قائمة الموقع

تحليل 4 سيناريوهات محتملة لغزة و"إسرائيل" لم تُحقق أهدافها

2025-01-20T13:10:00+02:00
مشهد اطلاق المقاومة بغزة سراح الأسيرات الإسرائيليات بعد وقف إطلاق النار
فلسطين اليوم

بعد حرب مُدمرة شنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 470 يوماً وافق الأخير على وقف لإطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية التي كان الهدف منها هو القضاء عليها ضمن أهداف أوسع لحرب الوجود التي أعلنها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ اليوم الأول للحرب.

ويبدو أن الأمر الذي ساعد على التوصل لصفقة تبادل ووقف لإطلاق النار كان هو الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي شكل ضغطاً كبيراً على نتنياهو وأرغمه على الموافقة على الاتفاق؛ ولكن هل حقق الاحتلال أهداف من هذه الحرب، وما هي السيناريوهات المتوقعة للمرحلة القادمة؟

4 سيناريوهات لغزة

توقع المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أربع سيناريوهات لقطاع غزة في ظل وقف إطلاق النار "والأول هو السيناريو متفائل ويقوم على "استمرار وقف النار والانتقال للمراحل الثانية والثالثة والانتقال للإعمار بعد انسحاب الاحتلال وتحرير بقية الاسرى".

وأشار منصور في حديث "خاص لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن هذا السيناريو متفاءل وممكن ولكن يلزمه تفاهمات فلسطينية داخلية حول "إدارة غزة"، ومرهون ببقاء الزخم والضغط الأمريكي في عهد ترامب.

كما توقع أن "السيناريو الثاني أن ينشغل ترامب في أولوياته الداخلية؛ وبالمقال وكي يلتف نتنياهو على معارضة سموتريتش، يقنع الأمريكان "بالحاجة لجولة قتال سريعة (يتعهد لهم أن لا تطول) يسعى فيها إلى أن ينهي ما يسميه بـ"حكم حماس" وبعدها ينتقل لاستكمال الصفقة وتحقيق (السلام) الذي يحلم به ترامب في المنطقة".

ونوه منصور إلى أن ميزة هذا السيناريو "أنه لا يقطع الأمل بالعودة للصفقة ويحتوي معارضة سموتريتش ويحل أزمة إدارة غزة"، موضحاً أن ما يجعل هذا السيناريو معقول هو عدم حل ازمة إدارة غزة، وانشغال الرئيس الأمريكي في أول ١٠٠ يوم من حكمه بالداخل ومعارضة سموتريتش التي تهدد بتفكيك الائتلاف".

واعتقد أن السيناريو الثالث هو "الأسوأ": وهو أن تفشل الهدنة ويتجدد القتال مرة أخرى".

ولفت إلى أن السيناريو الرابع: "أن تستكمل الصفقة دون الاهتمام "باليوم التالي" وترك غزة تحت "حكم حماس" ضعيف ومحاصرة وإبقاء الحصار على قطاع غزة".

من ناحيته، أكد الباحث في السياسات الدولية طارق عبود، "أن الحرب في قطاع غزة ولبنان لم تستطع أن تكسر روح المقاومة لدى الشعبين اللبناني والفلسطيني".

وقال عبود في تصريحات صحفية تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "إن إدارة بايدن الضعيفة فشلت في إنهاء الحرب من خلال فشل المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي في مايو الماضي؛ بينما وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار تحت ضغط الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب دون اختلاف لصيغة الاتفاق الحالي".

"إسرائيل لم تنتصر"

وأضاف عبود: "المشهد الحالي لشكل صفقة التبادل ووقف إطلاق النار يؤكد أن "إسرائيل" لم تنتصر في الحرب، مبيناً أنه لو كانت "إسرائيل" سحقت المقاومة في فلسطين ولبنان لما كان الضغط الأمريكي بهذه الصورة".

وأوضح الباحث في إطار حديثه عن وقف النار بغزة "الانتصار والهزيمة لا يقاس بعدد الشهداء الذين سقطوا؛ وإنما يقاس بتحقيق الأهداف، موضحاً أن المقاومة في غزة استطاعت مقاومة جيش الاحتلال المزود بكافة الأسلحة مدة 15 شهراً وفي مساحة صغيرة ومحاصرة منذ 2008 من دون تقديم تضحيات".

ولفت عبود إلى أن جيش الاحتلال قاتل في هذه الحرب المدمرة من دون أخلاق واستهدف المدنيين وقام بتجويعهم؛ لكي يستسلموا، موضحاً أنه بعد 470 يوماً من الحرب والجوع والحصار والقتال يخرج المقاومون بسلاحهم في شوارع غزة".

المقاومة فرضت إرادتها

وقال: "المقاومة تمكنت من إعادة الأسرى بالتفاوض وليس كما أراد الاحتلال بالقوة العسكرية، مبيناً أن هذه هي معايير الانتصار والهزيمة".

وحول إمكانية عودة الحرب، قال عبود "طوال الحرب لم يكن الأسرى الإسرائيليين مناعاً لدى نتنياهو لوقف الحرب على قطاع غزة، موضحاً أن جيش الاحتلال فعل قانون "حنبعل" (قتل الأسرى" منذ اللحظات الأولى".

وأوضح "أن نتنياهو أقنع الإسرائيليين بأنهم يخوضون حرب وجودية، منوهاً إلى أن نتنياهو لم يكن يعتقد بأن الأسرى في غزة سيكونون عائقاً أمام طموح نتنياهو بإقامة "إسرائيل" الكبرى وتقسيم غزة والاستيطان فيه".

جدير ذكره أنه تم دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ الفعلي صباح أمس الأحد، عند الساعة الثامنة والنصف، بعد 470 يوماً من الإبادة الجماعية، التدمير الهائل للمنازل والبنية التحتية، وسط ترقب وفرحة عارمة من أهالي القطاع.

وكان أعلن متحدث الوزارة ماجد الأنصاري على منصة إكس: "بناء على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الساعة 8:30 من صباح يوم الأحد بالتوقيت المحلي في غزة".

اخبار ذات صلة