قائمة الموقع

كتب د. إياد القرا.. هل تتجه إسرائيل إلى خيار التعايش مع الواقع في غزة؟

2025-02-16T13:55:00+02:00
الحرب على غزة
فلسطين اليوم

تدور التساؤلات حول مستقبل الاتفاق في غزة، وما إذا كانت إسرائيل ستنتقل إلى المرحلة الثانية منه أم ستبقى في إطار المرحلة الأولى، خاصة في ظل المأزق السياسي الذي تعيشه.

فقد أُجبرت إسرائيل على القبول بالاتفاق، وهي الآن عالقة بين عدم القدرة على التراجع والعودة إلى القتال، وبين عدم القدرة على الاستمرار في دفع ثمن المرحلة الأولى.

الانقسامات الداخلية تعمّق المأزق الإسرائيلي

التحدي الأكبر أمام نتنياهو هو الانقسامات الداخلية العميقة داخل حكومته، حيث يرفض المتطرفون بشدة أي تقدم في الاتفاق، معتبرين أن المرحلة الثانية ستكون أسوأ من الأولى، خاصة بعد عام ونصف من الحرب التي لم تحقق أهدافها.

حتى الآن، لا تزال حماس تحتفظ بقوتها العسكرية، والمساعدات تتدفق إلى القطاع، والأسرى الفلسطينيون يُفرج عنهم، وهي كلها عوامل تزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية التي باتت بين خيارين أحلاهما مر.

تمديد المرحلة الأولى: مخرج سياسي مؤقت؟

في ظل هذه التعقيدات، قد يكون الخيار الأنسب تمديد المرحلة الأولى وتعزيزها، بحيث تحقق إسرائيل بعض المكاسب دون الدخول في مواجهة جديدة قد تُفشل الاتفاق بالكامل.

هذا السيناريو يمنح إسرائيل فرصة لإلقاء الملف في الحجر العربي، عبر دفع بعض الدول العربية إلى التدخل في إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات، ومعالجة ملف حكم حماس بطريقة غير عسكرية.

قد تحاول إسرائيل الضغط على حماس اقتصاديًا وسياسيًا، وربط إعادة الإعمار والمساعدات بشروط تهدف إلى تحجيم نفوذ الحركة بشكل تدريجي، بدلاً من المواجهة العسكرية المباشرة. كما أن هذا الخيار يمنح نتنياهو فرصة للتعامل مع الضغوط الدولية والأمريكية، والاستفادة من موقف ترامب الداعم لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا، مما قد يساعده على الخروج من الأزمة دون أن يظهر بمظهر المنهزم.

المخاطر المحتملة لهذا الخيار

على الرغم من أن إسرائيل قد تجد في تمديد المرحلة الأولى مخرجًا سياسيًا مؤقتًا، إلا أن هذا الخيار يحمل في طياته مخاطر كبيرة، أبرزها:

1. تعزيز قوة المقاومة الفلسطينية عبر وسائل غير عسكرية، حيث قد تستفيد حماس من فترة الهدوء لإعادة ترتيب صفوفها واستئناف عمليات بناء القوة.

2. رفض المتطرفين الإسرائيليين لهذا المسار، إذ يعتبرونه استمرارًا للفشل في تحقيق أي إنجاز استراتيجي ضد المقاومة.

3. فقدان السيطرة على مسار الاتفاق، خاصة إذا وجدت إسرائيل نفسها مضطرة للقبول بوساطات عربية ودولية قد تعزز من بقاء حماس في الحكم، وهو ما يتعارض مع أهداف الحرب المعلنة.

العودة إلى الحرب: خيار مكلف لإسرائيل

في حال تعطيل الاتفاق أو انهياره، ستجد إسرائيل نفسها أمام خيار العودة إلى الحرب والمواجهة العسكرية، وهو ما قد يعرضها لمزيد من الفشل والخسائر، ويضعها في موضع المسؤولية عن انهيار الاتفاق.

فالدخول في مواجهة جديدة قد يُكلفها مزيدًا من الخسائر البشرية والاقتصادية، ويؤدي إلى تفاقم الانقسامات السياسية الداخلية، خاصة إذا لم تتمكن من تحقيق أي انتصار واضح.

الخلاصة

إسرائيل تواجه مأزقًا معقدًا في التعامل مع غزة، حيث لا تملك خيارًا واضحًا يضمن تحقيق مكاسب حقيقية. وبين التمديد والتكيف مع الواقع، أو العودة إلى الحرب، يبدو أن الخيار الأول هو الأكثر ترجيحًا، رغم المخاطر التي يحملها.

وفي ظل استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، خاصة مع موقف ترامب الداعم لها، قد يكون الاتجاه نحو التعامل مع حماس عبر وسائل غير عسكرية وربط ملف الإعمار والتسهيلات بشروط سياسية، هو الخيار الأكثر أمانًا لحكومة نتنياهو.

اخبار ذات صلة