يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي "سرقة" فرحة الفلسطينيين بتحرير أسراهم من سجونها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل مع المقاومة في غزة عبر سلسلة اقتحامات واعتداءات وتهديدات.
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات من منازل الأسرى المحررين بمناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين، قبل الإفراج عنهم وبعده، إضافة إلى توزيع منشورات تحذيرية من أي مظاهر احتفالية.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، أن "ممارسات الجيش ضد الأسرى وأهاليهم، تضمنت تهديدات للعشرات منهم، وصلت إلى حد القتل والاعتقال، إلى جانب تسجيل عمليات تخريب للمنازل، وشملت التحذير من إبراز أي مظهر احتفالي بخروج أبنائهم الأسرى، أو رفع أي راية أو علم".
وأشار نادي الأسير، إلى أن "عمليات الإرهاب الإسرائيلية تلك، بدأت مع خروج الدفعة الأولى من الأسرى"، معتبرًا أن الهدف "ضرب رمزية الأسير الفلسطيني ومكانته في الوعي الجمعي الفلسطيني".
زكريا الزبيدي
ومساء أمس الجمعة، اضطرت عائلة وأصدقاء الأسير المحرر زكريا الزبيدي أحد أبرز قيادات حركة "فتح" وذراعها العسكري "كتائب شهداء الأقصى"، لإخلاء مكان استقباله في محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة، بعد تهديدات إسرائيلية باقتحامه.
واضطر الزبيدي إلى البقاء في محافظة رام الله والبيرة مع عائلته التي تركت منزلها لرؤيته لفترة مؤقتة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين شمال الصفة الغربية، وعدم تمكنه من العودة إلى مكان سكنه هناك.
وذكر شهود عيان، أنه "تم إخلاء ساحة المغتربين في البيرة من المهنئين، نتيجة تبليغ الإسرائيليين بإخلاء المكان، والتهديد باقتحامه".
جمال حمامرة
كما دهمت قوة "إسرائيلية"، أمس الجمعة، منزل الأسير المحرر جمال حمامرة في قرية حوسان غربي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وحذرته من استقبال المهنئين.
وقال رامي حمامرة رئيس مجلس قرية حوسان للأناضول، إن قوة إسرائيلية "اقتحمت القرية، ودهمت منزل المحرر جمال حمامرة، الذي أفرج عنه بعد 20 عامًا من الاعتقال، وأبلغته بمنع أي مظاهر احتفالية، أو استقبال مهنئين".
أحمد الفروخ وزيد عامر
وفي بلدة سعير شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، أفاد شهود عيان، بأن قوة إسرائيلية دهمت، مساء الخميس، منزل الأسير المحرر أحمد رائد الفروخ، في بلدة سعير شمال الخليل، وحطمت زينة الاستقبال، وهددت العائلة من الاحتفال الفرحة بتحرره.
وفي نابلس شمال الضفة الغربية، هدد جيش الاحتلال، الاثنين الماضي، باستهداف المهنئين بتحرر الأسير زيد عامر بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ما اضطر العائلة للاعتذار للمهنئين.
وقال غسان عامر شقيق المحرر زيد، إنهم أعلنوا استقبال المهنئين بتحرر شقيقه في ديوان العائلة بمدينة نابلس، لكنهم فوجئوا باتصال من "أحد ضباط مخابرات الاحتلال"، طالبهم فيه بإغلاق الديوان والتوقف عن استقبال المهنئين.
وأضاف في تصريحات متلفزة، أن "الضابط هددنا بقصف الديوان إن لم نتوقف فورا عن استقبال المهنئين".
سعيد عرار ومحمد الملح ومحمود دودين
وفي رام الله، دهمت قوات إسرائيلية، الأحد الماضي، منزل الأسير المحرر بصفقة التبادل سعيد عرار، في قرية قراوة بني زيد شمالي المدينة، وأزالت أعلام حركة حماس، وهددت الأسير وعائلته في حال استقبال المهنئين.
واقتحم جيش الاحتلال منزل الأسير المحرر محمد الملح بقرية عين قينيا غرب رام الله، ومنزل الأسير المحرر محمود دودين في بلدة دورا جنوب الخليل، وحذرتهما من الاحتفال أو استقبال مهنئين".
عمار الشوبكي ورائد بدوان وفهد الصوالحي
وكان من بين العائلات الأخرى التي تعرضت للتنغيص الإسرائيلي، عائلة الأسير المحرر عمار الشوبكي من قلقيلية شمال الضفة الغربية.
وتعرض أشقاؤه لاعتداء على يد قوات إسرائيلية، يوم السبت الماضي، قبيل الإفراج عنه بساعات، إلى جانب التهديدات لهم.
والثلاثاء الماضي، دهمت قوات إسرائيلية منزل الأسير المحرر رائد بدوان من بلدة بدو شمال غرب القدس المحتلة، ووجهت له ولعائلته تهديدات بعدم إقامة حفل استقبال.
وفي مخيم بلاطة للاجئين شرقي نابلس، اقتحمت قوات إسرائيلية حفل استقبال الأسير المحرر فهد الصوالحي، السبت الماضي، وأطلقت الرصاص بهدف القتل.
اعتداء على المستقبلين
وقبيل تحرر الأسرى من سجن "عوفر" الخميس، حذر جيش الاحتلال من الاحتفال بخروجهم، عبر صور ومنشورات ألقتها طائرات مسيرة في محيط سجن "عوفر" العسكري غرب رام الله.
ومن بين المنشورات تحذير كتب فيه: "لن تسمح قوات الأمن بتنظيم مظاهرات لدعم التنظيمات"، وفق النص.
وهاجمت قوات جيش الاحتلال أول أمس الخميس، أهالي الأسرى في بلدة بيتونيا قرب معتقل "عوفر"، وأطلقت عليهم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة نحو 60 منهم بالرصاص الحي وحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأفرجت "تل أبيب"، الخميس، عن 110 أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" سراح 3 "إسرائيليين" و5 تايلانديين من قطاع غزة.
والتبادل الثاني للأسرى جرى السبت الماضي، إذ شهد إطلاق سراح 4 مجندات "إسرائيليات" من غزة، مقابل إفراج "إسرائيل" عن مواطن أردني و199 فلسطينياً بسجونها.
فيما جرى التبادل الأول مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 يناير الجاري، إذ شمل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مقابل 90 من المعتقلين الفلسطينيين، من النساء والأطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوماً، تنص البنود على الإفراج تدريجياً عن 33 "إسرائيلياً" محتجزاً في غزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أمريكي، ارتكبت "إسرائيل" بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.