خبر ربان سفينة « روح الانسانية »: سأعود إلى غزة بالرغم من إسرائيل

الساعة 11:04 ص|09 يوليو 2009

فلسطين اليوم – غزة

سأعود إلى غزة بالرغم من هذا المنع" هكذا تحدث ربان سفينة "روح الإنسانية" التي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتراضها خلال تقدمها نحو المياه الإقليمية الغزية قبل أن تقرر اقتحامها واعتقال من فيها.

 

"سفينة روح الإنسانية" لم تكن الأولى التي تبدأ رحلتها إلى غزة، كما أنها لم تكن الأولى التي تعترضها القوات الإسرائيلية فقد اعترضت قبلها سفينة الكرامة اللبنانية ومنعتها من إتمام رحلتها إلى غزة، الأمر نفسه الذي حدث مع سفينة الكرامة التي تم اعتراضها وأصيبت بأضرار نتيجة ارتطامها بالزوارق الإسرائيلية.

 

واوضح أمجد الشوا منسق الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار لـ"معا" أن انتفاضة السفن التي شهدها قطاع غزة من أيلول 2008 وحتى سفينة روح الإنسانية تمثل بُعد رمزي في جهود كسر الحصار على غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار والحصول على حقوقه فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال.

 

ووجه الشوا أنظار العالم إلى معاناة مليون ونصف مليون إنسان يعيشون في أكبر سجن في العالم والعمل على حشد الجهود الدولية لكسر الحصار، بالإضافة إلى تعزيز حق الشعب الفلسطيني في مياه قطاع غزة الإقليمية، منوهاً أن انتفاضات السفن ساهمت في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني من خلال الرسائل التي يحملها المتضامنون من بلدانهم.

 

من جانبه اعتبر علي النزلي ممثل اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن انتفاضات السفن التي رست على ميناء غزة تمثل جزءا من القفزات النوعية والأساليب المبتكرة في مواجهة الحصار، موضحا أن اللجنة خاطبت العالم بلغة يفهمها من خلال إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التي تدخل في إطار المقاومة السلمية.

 

جدير بالذكر أن اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار نظمت في فترة سبقت ظاهرة السفن فعاليات عديدة تضمنت مسيرة الشموع ومسيرات المشاعل ومقبرة المصانع التي تعطي دلالة على حجم الضرر الذي لحق بالاقتصاد الفلسطيني، حيث بلغ عدد المصانع والورشات المتوقفة عن العمل 3500 سببت في إيجاد 170 ألف عامل عاطل عن العمل، بالإضافة إلى تنظيم اكبر سلسة بشرية امتدت من رفح إلى بيت حانون لتعبر عن رفضها لحصار غزة.

 

وبين النزلي أن الهدف من هذه السفن هو تسليط الضوء على الظروف التي خلقها الحصار الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في التمتع بحقوق مدنية وسياسية كفلتها له المواثيق الدولية وإشعار العالم بان هناك حقوق سياسية وسيادية للشعب الفلسطيني على أرضه، مشددا أن نتائج هذه السفن قد تخرج بتدشين خط بحري يصل غزة بالعالم الخارجي.

 

وقال:"لو لم تكن هذه السفن مجدية وتسلط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني لما أثار كل هذه الضجة من قبل السلطات الإسرائيلية لأنه لا يريد لها أن تفض ممارساته الاحتلالية"، مبينا أن الوفود التي تأتي عبرها يتم اصطحابها إلى مخيمات اللاجئين في القطاع لتسليط الضوء على قضية اللاجئين وحق العودة كما يتم اصطحابهم لزيارة أهالي الأسرى لتسليط الضوء على 11 ألف أسير يقبعون في السجون الاسرائلية.

 

وأكد النزلي أن المرحلة القادمة ستشهد العديد من الفعاليات الكمية والنوعية على صعيد تحريك العالم ضد حصار غزة، مطالباً العالم العربي والدولي لعدم توظيف الحصار كقضية سياسية والتعامل معها كقضية إنسانية أخلاقية حقوقية بالدرجة الأولى.

 

من ناحيته أكد حمدي شعث ممثل اللجنة الحكومية لفك الحصار أن الحصار لا ينتهي بمجرد وصول سفينة قائلاً: "أن كل سفينة ترسو على ميناء غزة تعتبر بمثابة مسمار يدق في نعش الحصار الذي بات في أيامه الأخيرة".

 

وقال شعث: "استطاع المتضامون نقل صور حية لما يجري في غزة من جرائم بعيدا عن التضليل الإعلامي الذي يمارسه الغرب وينحاز إلى الجانب الإسرائيلي"مشددا أن التأثير الذي خلفه احتجاز سفينة "روح الإنسانية" كان اكبر من محاولات وصولها إلى غزة لان من اعتقل هذه المرة ليسوا فلسطينيون وإنما أعضاء في الكونجرس "سينتيا" وإحدى الناشطات الحاصلة على جائزة نوبل للسلام.

 

وتابع:"عندما توضع شخصيات كهذه في سجون إسرائيلية فهذا يمثل قمة الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ليس بحق الشعب الفلسطيني فحسب وإنما بحق العالم جميعا"، معتبرا أن انتقال معاناة الشعب الفلسطيني عبر هذه الوفود تمثل انتصار ساعدت انتفاضة السفن في إحرازه.

 

يُذكر انه منذ سبتمبر 2008 أبحرت سبع سفن إلى غزة حملت على متنها شخصيات بارزة ونشطاء سلام بالإضافة إلى عدد من المساعدات الرمزية ودخل غزة سفينة "غزة الحرة والحرية والأمل والمروة وشريان الحياة"1" في حين لم يتسن "للكرامة والإخوة اللبنانية وروح الإنسانية" الدخول ولا تزال غزة تفتح ذراعيها تستقبل من يزورها مبتسمة لعل غدا يكون أفضل من اليوم.