أثبتت دراسة أجريت عام 2024، ووجد العلماء فيها "أن تخمير الشاي باستخدام كيس شاي مصنوع من مادة «البولي بروبيلين البلاستيكية» يطلق حوالي 1.2 مليار قطعة بلاستيكية صغيرة لكل مليلتر من الشاي.
وفي هذا السياق، يقول مارك آر. ويزنر، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية بجامعة ديوك: «هذه كمية متوقعة، ولكن ما زلنا لا نعرف إذا كانت هذه الكميات يمكن أن تضر بالصحة».
وبحسب الخبراء: "تُصنع أكياس الشاي من أنواع مختلفة من المواد، يتكون العديد منها من الورق (المصنوع من ألياف نباتية مثل السليلوز والخشب والقنب) والبلاستيك المرن (مثل النايلون والبولي بروبيلين). كما تُصنع بعض أكياس الشاي من نوع جديد من المواد يسمى «البلاستيك القابل للتحلل البيولوجي»، مثل حمض البوليكتيك".
ومن جانبها، ترى د. هايلي إي هامبسون، التي تدرس الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة واشنطن، إن أكياس الشاي المصنوعة من الورق من الناحية النظرية ستتخلص من جزيئات بلاستيكية دقيقة أقل (أو لا تتخلص منها على الإطلاق) مقارنة بالنسخ البلاستيكية الأخرى، لكن ليس من السهل دائماً معرفة المادة التي صنع منها كيس الشاي".
ووجد باحثون في دراسة أجريت عام 2021، وجود أجزاء بلاستيكة في خمس من ست علامات تجارية لأكياس الشاي التي اشتروها في أيرلندا، ويبدو أن أربعة منها مصنوعة من الورق. ولكن «هناك الكثير من الطرق الصغيرة الخفية، التي يمكن أن يدخل بها البلاستيك إلى أكياس الشاي».
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أكدت بعض الشركات المصنعة للشاي، مثل: بيجلو، وليبتون، وتوينينجز، ويوجي، وتراديشيونال ميديسينالز، وستاش، أن أكياس الشاي الخاصة بها خالية من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، وذلك بشكل أساسي، لأنها مصنوعة من الورق أو مواد نباتية أخرى.
وبدوره قال الدكتور هامبسون: "حتى أكياس الشاي الورقية لا تضمن خلوها من البلاستيك، فقد تكون بعضها مغلقة ببلاستيك مرن مثل البولي بروبلين، أو تحتوي على طبقة بلاستيكية على الخيط".
وبحسب بعض العلماء "هناك روابط محتملة بين التعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في أكياس الشاي وغيرها، والحالات الصحية، مثل التهاب الأمعاء وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان".
وفي مختبرها الخاص، وجدت سوزهاو لي، أستاذة الأبحاث المساعدة في الطب والأمراض المعدية بجامعة كولورادو، "أنه عندما يتعرف جسمك على البلاستيك الدقيق على أنه غريب، فإن خلايا المناعة لديك تهاجمه، مما يسبب الالتهاب، لكن البحث لا يزال في مراحله المبكرة. وقالت إن التحقق من البلاستيك الدقيق دخل مجدداً في المجال العلمي، ونحن لا نعرف الكثير بعد عنه حتى الآن".