كانت ملامحه لا تشبهه، فبات هزيلاً وبدا وكأنه فقد الكثير من وزنه، حتى وجهه الدائري الجميل يظهر عليه الضعف، هذا هو حال الأسير الفلسطيني فارس العصار (44 عاماً) من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والذي احتفلت عائلته بالإفراج عنه أمس.
لم تأت حالة العصار الذي كان محكوماً بالمؤبد و10 سنوات إضافية، وأمضى نحو ربع قرن داخل سجون "إسرائيل"، من فراغ، فالأسرى في السجون يعيشون رحلة معاناة لا توصف وأوضاعاً إنسانية صعبة حيث تعرضوا لمعاملة وحشية وظروف اعتقالية سيئة حتى آخر لحظة قبل الإفراج عنه.
وعن تفاصيل آخر ليلة له في السجن، أوضح العصار، أنه عاش ليلة صعبة في السجن، تخللها إهانات وتعذيب، فحتى الساعة 10 ليلاً كان الأسرى مكبلي الأيدي والأرجل في البرد والشتاء في ساحات النقب.
وولد فارس العصار في الحادي والثلاثين من آذار 1980، وهو ابن مخيم النصيرات في قطاع غزة، واعتقل في السابع من آذار 2006، وحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى 10 سنوات.
جدير بالذكر، أن المؤبد العسكري عبارة عن 99 سنة، إضافة إلى عشر سنوات يكون مجموع حكم فارس 109 سنوات، حيث أن من ضمن التهم التي وجهت إليه الانتماء لحركة فتح.
وجاء الإفراج عن العصار ضمن الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى، التي تنفذ في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وشملت الدفعة الإفراج عن 183 أسيرا، 42 منهم من الضفة، وثلاثة مقدسيين، و138 من غزة، بينهم 111 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
وتشمل صفقة "طوفان الأحرار" في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرًا فلسطينيًا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدى 6 أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.