خبر انهيار الحوار يطيح بآمال الغزيين في فتح معبر رفح قريباً

الساعة 05:41 ص|08 يوليو 2009

فلسطين اليوم : وكالات

لم يجد جمال حصين، 39 عاما، من الكلمات ما يواسي به زوجته بعدما انهارت آمالهما بمغادرة القطاع لإجراء عملية زراعة بويضات في أحد مستشفيات الأردن لوضع حد لخمسة عشر عاما من العناء والشقاء لعدم تمكنهما من الإنجاب.

جمال الذي يعمل مدرسا في إحدى مدارس مدينة غزة، كان يأمل في أن يستغل الإجازة الصيفية لإجراء عملية زراعة البويضات، بحيث يغادر هو وزوجته القطاع بحلول منتصف يوليو (تموز) الحالي.

فقد كان على أمل أن 7 يوليو (تموز) الحالي سيشهد التوقيع على اتفاق إنهاء الانقسام الداخلي، الذي بدوره سيؤدي إلى إعادة فتح معبر رفح بشكل طبيعي، كما وعد بذلك المسؤولون المصريون.

وقال جمال «بعد انتهاء الجولة السادسة من الحوار تبين لنا أنه من المستحيل أن يصل الطرفان لاتفاق، وعليه سأضطر أنا وزوجتي للانتظار عاما آخر على أمل أن تتحسن الظروف ونمنح الفرصة لإجراء العملية».

ولم يكن جمال الشخص الوحيد الذي انهارت آماله بسبب عدم حدوث انطلاقة في الحوار الوطني تسفر عن إعادة فتح المعبر، بل معظم الفلسطينيين في قطاع غزة، منهم حسن الزريع، 28 عاما، الذي يقطن مدينة دير البلح، في المنطقة الوسطى من غزة، وهو حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية، وتمكن بعد جهد كبير من الحصول على منحة من إحدى الجامعات الكندية لاستكمال دراسته العليا هناك، وحاول خلال الشهر الماضي مغادرة القطاع عبر مطار القاهرة، لكنه لم يتمكن من تجاوز الحدود. ويؤكد المسؤولون في وزارة الداخلية المقالة في قطاع غزة، أن الأولوية تمنح للأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة وحاملي إقامات في الخارج، وأن حالة حسن الزريع لا تندرج تحت الحالات التي يسمح لها بالسفر خلال الفترة المحدودة جدا التي تسمح مصر خلالها بإعادة فتح الحدود.

وأضاف الزريع «إنني أكاد لا أصدق ما يحدث معي، فقد كان الحصول على منحة للدراسة في الجامعات الكندية أمنية عمري، وعندما تحققت هذه الأمنية أصبح المعبر هو العائق». وانشراح رباح، 41 عاما، هي حالة ثالثة. فهي فلسطينية ولدت وعاشت في ليبيا، وتزوجت من مدرس فلسطيني من غزة كان يعمل هناك، وهي الآن تعيش في مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع، ومضت خمس سنوات لم تر خلالها أيا من ذويها.

وفي نهاية الشهر الحالي من المقرر أن يعقد قران شقيقتها الصغرى على شاب فلسطيني يعيش في مصر، وهي معنية بحضور حفل زفافها، لكن بات في حكم المستحيل أن تتمكن من ذلك بفعل إغلاق المعبر. ومثل غيرها، فإن انشراح تنحي باللائمة على تواصل الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي يمنح الأطراف الخارجية المبررات لمحاصرة القطاع وعزله عن العالم.

واللافت أن اليأس من إمكانية حل الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة أصبح السمة العامة لتعليقات الفلسطينيين على فشل آخر جولة للحوار التي انعقدت في القاهرة أواخر يونيو (حزيران) الماضي، وهم لم يعودوا يأملون أن تسفر الجولات اللاحقة عن أي اختراق يفضي لاتفاق نهائي.