خبر من الافضل خرقة -هآرتس

الساعة 09:14 ص|09 يوليو 2009

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: اتهام نتنياهو بالقابلية للضغط مردود على اصحابه لانها ميزة جيدة لرئيس وزراء يلائم نفسه مع الواقع - المصدر).

 

بنيامين نتنياهو تلقى مائة اساءة لاسمه خلال وجوده في المنصب بمعدل اساءة في كل يوم. من الذي لم يتعرض لاسم رئيس الوزراء "القابل للضغط" – الكلمة الاكثر شيوعا في المدينة الان – في المدينة. صحيح انه ليس زجاجة كاتشب وانما رئيس للوزراء ومع ذلك هناك ميزة في هذه الصفة التي يتسم بها بنيامين نتنياهو.

 

كان من الافضل لو كان لدولة اسرائيل رئيس وزراء جريء ذو عزم وتصميم يدرك جسامة الساعة والفرص المصيرية الماثلة امامه، رئيسا تدفعه رؤيته وفلسفته للمبادرة لخطوات كبيرة واثقة فوق الهوة. لرئيسا يكون قائدا وليس مقودا. وفي ظل غياب هذا العصفور المغرد يعتبر رئيس الوزراء القابل للضغط عصفور مغردا ايضا.

 

انضغاط نتنياهو يبشر بالخير طبعا. سياسيون حازمون واقوياء مروا في هذه البلاد وهم كثر. اريئيل شارون اخرج الدولة الى حرب لبنان الاولى وكرس اغلبية مسيرته لبناء المزيد والمزيد من المستوطنات.

 

شارون فعل ذلك باصرار القائد القوي، ولم يكن بامكان احد ان يقف امام بلدوزر مزرعة الشكميم. وما الذي تمخض عنه ذلك كوارث كبيرة ونحيبا لاجيال. صحيح ان شارون قد اتبع نفس الاصرار في تنفيذ فك الارتباط ايضا ولكن ذلك لم يغط على افعاله السابقة.

 

خليفته ايضا ايهود اولمرت ظهر في صورة شخص غير قابل للضغط: بقبضة قوية اخرج اسرائيل الى حربين عدميتين اجراميتين وما الذي تمخض عنه ذلك؟ كارثة لا داعي لها. غولدا مئير ايضا كانت قوية وغير قابلة للضغط. هذه الغير قابلة للضغط رفضت عروضا جدية لتسوية انتقالية تاريخية مع مصر، والمرأة غير القابلة للضغط جرت اسرائيل الى حرب يوم الغفران ومع ذلك لم تنكسر عزيمتها. هي كانت "الرجل الوحيد" في حكومتها، ويا ويلنا، ويا ويل ذلك "الرجل"، ولتروا ما الذي ارتكبه.

 

سلفها رئيس الوزراء القابل للضغط الاخير الذي شهدناه ليفي اشكول ذلك القائد الذي تلعثم قبل الخروج للحرب، يثير الان حنين قويا في النفوس. حنينا للتردد وحتى للخوف هذه الخصلة الانسانية الضرورية لرئيس الوزراء ايضا، خصوصا قبل اتخاذه لقرارات مصيرية حاسمة كالخروج للحرب على سبيل المثال. مناحيم بيغن لم يرغب بالانسحاب من اي شبر، واسحاق شامير رفض التفاوض مع م.ت.ف، وكلاهما غيرا موقفيهما تحت الضغط – ودخلا التاريخ.

 

ان واظب نتنياهو على قابليته للضغط، فلربما كان هناك امل يلوح في الافق. خلال مائة يوم جلب لنا رئيس الوزراء المتفاخر بحل اليسار الراديكالي من الماضي، دولتين لشعبين، هو لم يفعل بعد شيئا لدفع صيغته السحرية التي اكتشفها فجأة وبتأخر فظيع، ولكن ربما يؤدي المزيد من الضغط على القابل للضغط فيتزحزح شيئا ما هنا.

 

سيتحرك شيء ما هنا فقط ان واصل نتنياهو هذا الخضوع للرياح. ان واظبت واشنطن بضغوطها عليه فلربما يحدث تجميد حقيقي ويتلوه اخلاء. هذا سيكون مخالفا لفلسفته ان كانت لديه كهذه، ولكنه سيكون بشارة مشجعة ولتذهب الاساءات لاسم نتنياهو حول قابليته للضغط على الجحيم. نتنياهو الخائف والمفزوع يستطيع ايضا منع مغامرة اسرائيلية لا داعي لها في ايران. ليحفظنا الله من رئيس الوزراء "القوي"، رئيسا يستخف بالعالم وبالمخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه العملية ويصدر الامر لطيارينا الممتازين للانطلاق. ذلك لانه في فترة ولايته الاولى ايضا وهذه مسألة يتوجب ان نتذكرها له الان قد احجم بنيامين نتنياهو عن الخروج للحرب وللعملية وحتى للخروج في عملية "السور الواقي" الصغرى.

 

نتنياهو القابل للضغط يستطيع ايضا التسبب باطلاق سراح جلعاد شليت. اصرار اولمرت المخزي يمكن ان يستبدل الان بـ "انبطاح" نتنياهو، في الوضع الذي يستطيع فيه رئيس وزراء ذو ميزة سلبية مزعومة كهذه ان يطلق سراح مئات السجناء الفلسطينيين كما هو مطلوب واستلام شليت مقابلهم قبل لحظة من ان يكون الموعد متأخرا جدا. ان ضغطنا وان ضغط نتنياهو فسيصبح شليت في البيت على ما يبدو.

 

محك رئيس الوزراء يكمن في النتائج وليس في النهج ولا في الطبع. صحيح ان جزءا من اولئك الذين انتقدوا التواءه الاخير – التواءاته في قضية الغاء ضريبة القيمة الاضافية على الفواكه والخضار – يعترفون ان هناك منطقا في قراره، ولكن الاساس في نظرهم هو ان لا يكون لدينا رئيس وزراء يخضع ويتنازل بسهولة كهذه. هذا نهج مشوه.

 

بدلا من ذلك يتوجب انشاد اغنية المجد لرئيس الوزراء الذي يغير اراءه ويلائمها مع الواقع ويخضع في المكان الذي يفضل فيه له ولنا ان يخضع فيه. نتنياهو كهذا فقط هو الذي يستطيع جلب الخير لنا، المهم ان لا يتمترس لا سمح الله  في موقفه. من الافضل ان يكون لدينا رئيس وزراء خرقة وليس رئيس وزراء بطلا. فقد شهدنا من هؤلاء ما يكفينا.