خبر غزة: حمى الحصار تصيب القهوة وتخفي نكهة الشاي

الساعة 04:38 م|10 يوليو 2009

فلسطين اليوم : غزة - كتب: محمد البابا

لـم تكتف حمى الحصار بأن طالت الـمشروبات الباردة والعصائر بل امتدت إلى الـمشروبات الساخنة خاصة القهوة التي تعتبر نكهة الـمواطن الغزي ومضافة الزائر.

ويوضح الـمواطن رمزي جبر (26 عاماً) أن "عائلته كانت لا تشتري سوى قهوة "العليت" وهي من الـمصنوعات الإسرائيلية، وبعد انقطاعها بسبب الحصار وإغلاق الـمعابر وارتفاع أسعارها الضعف اتجه إلى قهوة "ديليس" الفلسطينية الصنع، مشيراً إلى أن الحصار منع إدخال حبوب القهوة عالية الجودة لـمطاحن قطاع غزة ما أدى إلى ارتفاع أسعار القهوة محلية الصنع واختفائها من الأسواق".

وكانت قهوة "ديليس" الأكثر شهرة بغزة تباع بـ40 شيكلا للكيلو الواحد وتضاعفت حتى بلغت 50 شيكلا مع انقطاع حبوبها.

وأوضح جبر أن الحصار الإسرائيلي لـم يتوقف على منع العديد من متطلبات الشعب بل وصل حتى مشروباتهم الساخنة التي لها مذاقها الخاص بين أهالي القطاع، منوهاً بأن مذاق القهوة الصباحي شيء روتيني في حياته ولا يستطيع الامتناع عن شربها حتى ولو ارتفع سعرها إلى 60 شيكلا للكيلو الواحد.

"بدر وهنية ومزاج والباشا وديليس" جميعها أسماء لأنواع القهوة التي ارتفعت أسعارها في أسواق القطاع واختفى البعض الآخر منها، ما جعل الـمواطنين يهرولون إلى الـمحال الغذائية والـمطاحن لتخزين القهوة بكافة أنواعها سواء الشقراء أو السمراء أو الاربيكيا.

خالد الشريف (27 عاما) أحد الـمغرمين بتناول القهوة التركية التي يجلبها من مطحنة ديليس في محافظة غزة، أشار إلى أن ارتفاع اسعار القهوة جعل الـمواطن يخشى من اختفائها من السوق ويعمل على تخزينها في البراد بكمية تكفيه فترة لا تقل عن شهر.

وقال: "كنت أشتري القهوة الـمزاج بـ40 شيكلا للكيلو الواحد والآن أشتريها بـ50 شيكلا ولا أجدها أحيانا كثيرة"، مشيراً إلى أنه سأل أحد البائعين عن أسباب اختفاء القهوة من الأسواق، فأجابه أن إغلاق الـمعابر وعدم إدخال حبوب القهوة وارتفاع أسعارها عالـمياً أدى إلى رفع أسعار القهوة في قطاع غزة واختفائها.

وأكد الشريف أنه لا يستطيع الإقلاع عن شرب القهوة ولا يمكن لأي بيت الامتناع عن شرائها، منوهاً إلى أنه ذهب إلى إحدى الـمطاحن وقام بشراء كيلو قهوة سيئة الجودة بسعر مرتفع أيضاً بلغ 20 شيكلا.

وأوضح الشريف أن القهوة ليست وحدها التي فقدت من السوق، مشيراً إلى أن عشبة "الـمريمية" الجبلية التي تعد من أجود أنواع الـمريمية في فلسطين أصبحت هي أيضاً من الـممنوعات التي يمنع إدخالها عبر الـمعابر، منوهاً إلى أن كأس الشاي أصبح دونها بلا طعم أو نكهة.

وأكد حمد قشطة (29 عاما) أن عدم تقديم القهوة للضيف الذي يزور بيته يعني إهانته، لافتاً إلى أن تقديم القهوة للضيف من العادات الكريمة التي يتمسّك بها الـمواطن في قطاع غزة ويفخر ويعتزّ بها، يصعب عليه الامتناع عن شرائها حتى لو أصبح سعرها أغلى بضعفي السعر الأصلي.

وأوضح أنه بعد اشتداد الأزمة قام بشراء حبوب القهوة وتحميصها وطحنها يدوياً في منزله بهدف توفير ربع سعرها.

وأشار إلى أن سعر كيلو القهوة متوسطة الجودة بعد طحنها في البيت بلغ 30 شيكلا، منوهاً إلى أنه اضطر لشراء خمسة كيلوغرامات من الحب وتخزينها وطحن وتحميص كميته اللازمة كل فترة خشية ألا يجدها في الأسواق.

وأوضح حمد أن مشروب الشاي بات بلا نكهة مع فقدان الأسواق لعشبة الـمريمية، منوها إلى أنه قام بجلب إحدى شتلات الـمريمية الجبلية من أحد الـمشاتل وزرعها في حديقته الصغيرة كي يتذوق الشاي بنكهة الـمريمية الأصلية.

وأشار إلى أنه يستخدم النعناع بدلاً من الـمريمية في الفترة الحالية، منتظراً الـمريمية التي زرعها في بيته كي يستخدمها في صناعة الشاي.

وبين "القهوة والشاي والـمريمية والنعناع" واختفاء العصائر والـمشروبات بات هم الـمواطن الأساسي هو البحث عما أخفاه الحصار وأصابته حمى الغلاء".