياهو: أعتقد بأن بنيامين يعرف ما الذي يفعله. لا أعتقد أنه يتصرف بهبل.

ورد مكتب نتنياهو على هذه المقابلة حال نشرها، ببيان غاضب مقتضب قال فيه: «عار واحتقار هو أن يوقعوا رجلا مسنا عمره مائة سنة في مصيدة حقيرة كهذه. لقد تمت المقابلة من وراء ظهر رئيس الحكومة. وهذا يدل على مستوى الصحافي ومستوى القناة التلفزيونية التي أرسلته».

وأما الصحافي، عميت سيغال، فقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يفاجأ بغضب رئيس الحكومة، لكنه يفاجأ بشدة الوقاحة. وأضاف «فالسيد نتنياهو نفسه كان قد دعاني إلى مقابلة والده قبل خمسة شهور لأجراء حديث صحافي معه، فهل تعتقدون أن والده لم يكن آنذاك في سن المائة؟. في حينه كانت الاستطلاعات تشير إلى انهيار في شعبية الليكود برئاسة نتنياهو، فاستغل هو والده لعله يعينه في استعادة الأصوات التي خسرها من قوى اليمين المتطرف. وهو الذي بادر إلى دعوتنا لمقابلته. فوافقنا وبثت القابلة يومها. واليوم، بعد مائة يوم على الحكومة، توجهنا إلى والد رئيس الحكومة نسأله عن رأيه في هذه الحكومة، وهل ما زال يدعم ابنه. فوافق على اللقاء بنا. ونحن نشكره على ذلك. إذن المشكلة ليست فينا، بل في رئيس الحكومة. نحن لم نتغير وما زلنا نعمل في الصحافة الحرة القوية. ووالد نتنياهو لم يتغير، بل تمسك بمواقفه المعهودة. ومن تغير هو نتنياهو الابن. فرئيس الحكومة قبل بتغيير برنامج الليكود الانتخابي، ورفاقه هم الذين ينتقدونه».