خبر اعتبرت فشلا عسكريا : « حرب لبنان الثانية هزة في الوعي الجماعي الإسرائيلي »

الساعة 06:27 م|08 يوليو 2009

اعتبرت فشلا عسكريا : "حرب لبنان الثانية هزة في الوعي الجماعي الإسرائيلي"

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

بعد ثلاثة سنوات من حرب لبنان الثانية التي اعتبرت فشلا عسكريا مدويا للقوات البرية الإسرائيلية، وما رافقها من ارتباك وفوضى وضعف، أحيى الإسرائيليون اليوم ذكرى الجنود الـ 121 الذين سقطوا في تلك الحرب التي ما زالت تعتبر جرحا عميقا في الوعي الإسرائيلي.

 

وشارك في مراسم الذكرى وزير الأمن إيهود باراك، ورئيس الأركان غابي أشكنازي، وقائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت، ورئيس الكنيست رؤوفين ريفلين.

 

وحاول المتحدثون رفع روح المعنوية للجنود والتأكيد على أن الجيش الإسرائيلي طبق دروس الحرب وأنه رفع جاهزيته وعزز قوته استعدادا لحروب مقبلة. إلا أن ذلك لم يكن جوابا شافيا لذوي الجنود القتلى الذين واصلوا توجيه الانتقادات الشديدة للحرب.

 

وقال وزير الأمن إيهود باراك إن «الحرب ما زالت ماثلة في وعينا الجماعي كهزة دفعتنا إلى فتح عيوننا»، وتوجه إلى الجنود بالقول: " وبالنسبة لكم هي نقطة فاصلة مروعة – بعدها لن يكون شيئا كما كان». ودافع باراك عن قرار شن الحرب وقال إن «حزب الله تجاوز الخطوط الحمراء، وباتت إسرائيل تبدو في عيون حزب الله ضعيفة ومشلولة». قال للجنود: " إقدامكم غطى أكثر من مرة على أخطاء في المستويات القيادية العليا".

 

وعن النتائج قال باراك إن الحرب حققت ردعا فعالا، وأعادت الهدوء إلى الشمال،إلا إلا أنه اعتبر أن الأوضاع ما زالت قابلة للانفجار. وأضاف: " حزب الله يعزز قوته ويواصل التسلح، ولم تنته أيام التصعيد". وتابع: "نحن نراقب الأوضاع عن كثب. نمد يدا للسلام الإقليمي، واليد الثانية متأهبة على الزناد".

 

وقال باراك إم الحرب «كانت هامة لجهة استخلاص العبر على مستوى الجيش وعلى مستوى طريقة اتخاذ القرارات في المستوى السياسي». وأضاف أن «الجيش بقيادة رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي قام بتحسين قدراته، رأينا ذلك في عملية الرصاص المصبوب، وفي المستقبل إذا تطلب ذلك".

وقال باراك: " المبدأ الذي يوجه إسرائيل هو محاولة منع الحرب، ولكن إذا فرضت علينا – فيجب ضمان النصر الساحق الذي لا لبس فيه، والجيش قادر على ذلك".

 

في وقت سابق أجريت في جبل الجرمك مراسم وضع حجر الأساس لإقامة نصب تذكاري للجنود الإسرائيليين القتلى في الحرب، بحضور 70 من العائلات الثكلى. وقال قائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت، صاحب نظرية نموذج الضاحية الجنوبية إن أهداف الحرب ومدتها وإخفاقاتها ونجاحاتها ما زالت مثار جدل. مشيرا إلى أنه كان في الحرب «مواطن خلل في التأهيل والاستعداد وفي طريقة تفعيل القوات العسكرية".

إلا أنه دافع عن قرار شن الحرب وقال إنه كان «عادلا»، واعتبر أن «الحرب وضعت نهاية لواقع غير محتمل في الشمال».

 

وقال إن «التشبيه الذي سمع حينذاك والذي شبه إسرائيل ببيت العنكبوت لم يعد يُسمع. ومنذ ذلك الوقت يرى العدو أمامه جيشا يعرف كيف يكون نقديا وصارما، ويقوم بعمليات إصلاح جذرية، وتحسين استعداده، ورفع جاهزيته وقدرته العسكرية لردع العدو وإبعاد الأعمال الإرهابية، والدفاع بشكل وفعال عن الحدود».

 

وقال والد أحد الجنود الذين قتلوا في منطقة عيتا الشعب: للأسف الشديد، الأمل الذي علقناه على قياداتنا حينذاك خاب. من كان يجب أن يتحدث صمت، ومن كان يجب أن يصمت تباهى، ومن كان يجب أن يفعل أصابه الشلل، ومن كان يجب أن يتخذ القرارات المناسبة أُغلقت عيونه. وبالتالي كل هؤلاء الذين أرسلوا أبناءنا للمعارك الضارية لا يعرفون حتى اليوم معنى المسؤولية.

وقالت دانئيل دان والدة جندي قتل في بنت جبيل: إبنى كان ضحية لشيء ما كان ينبغي ألا يكون.