خبر بؤر استيطانية مقابل الكتل الاستيطانية -هآرتس

الساعة 09:13 ص|09 يوليو 2009

بقلم: آري شافيت

 (المضمون: على براك اوباما ونتنياهو ان يتوصلا الى صيغة تخدم مصلحة البلدين من خلال تبادل البؤر الاستيطانية بالكتل الاستيطانية لافساح المجال امام عملية السلام - المصدر).

للفت انتباه بني بيغن: وفقا لمعطيات حركة "السلام الان" 80 من بين المائة بؤرة استيطانية في يهودا والسامرة مشيدة بصورة جزئية او كاملة على ارض فلسطينية خاصة. 16 بؤرة استيطانية منها مبنية بصورة كاملة على اراض خاصة. في 37 بؤرة استيطانية اكثر من نصف الارض يعود لملكية خاصة. 7 الاف دونم من بين 16 الف دونم التي تسيطر عليها المائة بؤرة استيطانية هي ذات ملكية خاصة.

 

ليس من الممكن مناطحة الحقائق ولا القواعد الاخلاقية الاساسية. المستوطنات التي اقيمت وفقا للقانون على اراض عامة هي مسألة خاضعة للجدل الايديولوجي والسياسي والامني. والبؤر الاستيطانية التي اقيمت خلافا للقانون على اراض خاصة هي نهب وسلب. الاف الاسرائيليين الذين يقيمون بصورة غير قانونية على اراض ليست لهم في المناطق هم مخالفون ومتجاوزون للقانون. على دولة اسرائيل ان تواجه ظاهرة اختراق القانون العامة والمنهجية من قبل هؤلاء المستوطنين.

 

لفضيحة البؤر الاستيطانية جانب سياسي ايضا. البناء المنفلت لعشرات شبه المستوطنات في العقد الاخير مس بالامن القومي. بدلا من ان تحدد اسرائيل خطوط عدالتها بصورة جيدة، ورطت نفسها بهذا العمل الاستيطاني الهذياني والاجرامي. نتيجة لذلك فقد الناس بما فيهم كبار اصدقاء اسرائيل صبرهم. في الوقت الذي تستلب فيه البؤر الاستيطانية غير القانونية اراضي الفلسطينيين، اخذ الفلسطينيون بنزع الشرعية عن اسرائيل واستلابها منها.

 

ادارة اوباما طرحت المسألة على محك الحقيقة. مطلب اوباما لايقاف كل البناء في كل المستوطنات هو مطلب متطرف. من بعد واحد هو لا يتساوق مع الالتزامات الامريكية السابقة. ومن بعد آخر هي تتسبب للفلسطينيين وللعرب  المعتدلين بتجديد مواقفهم وتجميد العملية السياسية. ولكن المطلب الامريكي الجارف نابع من ان واشنطن قد يأست. بعد سنوات من التحايل الاسرائيلي بلغ السيل الزبى. لذلك ومن اجل تجنب مجابهة مباشرة مع حليفاتها، يتوجب على دولة اسرائيل ان تغير مناهجها فورا. عليها ان تبرهن انها قد توقفت عن خداع العالم والتحايل عليه وانها تتوقف عن عرقلة نفسها وانها ستفرض القانون في يهودا والسامرة.

 

الامر المطلوب الان وعلى عجل هو تفاهم امريكي – اسرائيلي خلاق. من جهة هناك حاجة لخطوة اسرائيلية تغير الواقع، ومن الناحية الاخرى هناك حاجة لاعتراف امريكي بتعقيد الوضع. من جهة هناك حاجة لبرهان اسرائيلي على ان الانسحاب قد بدأ فعلا، ومن الناحية المقابلة هناك ضرورة بالتزام امريكي  اولي بحدود الانسحاب. الصفقة الامريكية الاسرائيلية الجديدة يجب ان تكون بسيطة: البؤر الاستيطانية مقابل الكتل الاستيطانية. اخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية مقابل الاعتراف بالكتل الاستيطانية الكبيرة.

في السابع من كانون الثاني 2001 القى كلينتون خطابا تاريخيا في فندق وولدورف استوريا في نيويورك. قبل خروجه من البيت الابيض باسبوعين اجمل الرئيس الثاني والاربعين للولايات المتحدة مساعي السلام البطولية التي بذلها امام جمهور محب للسلام ومن بينهم زوجته هيلاري. هذا ما قاله: "لا يعقل حل حقيقي للصراع من دون دولة فلسطينية سيادية قابلة للوجود تكترث لاحتياجات اسرائيل الامنية والواقع الديموغرافي القائم. معنى الامر سيادة فلسطينية في غزة وعلى الاغلبية الحاسمة من الضفة الغربية مع دمج الكتل الاستيطانية في اسرائيل".

 

النص الذي ذكره كلينتون مركزي. ليس اتفاقات مبهمة بين فايسغلاس وابرامز ولا مواقف للرئيس المكروه بوش وانما تصريحا قاطعا لرئيس ديمقراطي بذل كل ما بوسعه لاحلال السلام في الشرق الاوسط. ليس من الممكن ادارة الظهر لكلمات بيل كلينتون وهيلاري. ولا لكلمات براك اوباما وهذه الامور تشير الى ان الاعتراف بمبدأ الكتل الاستيطانية هو شرط للسلام. اتاحة المجال لتقسيم البلاد تلزم اسرائيل بالانسحاب من اغلبية الضفة الغربية وتلزم الفلسطينيين بالتنازل عن جزء قليل منها.

 

ان اصر نتنياهو على البؤر الاستيطانية غير القانونية فانه سيدافع ايضا عن عمل استيطاني مخالف للقانون ويمس بسمعة اسرائيل وسمعتها. وان توانى براك اوباما عن الاعتراف ببقاء الكتل الاستيطانية الملاصقة للخط الاخضر ضمن مساحة اسرائيل في المستقبل فانه سيتنكر بتركة كلينتون. ولكن ان بلور اوباما ونتنياهو سياسة البؤر الاستيطانية مقابل الكتل الاستيطانية فسيخدمان مصلحة دولتيهما المشتركة. المصلحة المتمثلة بعملية سلام واقعية.