خبر حرب واحدة طويلة -يديعوت

الساعة 09:09 ص|09 يوليو 2009

بقلم: ايتان هابر

كلهم محقون في الحرب التالية لحرب لبنان الثانية. محقون اولئك الذين يعتقدون بان هذه كانت حربا في غير أوانها وغير ناجحة أدت الى فقدان الردع، ولا سيما حيال حزب الله. محقون اولئك الذين يدعون بان الحرب أدت الى هدوء مطلق في الشمال الذي يتعرض لضربات الكاتيوشا، الى ابعاد رجال حزب الله عن الحدود والى دخول جنود قوة دولية فاصلة بين لبنان واسرائيل، بين حزب الله والجيش الاسرائيلي.

فقط 160 جنديا ومواطنا اسرائيليا سواء كانوا محقين أو غير محقين، ولكن صوتهم لن يسمع ابدا. فهم يرتاحون راحتهم الاخيرة في المقابر العسكرية والمقابر المدنية، واحد لا يسألهم رأيهم عن الحرب اياها. فهم لن يجيبوا. نصف دزينة حروب كانت لدولة اسرائيل قبل حرب لبنان الثانية، التي في هذه الايام يحتفل بالذكرى الثالثة لبدئها. كانت حروب مضرجة بالدماء فرضت علينا – الاستقلال مثلا، يوم الغفران مثلا. كانت حروب نحن بادرنا اليها: سيناء مثلا. الايام الستة مثلا (ردا على استعدادات مهددة من الجيوش العربية). وبالتأكيد لبنان الثانية.

التجربة الاسرائيلية البائسة تدل على ان هذه، في واقع الامر، حرب واحدة طويلة منذ 1948 (وهناك من يبدأ العد قبل ذلك ايضا)، وفقط اسماؤها تتغير. ولما كانت هذه حربا واحدة طويلة، من المهم لنا أن نوفر قدر ما يمكننا من الحروب غير الضرورية – أي عندما يكون القرار والمبادرة في ايدينا. هكذا كانت معركة سيناء (1956)، هكذا كانت حرب لبنان الاولى (1982) وهكذا كانت حرب لبنان الثانية (2006). على ماذا ولماذا؟ لمثل هذه الحروب يتم الانطلاق فقط عندما تكون حربة حادة على رقابنا. حرب الايام الستة، مثلا، وبالتأكيد يوم الغفران كانتا حربي لا مفر. في مثل هذه الحروب، بالمناسبة، نحن ننتصر دوما، وان كان بثمن باهظ، إذ ان دولة كاملة تقاتل في حينه على حياتها. على نحو مختلف تماما شعر الناس هنا في حرب لبنان الاولى (سلامة الجليل، 1982، أتذكرون؟) والثانية (قبل ثلاث سنوات). ليس في الاولى ولا في الثانية شعر الناس هنا بانه كان لا مفر، وان حربة حادة موضوعة على الرقبة وهي باتت تحز بنا، وعليه ذهب أجر هذه الحروب بخسائرها.

يمكن الادعاء، وعن حق، بان حرب لبنان الثانية جلبت هدوءا الى الشمال، ولكن خلف هذا الهدوء يعد حزب الله رجاله وادواته ليوم الامر. في الحرب، التي لم يتم اعدادها كما ينبغي، وأولا وقبل كل شيء من رجال الجيش، تلقينا ضربة شديدة في صورتنا. وفي ميدان المعركة، ما العمل، للصورة ايضا ثمن، وفي الحالة التي امامنا ثمن أليم. ايهود اولمرت، رئيس الوزراء في حينه يدعي بان القيادة السياسية اعدت الحرب كما ينبغي. ربما. ولكن الصورة، تلك الصورة البائسة، اشارت الى صورة عجلة في اتخاذ القرارات. وهكذا كوي الوعي، ولن تساعد في ذلك الف لجنة وكتاب.

ثلاث سنوات. ألم العائلات الثكلى لا يهدأ. ويضاف الى الالم ايضا الاحساس في أن هذه كانت حربا غير ناجحة، وان كان لها انجازات. "حرب ولا مرة يكفيها"، قال الشاعر، "هي الان في مكان آخر". نحن ننظر الان الى صوب ايران. لبنان، على الاقل مؤقتا، بات خلفنا.