وائل رشيد النازح من مدينة غزة لمدينة دير البلح وسط القطاع، كان سابقاً يعمل بمهنة الدهان والحدادة، واليوم يعمل بمهنة جديدة في ظل عدم وجود فرص عمل مع استمرار الحرب على قطاع غزة.
فقد بدأ "رشيد" بالعمل في مهنة صيانة النقود وإصلاحها وخاصة الورقية في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة أزمة حادة في السيولة النقدية نتيجة إغلاق البنوك الفلسطينية منذ بداية الحرب.
بداية الفكرة
ويقول رشيد في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "في البداية عملت في بيع "السكاكر" للأطفال فكنت أعاني من ومشكلة النقود الممزقة لأن التجار يرفضون أخذها، فجاءتني فكرة إصلاح هذه النقود؛ كي أنفع الناس ونفسي وتعود علي بالربح".
وأضاف: "عملت مع ابن أخي في مهنة صيانة النقود في سوق دير البلح بمنطقة "المدفع" حيث توزعنا كل واحد منا في مكان مختلف".
وأشار رشيد إلى "أن مشكلة عدم أخذ النقود الممزقة هي ترجع للتجار وليس للمواطنين، موضحاً أنه حينما يريد شخص شراء سلعة بعملة من فئة 20 شيكل مثلاً وعليها "لاصق" يرفضون التعامل معها".
وتابع: "حتى النقود الورقية التي عليها أوساخ نُصلحها، مبيناً أنهم يقومون بغسلها في حال كانت تحتاج لذلك، ونقوم بـ"لحمها" من خلال "ديبق مخفي" حتى لا تظهر بشكل مشوه؛ لكي تلاقي القبول بين التجار والناس".
سبب المشكلة
وأردف رشيد: "لا زالت البنوك مغلقة والنقود التالفة من المفترض أن تذهب للبنوك وهي بدورها تحولها لبنك "إسرائيل" لكي يتم اتلافها، مشيراً أنها لهذا السبب نقوم بإحيائها من جديد ويستطيع الناس التداول بها وشراء حاجياتهم".
ولفت خلال حديثه إلى أنه "يقوم من خلال هذه المهنة بخدمة المواطن وأبناء الشعب الذين يعانون من هذه الأزمة، مشيراً أنه في بعض الأوقات تأتيه عملات ورقية تالفة بشكل كبير".
وقال: "بعض العملات تأتيني ممزقة من آثار قصف الاحتلال، وفي بعض الأحيان يكون على بعضها دماء أو زيوت وغيرها، منوهاً إلى أن هذه العملة يوجد لها حل لديه، ويستطيع أن يزيل آثار الدماء والزيوت من العملات الورقية".
وأضاف رشيد: "بدأت العمل اليوم في نقود ورقية من فئة 200 شيكل وفي حالة سيئة وعليها آثار دماء وزيوت، مشيراً إلى أن مراحل الصيانة لهذه العملات تبدأ من تنظيفها من الأوساخ ومن ثم فك اللاصق عنها وتنظيفها، وفي حالة كانت ممزقة أقوم بـ"لحمها" لتعود لشكلها الطبيعي".
أسعار رمزية
ونوه إلى أنه يأخذ أجره على صيانة النقود بشكل رمزي جداً ولا يأخذ على كمية الأموال؛ موضحاً أن أجره يتعلق بمدى التعب الذي يبذله في سبيل إصلاحها، ففكها ولصقها من جديد بتكلفة من 2-3 شيكل أما غسيلها 5 شيكل".
وأضاف رشيد: "نقدر وضع الزبائن المادي ونراعي الظروف الصعبة للمواطنين، مشيراً إلى أن كثير من الموظفين الذين يستلمون رواتبهم عن طريق التطبيق البنكي وبنسب عالية تكون هذه النقود شبه تالفة فهو يضطر لإصلاحها لدينا؛ لكي يستطيع التعامل بها في السواق".
ويعاني قطاع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية من مشكلة عدم توفر سيولة مادية مع المواطنين؛ بفعل استمرار اغلاق البنوك الفلسطينية التي تؤثر بالتالي على عدم تقاضي الموظفين رواتبهم ومستحقاتهم.
جدير ذكره أنه دخلت حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة يومها الـ468، حيث يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر الدموية بحق والمدنيين والنازحين في الـ468، بالتزامن مع التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين حماس و"إسرائيل" الذي يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل.