خبر نتنياهو يستخدم مصطلحا نازيا لمساندة المستوطنين

الساعة 07:22 م|09 يوليو 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء استضافته لوزير الخارجية الألماني هذا الأسبوع مصطلحا موصوما على نحو خاص للتنديد بمطالبة الفلسطينيين بإزالة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

ونقل شخص مقرب لنتنياهو عنه قوله لفرانك فالتر شتاينماير "الضفة الغربية لا يمكن أن تكون نظيفة من اليهود".

ولما سئل عن رد فعل الوزير الألماني عندما سمع هذا المصطلح الذي كان يستخدم في وقت المحرقة النازية لوصف مناطق "طهرت من اليهود" أجاب الشخص المقرب "ماذا كان بوسعه أن يفعل. اكتفى بالإيماء برأسه."

وربما كانت اللياقة الدبلوماسية تقتضي تفادي مثل هذا التعبير في حضور ممثل الدولة التي نفذت الإبادة الجماعية خلال الحرب العالمية الثانية والتي بذلت جهدا كبيرا منذ ذلك الحين للتكفير عنها.

لكن الائتلاف اليميني الذي يتزعمه نتنياهو لا يمر بوقت عادي بل يواجه ضغطا أمريكيا لم يسبق له مثيل لإفساح الطريق لإقامة دولة فلسطينية على أرض الضفة الغربية التي يسميها كثير من اليهود يهودا والسامرة ويعتبرونها حقا توراتيا متوارثا.

ومن هنا جاء التحدي الذي أقدم عليه نتنياهو باستخدام مصطلح "نظيف من اليهود" الذي قال الشخص المقرب إن رئيس الوزراء شجع زملائه في الحكومة على استخدامه دفاعا عن المستوطنات وعن إصرار إسرائيل على أن يعترف الفلسطينيون بها كدولة يهودية.

وكان دان مريدور نائب رئيس الوزراء وأحد أعمدة حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو حث صحفيين أجانب خلال إفادة الأسبوع الماضي على أن يسألوا ما إذا كان "الفلسطينيون سيقبلون أن يعيش اليهود بينهم أم ان ذلك سيصبح ذلك غير مسموح به تماما."

وقال مريدور في حزن إن "نظيف من اليهود هو المصطلح الذي كان يستخدم ذات يوم في دول أخرى" وذلك في تصريحات رددها وزير آخر ينتمي إلى ليكود في اليوم التالي خلال إفادة لصحفيين ودبلوماسيين.

وتساءل بعض الدبلوماسيين سرا عن مدى اللياقة في عقد مثل تلك المقارنات مع صراع في الشرق الأوسط بين مزيج فريد من العرق والدين والاحتلال والتعايش.

ولم يعلق المسؤولون الألمان على المصطلح.

ويرى الفلسطينيون من جانبهم في المصطلح حيلة خطابية من القيادة الإٍسرائيلية التي لم تبد استعدادا يذكر للدخول في مفاوضات بخصوص اتفاق سلام على أساس دولتين.

وقال الدبلوماسي الفلسطيني كزافييه أبو عيد "نعتقد أنها مجرد استراتيجية إسرائيلية جديدة لتأخير أي نتيجة حقيقية. في مفاوضات سابقة أؤكد لكم أن إسرائيل لم تحاول قط إبقاء يهود في دولة فلسطين."

ولدى سؤال رئيس حكومة رام الله د. سلام فياض خلال مهرجان الأفكار في مدينة آسبن الأمريكية هذا الأسبوع عن الوضع المحتمل للمستوطنين في الضفة الغربية قال إن "اليهود الذين سيختارون البقاء في دولة فلسطين وأن يعيشوا فيها سيتمتعون بحقوق مماثلة.. وبالتأكيد ليست أقل من الحقوق التي يتمتع بها عرب إسرائيل حاليا في إسرائيل."

وقال أبو عيد إن المشرعين الفلسطينيين لم يناقشوا بعد الكيفية التي يمكن أن يصبح بها المستوطنون مواطنين.

كما لم تتضح الكيفية التي تستطيع السلطة الفلسطينية التي ينتمي إليها فياض أن تزعم وضع سياسة طويلة المدى في ظل خلافها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة.

وأعرب زالمان شوفال السفير الإٍسرائيلي السابق لدى واشنطن وعضو ليكود المخضرم هن تحفظات على استخدام مصطلح "نظيف من اليهود" في السياق الفلسطيني. وقال "لا أريد أن أنقل تعبيرات النازيين إلى آخرين حتى لو كانوا أعداءنا."

وذكر أن ما يوصف بتعصب الفلسطينيين يمكن أن يكون أيضا تدبرا بشأن خطوات قد تؤدي إلى الحكم مسبقا على نزاعات كتلك المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من إسرائيل.

وأشار دبلوماسي إسرائيلي إلى أن استخدام نتنياهو تعبيرات حادة من قبيل " نظيف من اليهود" يهدف إلى تهدئة المتشددين في ائتلافه الحاكم بشأن من موافقته من حيث المبدأ على السماح في نهاية المطاف بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

وقال الدبلوماسي "أقدم نتنياهو على ما اعتبر زمنا طويلا أمرا لا يمكن تصوره من زعيم لليكود. لذا يتعين عليه الآن أن يتحدث بتشدد."