خبر عام ثالث عنوانه الخسارة.. الموسم الزراعي في غزة يرحل تاركاً خلفه آلاف المدينين وأسرهم

الساعة 03:14 م|11 يوليو 2009

فلسطين اليوم – الانتقاد اللبنانية

للعام الثالث على التوالي ، ودع آلاف المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة موسمهم بخسارة وحسرة ؛ فالحصار الصهيوني حرمهم كما في العامين الماضيين من تصدير منتجاتهم من جهة ، ومن جهة ثانية حال دون حصولهم على مستلزمات زراعة محاصيلهم ، ويا ليت المسألة توقفت عند ذلك؛ فالعدوان والتوغلات المتفرقة على طول امتداد السياج الفاصل بين القطاع ، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، والتي أعقبت حرباً ضروساً استمرت قرابة الشهر أكملت على تدمير وتجريف ما تبقى من أراضيهم.

ويقول ناهض أبو ريدة – وهو أحد المزارعين الكبار في محافظة خانيونس جنوب القطاع ، ويعمل في الغرفة التجارية بالمحافظة :" إننا توقفنا عن العمل فعلياً منذ فرض الحصار ، وما نقوم به الآن مجرد محاولات لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة ؛ فلدينا طلبة مدارس وجامعات ، وهناك مصاريف يومية ، وأخرى للعلاج .. كل ذلك بحاجة لمصدر دخل".

يشرح أبو ريدة ، والذي كان من مصدري الزهور البارزين لهولندا ، أنه وغيره من المزارعين باتوا في وضع لا يحسدون عليه ؛ فهم يحاولون العمل بين فكي    " كماشة " ، فمن جهة يعانون جراء إغلاق المعابر ، تزايد التكاليف في المواد الأساسية اللازمة للزراعة ، فضلاً عن عدم جودة المياه وزيادة ملوحتها ، ومن جهة أخرى لا يستطيعون الوصول بأمان إلى أراضيهم لفلاحتها ، ورعايتها بسبب إطلاق النار المتواصل من قبل المواقع العسكرية المحاذية لها ، عدا عن التوغلات الاستفزازية التي تقوم بها قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى ؛ بغية التخريب والتدمير فقط.

المزارع بلال عيد ، من جهته تحدث عن الإجراءات التي تتبعها سلطات الاحتلال بهدف تدمير الزراعة والعاملين فيها ، والذين تشير التقارير الرسمية الفلسطينية إلى أن عددهم يتجاوز 40 ألف عامل.

يقول عيد :" خلال أشهر الحصار السابقة عانينا ولا زلنا من عدم توفر الأدوية والمستلزمات الزراعية الملائمة والناجعة لزيادة كمية الإنتاج ، فالإسرائيليين يتعمدون منع إدخال غالبية المواد الرئيسية في الزراعة ؛ لاسيما مواد تطهير التربة ، أو التسميد تحت ذرائع واهية ، ومثلاً طن الكيماوي كنا نحصل عليه بما يقارب 450 دولار ، الآن لا يوجد وإن توفر يكون أقل جودة بكثير ويصل ثمنه قرابة 1000 دولار أمريكي".

يضيف عيد أنه كغيره من المزارعين الذين جرفت أراضيهم ، يحاول دائماً العمل على إعادة زراعتها ؛ رغم المخاطر المحدقة به نتيجة عدم الاستقرار الأمني ، ورغم عدم توفر الأموال.

أما أحمد أبو ريدة ، والذي تعرضت دفيئاته الزراعية في منطقة خزاعة الحدودية للتجريف أكثر من مرة منذ بداية انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000 ، فعبر عن أسفه لعدم وجود رادع للاحتلال الذي يعيث خراباً و فساداً في أراضي الفلسطينيين.

كما عبر أبو ريدة عن أسفه لعدم تمكنه هذا الموسم أيضاً من توفير زيت الزيتون لعائلته ؛ بعدما كان يحصل في السابق على ما يقرب من 200 -300 صفيحة زيت من أرضه ، وهو اليوم أصبح كغير من المواطنين الذين لا يملكون أراضي يبحث عن منتج جيد من الزيت.

أحمد الشافعي رئيس جمعية غزة الزراعية ، بدوره قال:" إنه لم يسمح على مدار الموسمين الماضيين بإدخال أشتال التوت الأرضي لغزة".

ولفت الشافعي في سياق حديثه إلى أن مزارعي هذا المحصول اضطروا إلى الاستعانة بالمشاتل المحلية التي عملت على زراعة هذه الأشتال عبر إعادة تشتيل أمهات الأشتال المحلية ، وهو ما أدى بحسب الشافعي إلى إنتاج محصول ضعيف ولا يتمتع بالجودة المطلوبة.

ثلاثة مواسم إذاًَ مرت دون أن يتمكن المزارع الغزاوي من استرداد التكاليف التي أنفقها على محصوله ؛ ليس هذا فحسب بل وألُحق بديون قد لا يكون هناك سبيل لسدادها في حال بقيت الأوضاع على حالها.