خبر مسؤولون إسرائيليون يتوقعون حلا وسطا حول تجميد الاستيطان خلال لقاء نتنياهو ميتشيل

الساعة 02:53 م|09 يوليو 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

توقع مسؤولون إسرائيليون أن يبدي المبعوث الخاص للشرق الأوسط موافقة على على المقترح الإسرائيلي الذي قدمه وزير الأمن إيهود باراك خلال لقائهما في لندن الأسبوع الماضي والذي يتيح لإسرائيل الاستمرار في بناء 2500 وحدة سكنية في المستوطنات تقول إسرائيل إنها قيد الإنشاء، على أن يكون تجميد الاستيطان جزءا من اتفاق سياسي شامل.

 

وسيبدأ ميتشيل جولة في المنطقة الأسبوع المقبل؛ وقال مسؤولون سياسيون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحاول خلال لقائه مع ميتشيل التوصل إلى صيغة اتفاق بموجبه لا يكون تجميد الاستيطان منفصلا عن العملية السياسية، ويكون جزءا من المفاوضات حول الحل الشامل.

 

وعبرت مصادر إسرائيلية عن أملها في أن «يترجم التقدم الذي حصل في محادثات وزير الأمن إيهود باراك مع ميتشيل إلى تفاهمات في اللقاء الحاسم بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وميتشيل». وأعرب مسؤول سياسي في حديث لصحيفة أن يتوصل نتنياهو وميتشيل إلى اتفاق نهائي.

 

وتشير تقديرات مسؤولين سياسيين إسرائيليين إلى أن «الأمريكيين يميلون للسماح لإسرائيل بمواصلة البناء في المباني التي قيد الإنشاء، كبادرة حسنة اتجاه إسرائيل». إلا أنهم أشاروا أن المطلب الأمريكي من إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات ما زال قائما بشكل صارم».

 

وأعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن رضاها من نتائج لقاء سفير إسرائيل في بروكسيل ، رون كورال، مع مسؤول رفيع في المفوضية الأوروبية، بشأن البيان الذي أصدرته البعثة الأوروبية الذي وجه انتقادات شديدة لإسرائيل وقال إن المستوطنات تخنق الاقتصاد الفلسطيني.

 

وفي أعقاب نشر البيان استدعى مساعد وزير الخارجية الإسرائيلية رفائيل باراك سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، راميرو سيبريان، وهو إسباني، ووبخه على البيان.

 

من جانبها أكدت الناطقة باسم المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار كريستيان هوهمان على موقف مفوضة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر الذي يعتبر مسألة استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات أمر يعقد حياة الفلسطينيين.

 

وقالت في معرض ردها امس على سؤال يتعلق بقيام اسرائيل باستدعاء سفيرالاتحاد الأوروبي لديها للاحتجاج على ما جاء في بيان البعثة الأوروبية، أن ما أرادت المفوضية قوله بالضبط هو التركيز على موقفها الثابت من أن مسألة استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات أمر يعقد حياة الفلسطينيين هناك "وهذا الموقف لا تغير فيه". وأضافت أن "المفوضية الأوروبية قد عبرت في أكثر من مرة عن ترحيبها بالإجراءات التي تتخذها إسرائيل من أجل تسهيل حركة الأفراد في الأراضي الفلسطينية على غرار تخفيف عدد نقاط التفتيش وتسهيل حركة المرور، ما من شأنه تسهيل انعاش الاقتصاد الفلسطيني".

 

وأوضحت هوهمان بأن الاتحاد الأوروبي يرحب بكل خطوة إسرائيلية مقبلة من شأنها تسهيل اطلاق الاقتصاد الفلسطيني وتخفيف اعتماد الفلسطينيين على المساعدات الدولية.

 

ومن جانب آخر نفى مسؤول أمريكي ما جاء في تقرير صحيفة "معريف" الإسرائيلية الذي نشر يوم الاربعاء وذكر أن واشنطن وافقت على استمرار البناء في 2500 وحدة سكنية في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية على الرغم من مطالبتها بتجميد البناء.

 

جاء التقرير الذي نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية بعد محادثات وزير الأمن ايهود باراك في لندن يوم الاثنين مع المبعوث الامريكي جورج ميتشل بشأن انهاء خلاف مع واشنطن بخصوص طلبها وقف البناء في الاراضي المحتلة عام 1967.

 

وعندما سُئل في واشنطن ان كان التقرير صحيحا رد ايان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بقوله "لا ذلك التقرير في وسائل الاعلام الاسرائيلية غير صحيح."

 

وقال كيلي "النتيجة الاخيرة بالنسبة لنا -- مازالت كما هي. لم تتغير. وهي ان كل الاطراف في المنطقة عليها ان تلتزم بتعهداتها. وانتم تعلمون ما هو موقفنا فيما يتعلق بالمستوطنات. هذا النشاط يجب ان يتوقف."

 

وقال كيلي ان باراك وميتشيل عقدا "مناقشات جيدة وبناءة" والمبعوث الامريكي سيتوجه الى اسرائيل "قريبا" لكن لم يحدد موعد مؤكد لهذه الزيارة.

 

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة الاسرائيليةان الولايات المتحدة واسرائيل تحاولان التوصل الى أرضية مشتركة بشأن موضوع المستوطنات.

 

وقال عوزي اراد المستشار السياسي لنتنياهو ان اسرائيل تضغط على واشنطن "لتحترم التفاهمات" في اشارة الى اتفاقات تقول اسرائيل انها أبرمتها مع ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش للسماح لها بالبناء داخل المستوطنات القائمة.

 

وقال مسؤولون غربيون ان الولايات المتحدة تسير في اتجاه تقديم مخصصات مالية حتى تتمكن اسرائيل من انهاء بناء بعض المشروعات على الاقل التي أوشكت على الانتهاء أو تلك المرتبطة بعقود خاصة لا يمكن فسخها.

 

وتقدر اسرائيل عدد الوحدات السكنية التي يجري فيها البناء وتزعم أنه لا يمكن وقفه طبقا للقانون الاسرائيلي بـ2500 وحدة. وذكر تقرير معاريف أن الوحدات تحتويها 700 بناية في مستوطنات متعددة وأن واشنطن وافقت على استكمال بنائها.

 

وكان باراك يسعى الى التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة يتضمن خطوات مبدئية من الدول العربية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل في مقابل تحجيم النشاط الاستيطاني.

 

وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قال ان الولايات المتحدة لا تملك خطة سلام للشرق الاوسط وان مبادرة واشنطن لوقف الاستيطان مقابل قيام الدول العربية بخطوات تطبيع تجاه اسرائيل غير قابلة للتطبيق. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية امس أن نتنياهو عبر عن شكوك كبيرة حيال قدرة الادارة الاميركية على الحصول على بوادر "حسن نية" من دول عربية تجاه اسرائيل. كما عبر عن اعتقاده بأن المشروع الاميركي غير قابل للتنفيذ. وقال: "انهم يريدون فقط الشجار معنا". وقالت الصحيفة ان الدول العربية لن توافق على طلب اسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية واعتبار ذلك شرطا مسبقا للمفاوضات.