خبر افتتاحية القدس العربي: إصرار مصري على المصالحة الفلسطينية رغم « الاكتئاب الشعبي »

الساعة 07:32 ص|09 يوليو 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

خصصت صحيفة القدس العربي اللندنية إفتتاحيتها اليوم لموضوع "المصالحة الفلسطينية" المترنحة، وقالت الصحيفة إن وفدا امنيا مصريا سيصل إلى رام الله اليوم، لاجراء مشاورات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار المسؤولين في حركة 'فتح' وباقي الفصائل الاخرى في اطار الجهود المصرية المتواصلة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وانهاء الازمة الحالية.

 

تضيف: من الواضح ان السلطات المصرية ما زالت مستمرة في مساعيها لتذليل الصعوبات التي افشلت جميع جولات الحوارات السابقة في القاهرة رغم ادراكها صعوبة مثل هذه المهمة بسبب الهوة الواسعة بين مواقف الطرفين الاساسيين في المعادلة السياسية الفلسطينية، اي حركتي 'فتح' و'حماس'.

 

الوفد الامني المصري-حسب الصحيفة- بدأ مساعيه من دمشق حيث التقى بقادة حركتي 'حماس' و'الجهاد الاسلامي' علاوة على الامناء العامين للفصائل الفلسطينية التي تتخذ من العاصمة السورية مقراً لها، بهدف الاطلاع على مواقف هؤلاء، وبما يؤدي الى انجاح جولة الحوار المقبلة المقررة في غضون عشرة ايام.

 

وتنقل "القدس العربي" عن بعض الذين شاركوا في اللقاءات التي اجراها الوفد المصري في دمشق اكدوا ان تصميم الحكومة المصرية على اعادة اللحمة الى الصف الفلسطيني مجدداً، يبدو على الدرجة نفسها من القوة التي كان عليها في بداية هذه الحوارات، وشخصوا المشكلة في الهوة الواسعة في المواقف بين حركة 'حماس' في قطاع غزة والسلطة في رام الله...

 

وترى الصحيفة أن الخلافات التي عرقلت الحوارات يمكن ادراجها تحت مجموعة من العناوين الرئيسية، ابرزها كيفية اعادة بناء الاجهزة الامنية على اسس مهنية، واصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، بما يؤدي الى جعلها مرجعية سياسية، تنضوي تحت مظلتها جميع الاحزاب والفصائل وفئات الشعب الفلسطيني، وتعديل قانون الانتخابات بما يسمح بانتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية هذا العام، وتشكيل حكومة تكنوقراط يتوافق عليها الجميع.

 

مشكلتان اخريان-بحسب الصحيفة- اضيفتا مؤخراً الى جميع ما ذكر آنفاً، الاولى تتعلق بحرب الاعتقالات المتبادلة بين حركتي 'فتح' و'حماس'، ورفض السلطة التجاوب مع طلبات الاخيرة بالافراج عن ثمانمئة معتقل في سجونها، اما الثانية فتتعلق بكيفية تشكيل لجنة من الفصائل الفلسطينية تتولى الاشراف على عملية اعادة اعمار قطاع غزة، ومعبر رفح بالتالي.

لا يلوح في الافق اي امل بأن اختراقاً بات وشيكاً في اي من القضايا الاساسية او الطارئة المطروحة على جدول اعمال الحوار، بل ان ما يحدث على الارض من اعتقالات وهجمات اعلامية متبادلة يبعث على الاكتئاب.

 

وتعتقد الصحيفة اللندنية أن العقدة الاساسية تتمثل في وجود برنامجين متضاربين ومتصادمين، احدهما يراهن على المفاوضات والعملية السلمية رغم ان هذا الرهان اثبت عقمه وفشله في آن، والآخر ما زال يرى في المقاومة الخيار الافضل في ظل التغول الاستيطاني الاسرائيلي، وعدم وجود ضغوط امريكية وغربية حقيقية على اسرائيل للالتزام بالاتفاقات الموقعة وبنود خريطة الطريق المقدمة من اللجنة الرباعية الدولية.

 

وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول، إن الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية تظل محمودة، ليس لأنها الوحيدة في هذا المضمار فقط، وانما لادراك القيادة المصرية مدى خطورة استمرار هذا الوضع المؤسف، ليس على الفلسطينيين فقط، وانما على امن مصر واستقرارها.